أعلنت يوم الأربعاء 5 سبتمبر مصادر مسؤولة بجمعية الصحفيين التونسيين التي تظم أكثر من 600 منخرط عن ميلاد أول صندوق للتازر بين الصحفيين يهدف إلى تعزيز التضامن بين الإعلاميين وتطوير أوضاعهم المادية والاجتماعية ويعطيهم هامشا كبيرا من الاستقلالية. وتعود مطالبة الصحافيين التونسيين ببعث هذا الصندوق إلى أكثر من عقد من الزمن إلا أن رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي في عام 2005 وخلال خطاب بمناسبة الذكرى 18 لوصوله إلى الحكم وعد ببعث هذا الصندوق، فتم إطلاقع يوم 31 غشت الماضي. وفي تصريح لمغاربية قال سفيان بن رجب أمين مال جمعية الصحفيين التونسيين أن ما تحقق "مكسب جديد للصحافيين" لأنه "يمثل خير سند مادي ومعنوي للصحافيين". ودعا بن رجب بايجاد موارد مالية إضافية "وألا يقتصر الأمر على الهبات والإعانات والاشتراكات ولكن على أصحاب المؤسسات أن يخصصوا نسبة معينة من مداخيل الإشهار ليضمن الصندوق الاستمرارية والنجاعة. "والدولة العربية الوحيدة التي تقطع نسبة من الإشهار لفائدة نقابة الصحفيين هي مصر فيما تحصل النقابة المغربية على دعم حكومي سنوي. و قبل ثلاث سنوات كشف سبر للآراء أجرته جمعية الصحفيين التونسيين أن الإعلاميين في تونس وخاصة العاملين في القطاع الخاص يعانون من تدهور في مقدرتهم الشرائية مقارنة بنظرائهم في قطاعات أخرى. وكثيرا ما تحول الجدل بين الصحفيين التونسيين خلال جلساتهم العامة ومؤتمراتهم الانتخابية إلى انقسام بين شقين: الأول يرى المطالبة بمزيد من الحريات على حساب الوضع المادي والشق الثاني يرى أن تحسين الظروف المادية هو المدخل السليم لكي يمارس الصحفي مهنته بكل استقلالية بعيدا عن الضغوط الخارجية سواء الرسمية أو المتأتية من القطاع الخاص , صندوق التآزر الذي سينطلق بميزانية تقدر بنحو 300 ألف دينار هي هبة من مؤسسة الرئاسة سيتمكن من تقديم مساعدات عاجلة لأعضائه المساهمين في عدة حالات وظروف اجتماعية من بينها الطرد التعسفي والوفاة والمرض والولادة والتقاعد والكوارث الطبيعية والحوادث، إلى جانب منحه قروضا ميسرة للمساعدة على الزواج أو لتكملة التمويل الذاتي للحصول على سيارة أو بناء مسكن. وتمسك الصحافيون التونسيون دائما بحقهم في الحصول على نسبة قارة من مداخيل الإشهار في كل المناسبات وخاصة تلك التي تجمعهم بالمسؤولين. وفي تصريح لمغاربية قال نصر الدين بن حديد وهو صحفي مستقل أنه لا يمكن فصل واقع الحريات عن الوضع المادي للصحفي وأضاف بن حديد "أن صندوق التآزر يعد مكسبا لكن من الخطأ ربط التآزر بالصندوق فقط لأني اعتبر أن التآزر إحساس قبل أن يكون صندوقا وما يؤسفني حقا أن يصبح الهاجس المادي مهيمنا على مطالب الصحفيين والأخطر من ذلك أن يصبح الهاجس المادي الفردي يسبق الهاجس المادي الجماعي فالكل يريد حلا لمشكلة شخصية مما يعني أن الصحفي انقلب وتردى إلى كائن فردي لا يحمل رسالة تعبر عن هم جماعي".