دعا الزعيم الليبي معمر القذافي خلال زيارته ابيدجان الاربعاء الشعوب الافريقية الى الوحدة لمواجهة الغرب خلال قمة الاتحاد الافريقي المقبلة في اكرا. وحصد القذافي تصفيق اكثر من خمسة الاف شخص اجتمعوا في قاعة في حي تريشفيل في ابيدجان تقدمهم رئيس ساحل العاج لوران غباغبو ورئيس الوزراء غيوم سورو حين قال "علينا ان نبني الدولة الافريقية القوية الواحدة حكومة افريقية واحدة جيشا افريقيا واحدا ليدافع عن افريقيا بمليوني جندي عملة افريقية واحدة هوية افريقية واحدة جواز سفر افريقيا واحدا". وكان القذافي وصل قبل ظهر الاربعاء الى ابيدجان المحطة الاخيرة في جولته الافريقية قبيل قمة رؤساء دول الاتحاد الافريقي التي ستبدأ الاحد في اكرا في غانا حيث سيدعو الزعيم الليبي الى قيام "الولاياتالمتحدة الافريقية". واضاف القذافي الذي ارتدى بزة رسمية بيضاء اللون وقميصا ذا لون اخضر فاتح كلون المشبك الذي علقه على الجانب الايسر من سترته البيضاء على مستوى القلب والذي يمثل افريقيا "لا بد نسمع صوتنا من هذا المكان لقمة اكرا (...) ان القرار الآن هو قرار الشعب الافريقي". واوضح الزعيم الليبي "مرت اكثر من اربعين سنة على قيام منظمة الوحدة الافريقية واجتمعت القمة اكثر من اربعين مرة ولكن للاسف لم تتغير احوال افريقيا بل تدهورت احوالها". وندد القذافي ب"نهب افريقيا" من قبل الغربيين. وقال "عاملونا كالحيوانات" على وقع تصفيق حاد من قبل الجمهور الموالي بمعظمه للرئيس غباغبو الذي ندد بدوره بالاستعمار خصوصا الفرنسي خلال السنوات الاخيرة. واكد القذافي "نحن رجال احرار. افريقيا ملك للافارقة" داعيا الى وضع حد للحروب الاهلية التي تندلع في القارة "بسبب الاستعمار". واشاد القذافي "بدور اخي الرئيس الثوري غباغبو وابني سورو فلا ننسى يا شباب ان نشيد بدور اخ عزيز علينا اسمه بليز كمباوري" "اللذين قررا ايقاف سفك الدم الافريقي" داعيا شباب ساحل العاج الى "الالتفاف" حولهما. من ناحيته قال غباغبو ان "بلادنا تعثرت (...) ولكننا في صدد النهوض. ادعموا جهود السلام وعملية الخروج من الازمة". واوضحت السلطات في ساحل العاج ان هذه هي الزيارة الاولى للقذافي الى ساحل العاج. وكان في استقبال القذافي حشد من المسؤولين السياسيين والدينيين والقبليين وآلاف السكان. وصفق انصار غباغبو للقذافي لدى وصوله وخلال القائه كلمته. واحتشد على الطريق بين المطار ووسط المدينة مئات الفضوليين الذين لم يسبق لهم ان حضروا استقبالا رسميا مماثلا خلال السنوات الماضية. وفي ختام زيارته الى ابيدجان غير المعروفة مدتها حتى الساعة من المقرر ان يغادر القذافي الى اكرا برا في موكب من مئات السيارات. ويضم موكب زيارة الزعيم الليبي الى غرب افريقيا سيارات وطائرات شحن وحراس شخصيون. واثر الحصار الذي فرضه عليه الغرب اثر اعتداء لوكربي (اسكتلنده) في كانون الاول/ديسمبر 1988 وسياسة العزل التي اتبعتها ازاءه الدول العربية اتجه القذافي في التسعينيات نحو افريقيا السوداء واقام علاقات متينة مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري ودعم غباغبو.