وصل زعماء من جماعة جبهة الشرق التي كانت متمردة الى العاصمة السودانية الخرطوم يوم الاثنين لتولي مناصب في الحكومة المركزية بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2006. وخرج مئات من أنصار جبهة الشرق من قبيلة البجا وهي غير عربية وقبيلة الرشايدة العربية من شرق السودان لاستقبالهم واعتبروا وصولهم تمهيدا للتنمية في المنطقة الفقيرة. وقال عامر أديم أحد أفراد قبيلة البجا "الناس تتوقع أن يتمخض الاتفاق عن نتائج سريعة اذا كانت الحكومة جادة.. لكن اذا تلاعبت الحكومة فسيذهب كل شيء الى الجحيم." وأنهى اتفاق سلام تم التوصل اليه في أكتوبر تشرين الاول عام 2006 وتوسطت فيه اريتريا حملة التمرد التي قادتها جبهة الشرق على مدى عشرة أعوام. لكن خلافات داخلية على المناصب أرجأت تنفيذ الاتفاق. ورحب علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني بانضمام قادة الجبهة للحكومة لبدء مرحلة جديدة من الحياة لا تشوبها اراقة الدم. وقال للحشد ان الحكومة تريد أن تداوي الجروح وأن يتجاوز شعب السودان مرحلة الصراع والانقسامات لكن مرحلة ما بعد السلام تتسم بالصعوبة وتتطلب التحلي بالصبر. وهذا هو ثالث اتفاق سلام تبرمه الحكومة مع جماعات متمردة خلال ثلاثة أعوام. أما الاتفاقان السابقان فأحدهما اتفاق لايزال هشا بين الشمال والجنوب والاخر هو اتفاق دارفور للسلام الذي لم يسهم بشكل يذكر في الحد من العنف المستمر منذ أربعة أعوام ونصف في الاقليم النائي بغرب السودان. ومثل الاتفاقين السابقين يشمل الاتفاق الاحدث بندا لتقاسم السلطة يمنح الجبهة ثلاثة مناصب رفيعة في الخرطوم الى جانب عدد من مقاعد البرلمان. وسيكون للجبهة وزير بالدولة ونائب للرئيس ومستشار له. وقال خضر عمر وهو عضو باللجنة المركزية للجبهة ويعيش في لندن ان الاتفاق مع الشرق سيحقق تقدما أكبر من الاتفاقين الاخرين. وقال "لا نحتاج لاي شيء لامور شخصية. هذا هو الفرق بين جبهة الشرق والاخرين. نضع شعبنا في المقام الاول" مضيفا أن الجبهة لا تفكر في الانفصال على النقيض من بعض الجنوبيين. وأضاف "لا نفكر في الانفصال في حملتنا. نريد أن نكون بلدا متحدا لكن أن يكون لنا نصيب من السلطة ومن الموارد." ويوجد بشرق السودان أكبر منجم للذهب في البلاد والميناء الوحيد للسودان الذي تضخ عبره خطوط الانابيب نحو 500 ألف برميل من النفط الخام يوميا. ولكن المنطقة تعاني أيضا من أكبر معدلات سوء التغذية في البلاد ولم تشهد تنمية تذكر. وقال عمر "المسألة المهمة هي بدء عملية التنمية لسكان الشرق. نريد تعليما أفضل ورعاية صحية أفضل وبيئة أفضل وتطوير أفضل للطرق وموارد المياه." من أبيجيل هاوسلونر