رحب وزراء الخارجية العرب بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط فيما تحفظت سوريا بشدة على هذا الموقف معتبرة ان التئام هذا الاجتماع في ظل الانقسام الفلسطيني الراهن من شانه "تصفية القضية الفلسطينية". واكد الوزراء العرب في قرار اصدروه في ختام اجتماعهم الاستثنائي المخصص لبحث جهود تفعيل مبادرة السلام العربية "تاييدهم عقد اجتماع او مؤتمر دولي بحضور الاطراف المعنية بعملية السلام كافة وفقا للمرجعيات المتفق عليها بهدف اطلاق المفاوضات المباشرة على جميع المسارات والبناء على ما تم انجازه في هذا الشان". واشار الوزراء الى ضرورة "الحرص على المقاربة الشاملة لعملية السلام" وشددوا على ضرورة وضع "اطار زمني محدد لانهاء تلك المفاوضات كدليل على جدية العمل نحو تحقيق السلام". واعلن الوزراء "ترحيبهم بالعناصر الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس (الاميركي جورج) بوش خاصة بشان الالتزام بحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة". وكان المندوب الدائم لسوريا لدى الجامعة العربية يوسف احمد الذي تراس وفدها الى اجتماع الوزراء العرب اعلن ان بلاده "تحفظت على اي ترحيب عربي" بخطاب بوش. واكد السفير السوري رفض سوريا لعقد اي مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية في ظل "الانقسام الفلسطيني" الراهن معتبرا ان التئام مثل هذا المؤتمر قبل اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية من شأنه "تصفية القضية الفلسطينية". وقال السفير السوري للصحفيين بعد مغادرته قاعة الاجتماع "تقدمنا باقتراح سوري للاعراب في بيان يصدر عن الاجتماع عن بالغ القلق لاستمرار حالة الانقسام التي تشهدها الاراضي الفلسطينية وتأكيد الالتزام العربي بالعمل على تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على وحدة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوغزة واضاف "لقد تحاورنا حول هذا الموضوع لمدة طويلة ويريدون (الوزراء) تجاوز الموضوع تماما كما تحفظت باسم بلادي على عدم صدور هذا البيان ثم تحفظت على كل ما من شانه الترحيب بما يسمى بمبادرة (الرئيس الاميركي جورج) بوش لاننا نعتقد في سوريا بان مناقشة الوضع الفلسطيني في الاجتماع الذي يدعو اليه الرئيس الاميركي في ظل الانقسام الفلسطيني القائم لا يؤدي الى معالجة هذا الوضع وانما يؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية". وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل متحدثا لنظيره العراقي هوشيار زيباري في افتتاح الاجتماع الوزاري (خالد دسوقي / ) وتعليقا على الموقف السوري قال في مؤتمر صحفي هقد بعد انتهاء الاجتماع قال تعليقا على الموقف السوري ان القرار الصادر عن الوزراء العرب "يرحب بالجوانب الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس بوش وتم تحديد هذه الجوانب التي يؤيدها المجلس وطالما نحدد العناصر الايجابية التي نتفق عليها" فهذا يعني ان الترحيب مقصور عليها. واضاف موسى "هناك عناصر اخرى (في خطاب بوش) تراها سوريا خطيرة وهي التي تشير بالاسم اليها وهو ما تجنبه القرار". وكان الرئيس الاميركي بوش دعا في خطابه في 16 تموز/يوليو الفلسطينيون الى الامتناع عن تأييد حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة في منتصف حزيران/يونيو الماضي. وحذر من ان تاييد حماس يعني تأييد "الرعاة الاجانب" لهذه الحركة في سوريا وايران. وسحبت الولاياتالمتحدة سفيرها من سوريا عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 ولم تجر اي اتصالات على مستوى عال بين البلدين منذ ذلك الحين باستثناء لقاء قصير عقد بين وزيري خارجية البلدين كوندوليزا رايس ووليد المعلم على هامش مؤتمر اقليمي في شرم الشيخ في ايا/مايو الماضي وتركز حول الوضع العراقي./ غير ان الامين العام للجامعة العربية اوضح ان الموقف العربي من اقتراح الرئيس بوش "يعتمد على كثير من النقاط التي تتطلب ايضاحا والمتعلقة بالمشاركين فيه والهدف منه واجندته". وتابع "ما هو مطروح هو النزاع العربي الاسرائيلي وتسويته تعني ان كل الاطراف يجب ان تكون موجودة وسوريا لها ارض محتلة ولا يمكن ان يكتمل السلام" من دون انسحاب من الاراضي السورية المحتلة. واعتبر انه "لكي يكون المؤتمر حقيقيا وفاعلا فان كل الاطراف يجب ان تشارك فيه". ولم يتطرق الوزراء العرب الى الازمة اللبنانية رغم ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كان اعرب عن امله مساء الاحد في ان يتم التشاور بشانها. وياتي اجتماع الوزراء العرب عشية زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس برفقة وزير الدفاع روبرت غيتس الى مصر حيث ستجتمع رايس في شرم الشيخ مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن لبحث الوضع في المنطقة واقتراح بوش بشان المؤتمر الدولي. ومن جهة اخرى دعا وزراء الخارجية العرب بلغاريا الى "التقيد باتفاقية التعاون القضائي المبرمة بينها وبين ليبيا". وكانت ليبيا طلبت من الدول العربية قطع العلاقاتت الدبلوماسية والاقتصادية مع بلغاريا بعد العفو الرئاسي الذي صدر في هذا البلد عن الممرضات البلغاريات الخمس المدانات بحقن اطفال ليبيين بفيروس الايدز. وتم الافراج عن الممرضات البغاريات الاسبوع الماضي وعادوا الى بلادهم. 31/07/2007