اعلن الاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه سيستأنف "بصورة موقتة" اعتبارا من الاربعاء تمويل الوقود المخصص لتشغيل المحطة الكهربائية في قطاع غزة الذي يعاني من انقطاع كبير للتيار الكهربائي منذ خمسة ايام. وجاء في بيان لممثلية المفوضية الاوروبية تلقى مكتب وكالة فرانس برس في القدس نسخة منه "بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية ستستأنف المفوضية الاوروبية بصورة موقتة امدادات الوقود للمحطة الكهربائية في غزة". ورحب الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة بالخطوة الاوروبية. وقال في بيان صحافي "تعبر الحكومة الفلسطينية عن تقديرها لقرار الاتحاد الاوروبي باستئناف توريد الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة الامر الذي يؤكد ما قالته الحكومة من نفي الادعاءات بالاستيلاء على اموال شركة الكهرباء او استخدام الوقود في غير توليد الكهرباء". وقال ان الحكومة تشيد بالجهود التي بذلت من اجل استئناف ضخ الوقود من قبل العديد من الشخصيات الوطنية في القطاع. ويمول الاتحاد الاوروبي امدادات الوقود اللازم لمحطة الكهرباء في قطاع غزة في اطار نظام مؤقت يهدف لتفادي تقديم تمويل مباشر لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران/يونيو. واعلنت السلطة الفلسطينية بعد اقالة حكومة حماس الغاء ضريبة القيمة المضافة في قطاع غزة ولا سيما على الكهرباء. واتهم ناطق رسمي باسم الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء حركة حماس "بالاستهتار بمصالح المواطنين والمتاجرة بمعاناتهم" محملا اياها مسؤولية ازمة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة. ويصنف الاتحاد الاوروبي حركة حماس على انها "جماعة ارهابية" ويرفض التعامل مع الحركة الاسلامية. وقال الاتحاد انه سيستأنف تمويل الوقود بالسرعة الممكنة اذا حصل على تطمينات من الاسلاميين بعدم الاستفادة من المساعدة الاوروبية. وتعاني معظم مناطق غزة من انقطاع الكهرباء منذ وقت متاخر من الجمعة بسبب نقص الوقود. ونفت حماس في وقت سابق الاستفادة من عائدات الكهرباء واعربت عن استعدادها لتقديم ضمانات على استقلالية عمل شركة الكهرباء. وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في كلمة في حفل لمناسبة ذكرى احراق المسجد الاقصى في غزة "ابلغناهم (الاوروبيين) اننا مستعدون لاستقبال لجنة تحقيق محايدة تاتي لغزة وتكون نتائجها معلنة". واكد هنية "استمعنا لبعض التصريحات من بعض المسؤولين في رام الله قالوا ان الاتحاد الاوروبي اوقف الكهرباء بسبب ان الحكومة وحماس تجبي ضرائب اضافية وكميات من الوقود تذهب لجهات مجهولة ونريد ان نوضح اننا لم ولن نفعل ذلك وشركة الكهرباء مستقلة ولا تدخل في شؤونها الادارية والخاصة". واضاف هنية "امس بعثنا رسائل الى ممثلي الاتحاد الاوروبي هنا في الارض المحتلة وقلنا لهم نحن نتحدى ان يكون مليم واحد او اي لتر يذهب في غير وجهته لا سيما ان ممثلي الاتحاد الاوروبي يرافقون كل سيارة وقود الى محطة توليد الكهرباء بغزة". واشار الى ان موضوع الكهرباء ياتي ل"الضغط على غزة ومحاولة كسر ارادتنا" مضيفا "انها لعبة تشارك فيها اطراف متعددة". وتابع هنية "سنستمر في فتح ملفات الفساد ولن نسمح ان يبقى الفساد في بلدنا". ومن ناحيته قال احمد يوسف المستشار السياسي لهنية ان قضية الكهرباء في غزة "تاتي في سياق تشديد الحصار على غزة لاثارة الراي العام على الحكومة" موضحا ان حكومة هنية المقالة "تدعو الجهة المانحة ان تشكل لجنة فنية ومالية متخصصة للتحقيق". ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استئناف امدادات الوقود الى غزة والقى باللوم على حماس في انقطاع الامدادات. وقال مكتب عباس ان الرئيس اكد في اتصالاته "على ضرورة الاسراع في اعادة التيار الكهربائي لقطاع غزة" معتبرا ان استمرار قطعه "يلحق ضررا فادحا بحياة ومصالح شعبنا الذي لا ذنب له في ممارسات القرصنة التي تقوم بها قيادة حماس الانقلابية وميليشياتها". من ناحيتها اكدت مصر انها ستواصل امداد قطاع غزة بالكهرباء. وتؤمن مصر منذ حوالى سنة 5 الى 10% من الكهرباء في قطاع غزة بموجب اتفاق مع الفلسطينيين يهدف الى الحد من اعتمادهم على اسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان "العبث بالخدمات الاساسية للشعب الفلسطيني في القطاع هو امر لا ينبغي ان يحدث ايا كانت الحجج والاعذار". وشدد على ان "ترتيبات توفير الكهرباء للسكان في قطاع غزة ينبغي ان تظل كما هي دون تغيير وان يتم الابتعاد عن استخدام الخدمات الاساسية كاوراق سياسية من اي طرف".