دعا أنصار الرئيس الايفواري المنتخب الحسن واتارا الى استعمال القوة لإجبار الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو على التنحي عن السلطة بعد أن بدا المجتمع الدولي عاجزا حتى الساعة عن دفع غباغبو الى مغادرة كرسي الرئاسية ومتوجسا من عملية عسكرية تبدو شديدة الخطورة. وقال غيوم سورو، الذي اختاره واتارا لرئاسة الحكومة الايفوارية، ان العقوبات التي فرضتها عدة أطراف دولية على غباغبو ومساعديه لم تحقق أية نتيجة وإن الحل الوحيد الآن هو اللجوء الى القوة. خيار القوة وحثّ سورو مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي لدول غرب افريقيا على استعمال القوّة ضد غباغبو الذي أمر بنزول الدبابات الى الشوارع مشيرا الى أن 200 شخص لقوا مصرعهم بسبب رصاص أطلقه مرتزقة من ليبيريا وأنغولا. ورفض سورو دعوة غباغبو الى إعادة فحص نتائج الانتخابات من قبل لجنة دولية وقال إنها مجرّد تكتيك لربح الوقت. وفي غضون ذلك تتزايد الضغوط على غباغبو حيث قرر البنك الدولي تجميد تمويل الكوت ديفوار، فيما حذّر أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون من احتمال اندلاع حرب أهلية في البلاد. وقال أحد المعتادين على زيارة غباغبو إن الرئيس المنتهية ولايته «سيقاتل حتى الرمق الأخير». وأكد غباغبو منذ انطلاق أزمة الرئاسة في 28 نوفمبر الماضي أنه لا ينوي التخلي عن منصبه. وأكد غباغبو الذي يقدّم نفسه على أنه رجل السلام في بلد أنهكته أعمال العنف، «لا أريد ان تنشب حرب في الكوت ديفوار، يمكن ان تمتد الى البلدان المجاورة او تضعفها» ودعا الى تشكيل لجنة تقييم دولية لتسوية الازمة. شأن افريقي في الأثناء قال وزير التعاون الفرنسي هنري دي رينكور أمس ان بلاده لا يمكنها ان توصي باللجوء الى القوة في الكوت ديفوار وإن هذا الأمر من مسؤولية الأفارقة. واعتبر الوزير الفرنسي أن اللجوء المحتمل الى القوة هو من مسؤولية قادة الدول الافريقية، الذين سيجتمعون اليوم في أبوجا في إطار قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لبحث الأزمة في البلد. وقال مصدر ديبلوماسي في أبيدجان ان «المجتمع الدولي فوض الأمر الى المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا.. وهي ستبحث بالمناسبة الخيار العسكري المدعوم من الأمريكيين. وبرّر ديبلوماسي غربي ذلك بالقول: نحن مجبرون على المرور عبر المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا. ويعتزم مجلس الأمن الدولي تعزيز القوة الأممية المنتشرة في الكوت ديفوار وقد أجرت الولاياتالمتحدة أمس الأول مباحثات مع بلدان المجموعة الاقتصادية بهذا الشأن. وأوضح مسؤول في الخارجية الأمريكية أن زيادة عدد عناصر البعثة ليس موجها للإطاحة بغباغبو بل لردعه عن اللجوء الى القوة.