أعلنت ميا الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي عن دخولها يوم الخميس 20 سبتمبر في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على دعوة قضائية أقامها مالك مقر الحزب. وتعتبر الجريبي أن الحكومة تلجأ إلى هذه الأساليب الملتوية لمحاصرة نشاط حزبها. ويشارك الجريبي في إضرابها عن الطعام أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة الموقف الناطقة باسم الحزب. وللتعبير عن مساندتهم للحزب الديمقراطي التقدمي حضر الندوة الصحفية التي أعلن خلالها عن انطلاق إضراب الجوع عدد من الأمناء العامين لأحزاب المعارضة والجمعيات ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والكاتبة العامة للنساء الديمقراطيات. وقالت الجريبي إنه بسبب "القضاء على آخر مربع لحرية التعبير والنشاط السياسي في بلادنا" فإن الإضراب عن الطعام سيبقى مفتوحا "إلى أن تكف السلطات عن مضايقتها المستمرة للحزب وعرقلة نشاطاته". النزاع بدأ لما تلقى الحزب الديمقراطي التقدمي دعوة من القضاء التونسي للمثول أمامه بعد أن اشتكى صاحب المقر الذي قال إنه فوجئ باستعماله كمقر لنشاط حزب سياسي فيما نص عقد الكراء على أن المحل معد لنشاط مؤسسة صحفية. إلا أن الجريبي قالت أن القضية جاءت بإيعاز من السلطات مؤكدة "أن لجوء الحكومة إلى هذه الأساليب الملتوية لمحاصرة الرأي المخالف ونشاط أحزاب المعارضة وجمعيات المجتمع المدني المستقلة غير جديد وقد سبق أن تعلقت بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أكثر من قضية أثارها منخرطون مزعوم موالون للسلطة، خاصة وأن مقر صحيفة الموقف كان باستمرار وعلى مدى 23 عاما مقرا لنشاط الحزب الديمقراطي التقدمي حتى قبل الاعتراف به قانونا سنة 1988". وقال الشابي إنه أمام هذه الوضعية "لم نجد حلا غير ذلك وارتأينا أن نقوم باحتجاج سياسي من خلال إضراب عن الطعام لأن القرار سياسي وليس قضائي مثلما يروج له". ونقلت وكالة رويترز للإنباء عن مصدر رسمي قريب من الحكومة قوله "بعكس الادعاءات الواهية فإن النزاع المتعلق بمقر الصحيفة هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومتسوغ والقضاء وحده مؤهل للنظر في مثل هذه النزاعات" واعتبر المصدر "أن محاولات توظيف هذا النزاع توظيفا سياسيا هي تصرفات غير مسؤولة". وقال الصحافي برهان بسيس في تصريح لمغاربية "أعتقد أن هناك دوافع أخرى وراء هذا الإضراب المعلن عن الطعام قد تكون على الأقرب محاولة للالتفاف على صراعات داخلية يعيشها الحزب أساسها نمو تيار يعبر عن نفسه داخل الحزب يرفض الهيمنة...التي يمثلها خط الشابي". من جهته فند رشيد شخانة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي مزاعم بسيس وقال في تصريح لمغاربية إن هذه "هذه أكاذيب لا تسندها أية وقائع". يذكر أن الشابي تخلى خلال المؤتمر الأخير للحزب عن الأمانة العامة فاسحا المجال أمام ميا الجريبي لحمل مشعل الحزب.