انتقدت صحيفة تونسية بشدة الاربعاء مشاركة ممثلين تونسيين في فيلم عن الرئيس العراقي صدام حسين امام فنان اسرائيلي. واعتبرت صحيفة "الوحدة" الناطقة باسم حزب الوحدة الشعبية (معارض معترف به) "تهافت بعض ممثلينا وفنانينا على اقتناص مثل هذه الفرص في اعمال اجنبية كثيرا ما يجهلون محتوياتها او يتجاهلون توجهاتها ومصادر تمويلها ضربا من الاستقالة والحياد عن الدور الحقيقي للفنان كمدافع عن موقفه وكمعبر عن هوية مجتمع باسره" مشددة على ان المشاركة في هذا العمل "شكل من اشكال التطبيع الثقافي". ويشارك خمسة ممثلين تونسيين من بينهم هشام رستم ومحمد علي النهدي ووليد النهدي في عمل تلفزيوني بعنوان "بين النهرين" يصور حاليا في تونس للمخرج الانكليزي اليكس هولمز. وتدور احداث الفيلم حول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم مطلع هذا العام. ويؤدي الممثل الاسرائيلي يغال ناؤور دور صدام حسين في هذا العمل وتجسد الممثلة الاميركية من اصل ايراني شهيرة اغداسلو دور ساجدة زوجته في حين يضطلع المصري عمرو واكد بدور زوج احد بناته والمغربي سعيد دغمائي بدور برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام والفلسطيني مكرم الخوري بدور طارق عزيز. والفيلم من انتاج هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) والقناة التلفزيونية الاميركية "اتش بي او" بالاشتراك مع شركة سندباد للانتاج الفني للتونسي معز كمون. ولفتت الصحيفة الى ان "الامر في تونس يكاد يمر مرور الكرام" في اشارة الى موقف نقابة المهن التمثيلية في مصر التي احالت الممثل عمرو واكد على التحقيق على خلفية مشاركته في الفيلم. ولا تقيم تونس واسرائيل علاقات دبلوماسية الا انهما فتحتا "مكتب لرعاية المصالح" في كلا البلدين عام 1994 وعينتا ممثلين دائمين فيهما. لكن تم تجميد هذه الاجراءات في تشرين الاول/اكتوبر 2000 في خطوة ارادت منها تونس انذاك الرد على قمع اسرائيل العنيف للانتفاضة الفلسطينية. 05/09/2007