اتفق فريق من النقابات الصحافة في القارتين الإفريقية والآسيوية على تأسيس هيئة جديدة غير حكومية لتوفير الحماية القانونية للصحفيين في مناطق النزاع. وأطلق على المولود الجديد "العهد الدولي لحماية الصحفيين" وتتخذ من جنيف مقرا لها. وتضم في عضويتها صحافيين من تونس وموريتانيا والصومال والسودان والعراق والإمارات العربية المتحدة والبحرين وفلسطين وباكستان. مغاربية التقت السيد الهاشمي نويرة نائب رئيس المنظمة الجديدة عن إفريقيا للتعرف عن كتب على هذه المنظمة. مغاربية : هل لنا أن نعرف المزيد عن منظمة العهد الدولي لحماية الصحفيين؟ الهاشمي نويرة : المبادرة جاءت من قبل تسع نقابات وجمعيات عربية من بينها جمعية الصحفيين التونسيين واتحاد الصحفيين السودانيين وموريتانيا والعراق والبحرين، ونحن نسعى في المستقبل إلى أن تكون جميع المجموعات الجغرافية ممثلة في هذا الهيكل الجديد. أما عن أسباب بعثها فان الأمر واضح جدا إذ لا تمر سنة واحدة دون أن يتساقط المزيد من الصحفيين في ميادين المعارك والحروب، وهكذا برزت الحاجة للإعلان عن هذه المنظمة. مغاربية : ولكن هناك العشرات من المنظمات التي تعنى بحماية الصحفيين في مناطق النزاع مثل منظمة الشارة الدولية. نويرة : نحن لا نقلل من أهمية الدور الذي تقوم به هذه المنظمات ولكن الأعضاء المؤسسون لهذه المنظمة أرادوا أن يقتصر عملها حول نقطة محددة وهو السعي لإيجاد معاهدة دولية تؤمن حماية خصوصية للصحفيين في مناطق النزاع. اتفاقات جينيف الرابعة تضع الصحفي في قائمة المدنيين فحسب ولكن للصحفي خصوصية وجب التأكيد عليها. ولأن الصحفي مطالب بالتواجد على أرض المعركة لإيصال المعلومة في إطار حق الجميع في الإعلام، وهذا يتطلب حماية خاصة له. مغاربية : على أرض الواقع ماذا ستفعلون لتحقيق هذه الغاية؟ نويرة : ستعمل كل نقابة أو جمعية صحفية على حث حكوماتها على تقديم مبادرات داخل الأممالمتحدة لإصدار معاهدة دولية لحماية الصحفيين في مناطق النزاع. مغاربية : قد تستطيعون إلزام الحكومات باحترام المعاهدات والاتفاقيات الأممية ولكن كيف ستلزمون مجموعة من المتمردين أو المارقين على القانون هم طرفا في النزاع؟ نويرة : الاتفاقية التي نسعى إليها ستكون متعددة الأطراف وتُلزم المجتمع الدولي حكومات ومجموعات وأفراد وهي أيضا آلية للضغط حتى على الأطراف غير المنضوية لها على استصدار اتفاقية متعددة الأطراف تلزم جميع الحكومات وتلزم أيضا الأطراف المتصارعة وهي آلية مهمة. مغاربية : هل سيقتصر عملكم على مناطق الحروب فقط أم ستطالبون بأن تشمل الاتفاقية كل ما له علاقة بالأحداث الساخنة؟ نويرة : بالطبع سنسعى لأن يعمل الصحفي في بيئة آمنة في مناطق الحروب والنزاعات وغيرها لكي يقوم بعمله دون ضغط أو تهديد وفق المعايير الدولية المتعارف عليها، كما سنعمل على أن يتمتع الصحفيون بتأمينات معقولة، كما سنسعى لتوفير المساعدة القانونية للصحفيين في قضايا النشر، بالإضافة إلى مساعدة أسرهم في حال تعرضهم للقتل أثناء قيامهم بمهامهم. مغاربية : هل شرعتم في الاتصال بالأطراف المعنية بمنظمتكم؟ نويرة : بالفعل كان لنا لقاء الأسبوع الماضي مع نائبة المفوضة الأممية لحقوق الإنسان بجينيف واستعرضنا معها ضرورة إيجاد آليات الضغط الكافية من أجل تحقيق أهداف منظمتنا. كما كان لنا لقاء مع الرئيسين السابق والحالي لمجلس حقوق الإنسان وقد وجدنا لدى الجميع كل التفهم والتشجيع وعبروا لنا عن استعدادهم للعمل سوية. مغاربية : هل هذه المنظمة مفتوحة للأفراد أم أنها ستكون مخصصة للمنظمات فقط. نويرة : ستكون مفتوحة لكل النقابات والجمعيات الصحفية في جميع أنحاء العالم التي لها وجود قانوني في بلدانها وهيئاتها منتخبة.