لم يعد يحق لأتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أن يتبرعوا بالمال لصالح منظمة العفو الدولية. يرى الفاتيكان أن هذه المنظمة الحقوقية المرموقة أصبحت تساند عمليات الإجهاض. بالفعل فقد عدلت منظمة العفو الدولية منذ شهر ابريل الماضي موقفها المحايد من عمليات الإجهاض وساندت تلك العمليات في بعض الحالات الخاصة. يقول ريناتو مارتينو، رئيس المجلس البابوي للعدل و السلام، وأهم ناطق رسمي باسم البابا في مجال القضايا الحقوقية، أن قرارهم كان نتيجة حتمية لموقف منظمة العفو الدولية. لقد تهاوت المنظمة باعتبارها مدافعا عن حقوق الإنسان. يرى مارتينو أن تبرير الإجهاض ولو جزئيا، وحتى في حالة الاغتصاب، يدل على اعتبار طفل لا يزال في الرحم عدوا، وشخصا يجب تدميره، وقد بث تصريحه بالكامل على أمواج راديو الفاتيكان. تنفي منظمة العفو الدولية كونها تساند الإجهاض في كل الحالات، كما يوحي تصريح مارتينو، ولكن المنظمة تقصد بعض الحالات الاستثنائية، مثل حالات تكون فيها النساء قد تعرضن للعنف" وذلك حين يتعلق الأمر باغتصاب، عنف جنسي، زنا المحارم، وحين تكون الحامل في حالة خطرة تهدد حياتها"، كما توضح نيكول سبروكل، المتحدثة باسم فرع المنظمة الهولندي. وتضيف نيكول " في هذه الحالات، ترى المنظمة أنه لا بد أن يكون هناك شكل امن و شرعي لتنفيذ عمليات الإجهاض، إلى جانب ذلك، نطمح إلى أن تسحب بعض الدول قوانينها التي تعاقب على الإجهاض. في بعض تلك البلدان، تصدر أحكام بالإعدام في حالة ثبوت تنفيذ عملية إجهاض. و إذا نظرنا إلى ان 68 امرأة تلاقين حتفهن سنويا ألف بسبب عمليات إجهاض غير شرعية، فان ذلك يعتبر نتيجة مباشرة لعقوبة الإجهاض، إذ تلجأ النساء في تلك الحالات إلى إجراء إجهاض غير شرعي. تأسف منظمة العفو الدولية لتصريح مارتينو، ولكن لم يسبب لها ذلك التصريح رعبا. " لم تكن الإشارات الأولى منذرة"، حسب اعتقاد سبروكل، "بل تصلنا ردود فعل ايجابية. لقد اعتبر الناس موقفنا شجاعا وجديا وسيواصلون مساندة منظمتنا. وقبل أن نتخذ موقفنا هذا، ناقشنا المسألة سنتين متتاليتين. كنا نعلم من قبل إذن ماذا سيكون موقف أعضائنا". لم تحصل منظمة العفو الدولية من قبل على دعم مباشر أو مال من الفاتيكان. وبالمناسبة، فقبل سنوات ووجهت اليونيسيف، منظمة الطفولة لتابعة للأمم المتحدة، بنفس الموقف من طرف الفاتيكان. أعيد النشر على الوسط التونسية بتاريخ 3 جويلية 2007