هاجم اثنان من زعماء حزب تونسي معارض يضربان عن الطعام منذ 13 يوما سلطات بلادهما بشدة بعد قرار قضائي باخراج الحزب من مقره بالعاصمة واعلنا الاستمرار في اضرابهما رغم حرج حالتهما الصحية. وقالت مية الجريبي الامين العام للحزب الديمقراطي التقدمي في مؤتمر صحفي بالعاصمة يوم الثلاثاء "الحكم باخراجنا من المقر ليس مفاجئا ولا معزولا.. ولن نلجأ للاستئناف لان القرار مجرد مسرحية تنفذها الحكومة لضرب الحزب وعرقلة انشطته". وكانت محكمة تونسية قد قضت يوم الاثنين باخراج الحزب من مقره المركزي بالعاصمة بعد ان تحول قصد استعماله من مقر لصحيفة الحزب الى مركز للاجتماعات السياسية. وتخوض الجريبي ونجيب الشابي مدير صحيفة الموقف والامين العام السابق للحزب منذ 13 يوما اضرابا مفتوحا عن الطعام للتصدي لما سمياه "عرقلة السلطة لحزبهما... باستهداف مقراته". ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي ابرز احزاب المعارضة السلطات بالسعي منذ فترة لطرده من مقره بالعاصمة من خلال الضغط على مالك المقر. لكن السلطات نفت هذه الاتهامات واصرت على ان هذا النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب هو نزاع مدني عقاري. وقال مصدر حكومي ان "محاولات توظيف هذا النزاع توظيفا سياسيا هي تصرفات غير مسؤولة". وقال الشابي في المؤتمر الصحفي الذي حضره دبلوماسيون غربيون وممثلو احزاب سياسية تونسية "بامكان الدولة ان تنتصر علينا باخراجنا من المقر لكن بئس الانتصار فنحن بصدد كسب المعركة سياسيا من خلال تشكيل قوة ديمقراطية ملتفة حول مطلب الحرية الذي ندعو اليه." واضاف "رغم ان صحتنا تدهورت بشكل واضح كما اشارت التقارير الطبية فاننا مصرون على مواصلة الاضراب حتى تتحقق مطالبنا." وواجه الاضراب الذي يخوضه الشابي والجريبي انتقادات واسعة في الصحافة المحلية وبعض الاحزاب السياسية. واتهمت صحف محلية الحزب الديمقراطي التقدمي باتاحة الفرصة للتدخل الخارجي في الشؤون الوطنية بعد استقبال السفير الامريكي في تونس بمقر الاضراب الاسبوع الماضي. لكن الشابي رفض هذه الاتهامات وقال "زيارة بعثات غربية لنا هي دعم للاصلاح الديمقراطي وليس تدخلا اجنبيا لانهم لا يتدخلون في اجنداتنا وحضورهم عنوان اهتمام بالديمقراطية."