أدى شمعون بيريس اليمين ليصير رئيسا لإسرائيل يوم الاحد وتعهد بانتهاز الفرصة لتشجيع الجهود التي تأخرت طويلا لتحقيق الحل الدبلوماسي للصراع في الشرق الأوسط. وانتخب البرلمان بيريس (83 عاما) رئيس الوزراء السابق وأكبر السياسيين المخضرمين سنا في إسرائيل في الشهر الماضي ليشغل هذا المنصب الرفيع. ومع أن المنصب تشريفي إلى حد كبير فإن الرؤساء السابقين كان لهم نفوذ كبير في الساحة السياسية الإسرائيلية. وقال بيريس في خطاب التنصيب بالبرلمان بعد أدائه اليمين لتسلم المنصب في حفل قاطعه لفترة قصيرة بكاء ابن حفيده الذي قابله بابتسامة "عندما تنشأ الفرصة من أجل السلام فلا ينبغي إضاعتها." وأضاف في تصريحاته بالقاعة المزدحمة بالشخصيات الكبيرة والمهنئين أنه من واجب الرئيس "تشجيع عمليات السلام داخل الوطن مع جيراننا ومع المنطقة كلها." وفاز بيريس بجائزة نوبل الى جانب الراحلين ياسر عرفات واسحق رابين بسبب رعايتهم لاتفاقات السلام المؤقتة في عام 1993 التي أدت لإنشاء سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. وبشغله منصب رئيس الدولة ستلقى على عاتق بيريس مهمة إصدار العفو أو تخفيف الأحكام ضد السجناء في السجون الاسرائيلية بما في ذلك العشرات من السجناء الفلسطينيين الذين تعهدت اسرائيل بالإفراج عنهم لتعزيز موقف الرئيس محمود عباس. ويحل بيريس محل موشي قصاب الذي استقال من الرئاسة الشهر الماضي بعدما أقر في إطار اتفاق قضائي بذنبه في قضية اغتصاب- وهي ممارسة الجنس ست مرات مع موظفة والتحرش الجنسي بامرأة أخرى. وولد بيريس في بولندا ثم هاجر قبل قيام اسرائيل وتدرج في صفوف حزب العمل ليكون حليف أول رئيس لوزراء اسرائيل دافيد بن جوريون. وحينما كان نائبا لوزير الدفاع في أواخر الخمسينيات أبرم اتفاقا سريا مع فرنسا لإنشاء برنامج نووي اسرائيلي استخدمته اسرائيل في إنتاج أسلحة نووية بحسب بعض التقارير. ولكن إسرائيل لم تؤكد ذلك قط. وصار بيريس رئيسا للوزراء بين عامي 1984 و 1986 ثم من جديد في عام 1995 بعد اغتيال رابين. ولكنه لم يفز قط في انتخابات اسرائيلية على هذا المنصب. وفي عام 2005 خرج بيريس من حزب العمل ليساعد في إنشاء حزب كديما الوسطي الى جانب رئيس الوزراء ايهود أولمرت وأرييل شارون رئيس الوزراء السابق الذي سقط في غيبوبة منذ إصابته بجلطة في العام التالي. واضطر بيريس الرئيس التاسع لاسرائيل للتنحي من منصبه كنائب لرئيس الوزراء كي يصبح رئيسا كما استقال من البرلمان الذي كان أقدم أعضائه حيث استمر 48 عاما. ومع ان الرئاسة لا تتطلب اي ضلوع مباشر في صنع السياسة فإن رؤساء اسرائيل درجوا على الحديث عن القضايا الرئيسية ويمارسون نفوذهم في أحيان كثيرة على القرارات السياسية. ويلتقي الرئيس ايضا بزعماء العالم. من اري رابينوفيتش (شارك في التغطية اوري لويس في القدس) 15تموز/يوليو2007