تعهد العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الجمعة بتكثيف التعاون الامني مع دولة الجزائر المجاورة لاستئصال جذور الارهاب في منطقة المغرب. وقال محللون ان توتر العلاقات بين الجزائروالرباط بسبب مشكلة الصحراء الغربية قلص التعاون الامني بينهما الى "الحد الادنى". لكن في برقية تعزية الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد مقتل ثمانية جنود يوم الاربعاء في هجوم أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه قال العاهل المغربي ان الارهاب بات "الخطر الاول الذي يهدد استقرارها (المنطقة)." ونقلت وكالة أنباء المغرب العربي عن الملك محمد السادس قوله "نؤكد لكم استعدادنا الموصول للتعاون الثنائي المتين وتسخير كل طاقاتنا وتضافر كل جهودنا من أجل استئصاله (الارهاب) من منطقتنا." ورفع المغرب مستوى التأهب الامني الى الدرجة القصوى التي تشير الى توقع هجوم وشيك. وذكرت وزارة الداخلية المغربية أنها حصلت على معلومات مخابرات بشأن التهديد في الآونة الاخيرة لكنها لم تذكر تفاصيل. وتشهد المنطقة حالة تأهب منذ هدد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي المتمركز الجزائر بتصعيد الحرب ضد الحكومات "الفاسدة" في المنطقة وحلفائها الغربيين. وأعلن التنظيم المسؤولية عن هجمات في الجزائر في الاشهر الاربعة الاخيرة بينها ثلاثة هجمات في العاصمة الجزائرية يوم 11 ابريل نيسان قتل فيها 33 شخصا وهجوم يوم الاربعاء قتل فيه ثمانية جنود في ثكنات للجيش تبعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة. وفي مارس اذار وأبريل نيسان فجر سبعة انتحاريين احزمة ناسفة بينهما اثنان خارج منشات دبلوماسية امريكية في الدارالبيضاء وأدت جميع الهجمات الى مقتل الانتحاريين وضابط شرطة. ونفت الحكومة المغربية انذاك تكهنات وسائل اعلام محلية بوجود علاقة بين الهجمات في الجزائر العاصمة وموت المهاجمين الانتحاريين في الدارالبيضاء. وذكرت صحيفة الاحداث المغربية القريبة من المعنيين بالشؤون الامنية يوم الجمعة ان تنظيم القاعدة غير استراتيجيته في المغرب بالتركيز على اجتذاب المقاتلين المخضرمين بعد فشل أساليبه السابقة في وقت سابق هذا العام عندما جند مفجرين يفتقرون للخبرة. ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية قولها ان تنظيم القاعدة غير خطته في المغرب وبدأ ينتقي أعضاء مدربين قاموا بعمليات في العراق وأفغانستان. وأضافت أن شرطة مكافحة الارهاب تلاحق اثنين من أعضاء القاعدة تسللوا الى المغرب للاعداد لشن هجمات. وأضافت أن المخابرات الغربية قدمت معلومات مفصلة عن الرجلين اللذين شاركا في هجمات ضد القوات الامريكية في العراق قبل أن تطلب منهما القاعدة الذهاب الى المغرب. وذكرت أن الرجلين يملكان خبرة كبيرة في تصنيع المتفجرات وتنظيم حرب العصابات واستخدام السيارات الملغومة. ولم يتسن الوصول الى مسؤولين في الحكومة للتعقيب. ومن ناحية أخرى قال وزير العدل ان الشرطة المغربية اعتقلت 15 اسلاميا متشددا للاشتباه في انهم تامروا لشن هجمات في المغرب. وقال وزير العدل محمد بوزوبع لصحيفة الصباح في مقابلة انه جرت اعتقالات بناء على معلومات من المدعي العام بالمملكة وان 15 معتقلا رهن الاحتجاز ثلاثة منهم تم تسلمهم من ليبيا. وأكد أكبر مساعدي وزير العدل لرويترز التصريحات التي ادلى بها بوزوبع للصحيفة لكن الوزير ومساعده امتنعا عن ذكر تفاصيل بشأن المغاربة الثلاثة الذين اعتقلوا في ليبيا قبل تسليمهم الى الرباط.