حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الولاياتالمتحدة من انسحاب سريع من العراق قائلا أنه سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض قدرة واشنطن على مواجهة التهديدات الصاعدة. واضاف اولمرت قائلا في كلمة وجهها الي لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل مقرها واشنطن "اولئك الذين يخشون على أمن اسرائيل وأمن دول الخليج واستقرار الشرق الاوسط بأكمله يجب ان يعترفوا بالحاجة الى نجاح اميركا في العراق". ومضى قائلا "أي نتيجة لا تساعد قوة اميركا وتقوض ..في أعين شعوب المنطقة.. قدرة اميركا على التصدي بفعالية للتهديد الذي يشكله النظام الايراني ستكون سلبية جدا". ومتحدثا عبر دائرة فيديو مغلقة من اسرائيل وصف اولمرت ايران بأنها التهديد الاكبر للدولة اليهودية وقال انها تبني ترسانة اسلحة متطورة وتحاول انشاء قدرات نووية. واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا "عندما نسمع مثل هذه التهديدات... فانه ليس امامنا بديل سوي ان نأخذها على محمل الجدية ويتعين علينا ان نكرس انفسنا لمواجهة هذه التهديدات". ومن المعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل لديها الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة ويرفض اولمرت استبعاد توجيه ضربات عسكرية كملاذ أخير لمنع ايران من امتلاك القنبلة النووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية وتنفى اتهامات الغرب بأنه ستار لتطوير قنبلة. وأبلغ اولمرت ايباك ان الدبلوماسية هي الحل المفضل لارغام الايرانيين على اعادة النظر في موقفهم النووي. لكنه قال ان الرئيس الاميركي جورج بوش والولاياتالمتحدة وحدهما يمكنهما التصدي بفاعلية لمحاولة ايران تعزيز قدراتها النووية. ومضى اولمرت قائلا "كل من يخشى على أمن ومستقبل دولة اسرائيل يتفهم أهمية ان تتصدى القيادة الاميركية القوية للتهديد الايراني". من جانبه قال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الثلاثاء انه يجب التوصل لحل سلمي للمشكلة النووية الايرانية بالرغم من دعوة الرئيس الايراني لمحو اسرائيل من على الخريطة متجنبا أي تكهنات بخصوص توجيه ضربة وقائية. وسبق وأن قالت اسرائيل أن ايران تهدد وجودها وهي ترفض استبعاد توجيه ضربات وقائية كاجراء أخير لكبح برنامجها النووي الذي تؤكد طهران أنه سلمي. ولكن نبرة الزعماء الاسرائيليين العلنية باتت أهدأ. وقال بيريس في مؤتمر صحفي ردا على سؤال عن امكانية توجيه ضربة وقائية "لا أريد أن أجعل المستقبل مظلما بتصريحات متعلقة بالقتال... أتمنى أن تحل المشكلة اقتصاديا وسياسيا ونفسيا". ولم يحد بيريس عن نهج سياسة "الغموض الاستراتيجي" التي تتبعها اسرائيل منذ فترة طويلة حول ما اذا كانت تملك أسلحة نووية والتي تهدف الى ردع خصومها المحتملين من العرب والاسلاميين بما في ذلك ايران وهي سياسة بدا وكأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت انحرف عنها في ديسمبر/كانون الاول بتصريحات لمحت لامتلاك أسلحة نووية. ومن المعتقد بشكل كبير أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ولكن بيريس قال ان الشيء الوحيد الذي أعلنت عنه بلاده هو أنها لن تكون الاولى في المنطقة التي ستستخدم الاسلحة النووية بالرغم من التهديدات الكثيرة ضدها. وقال بيريس "تعلمنا أن الشك يكفي. لا نحتاج شيئا اخر". ويزور بيريس طوكيو لحضور اجتماع مقرر عقده الاربعاء حول السلام في الشرق الاوسط ويضم مسؤولين من السلطة الفلسطينية والاردن واليابان الدولة المضيفة كما سيحضر مؤتمرا لبناء الثقة يستمر يومين ويبدأ الاربعاء أيضا. وتشعر اليابان منذ فترة بأنها يمكن أن تلعب دورا خاصا في المنطقة يتيح لها تعزيز العلاقات مع الدول العربية ويمكنها من أن تكون وسيطا بين اسرائيل والفلسطينيين في عملية البحث عن السلام. وقال بيريس انه يشعر بالتفاؤل ازاء امكانية تحقيق السلام ولكن الانقسامات داخل حكومة الوحدة التي يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيلها قد تجعل المحادثات صعبة. وتعهد أولمرت الذي أجرى محادثات مع عباس الاحد بمقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية التي يجرى تشكيلها مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان لم تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل باتفاقات السلام المؤقتة. وقال بيريس ان الباب مازال مفتوحا أمام أي مناقشات مع اسرائيل ولكنه أضاف "لا يمكن أن يتحدثوا بصوتين ولا يمكن أن نجيب بصوتين لان ذلك لن يكون حوارا وانما سيكون سوء تفاهم". 2007-03-13