قتل عشرون باكستانيا على الاقل الخميس في اعتداء انتحاري استهدف قافلة لعمال صينيين تواكبها قوات الامن في جنوب غرب باكستان على ما افاد مصدر من الشرطة. واوضح قائد الشرطة في ولاية بلوشستان طارق خوسا لوكالة فرانس برس "ان رجلا يحمل قنبلة فجر نفسه مما ادى الى مقتل عشرين شخصا على الاقل بينهم شرطي". وقد وقع الاعتداء الذي اسفر ايضا عن اصابة 18 شخصا بجروح امام موقف للباصات حيث كان العديد من الاشخاص ينتظرون في مدينة هب بولاية بلوشستان التي تشهد منذ نحو ثلاث سنوات حركة تمرد انفصالية تقودها بعض القبائل. وقال خوسا لوكالة فرانس برس "ان قافلة تواكبها الشرطة وعناصر من القوات شبه العسكرية كانت تنقل مجموعة من خمسة صينيين الى كراتشي (العاصمة الاقتصادية لباكستان) عندما انفجرت عبوة مزروعة على جانب الطريق". واضاف "يبدو ان الصينيين هم الذين كانوا مستهدفين وقد تسبب الانفجار بالحاق الضرر بسيارة الشرطة وقتل عشرة اشخاص لكن الصينيين نجوا وهم سالمون". وتفيد العناصر الاولية للتحقيق ان القنبلة انفجرت بعد مرور سيارات في مقدمة القافلة كانت تنقل الصينيين واصيبت بعض السيارات التي كانت تنقل خصوصا عناصر شرطة كما قال موظف كبير في منطقة هب غلام علي لاشاري لوكالة فرانس برس. لكن يبدو ان معظم الضحايا هم من المدنيين الذين كانوا ينتظرون في موقف الباصات. ويعمل الصينيون في احد مناجم دودر بجنوب بلوشستان الغنية بالغاز الطبيعي ليس بعيدا عن كراتشي عاصمة ولاية السند على المحيط الهندي. وقد وقع هذا الهجوم بعد اسبوعين من مطالبة الصين التي تعتبر اول مزود بالاسلحة لباكستان بحماية رعاياها اثر مقتل ثلاثة عمال صينيين على يد ناشطين اسلاميين بحسب السلطات الباكستانية في بيشاور بشمال غرب البلاد. ويأتي الهجوم على ما يبدو في اطار عمليات الثأر لحصار الجيش الباكستاني للمسجد الاحمر بوسط العاصمة اسلام اباد حيث تحصن مئات الناشطين الاسلاميين المقربين من طالبان. وفي الهجوم على المسجد الاحمر قبل ثمانية ايام قتل 75 ناشطا اسلاميا على الاقل. وكانت السلطات اعتبرت في البداية ان اعتداء هب قد لا يكون جزءا من سلسلة الاعتداءات الانتحارية والهجمات التي تدمي منذ ستة ايام المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان لان الانفصاليين في بلوشستان لا يرتبطون بالمتشددين المناصرين للطالبان وقد سبق واستهدفوا الصينيين في الماضي. لكن اسلوب الاعتداء الانتحاري امر نادر جدا في بلوشستان حيث لا تلجأ القبائل الانفصالية عادة الى هذا النوع من الاعتداءات. وفي شباط/فبراير 2006 قتل ثلاثة مهندسين صينيين كانوا يعملون في احد مصانع الاسمنت بالرصاص في بلوشستان.