تحية طيبة وبعد، يؤسفني أن أحيط سيادتكم علما بأن ما نلمسه يوميا من رفض للحوار وتعطيل للاتفاقيات المبرمة وتصرفات غريبة من طرف العديد من مصالح الوزارة والإدارات الجهوية يتنافى مع الإرادة السياسية الحريصة على تأمين كل ظروف النجاح للسنة الدراسية الجديدة وإرساء علاقات تشاور واحترام بين جميع الأطراف المعنية بالشأن التربوي، كما يتعارض مع التزامنا المشترك بتذليل جميع الصعاب وإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل العالقة وتطبيق الاتفاقيات الممضاة بكامل الشفافية والمسؤولية. وإذ نؤكد لكم التزام الاتحاد العام التونسي للشغل بتعهداته وحرصه الشديد على احترام كل الاتفاقيات المبرمة مع وزارة التربية والتكوين، فإني أعرب لكم عن انشغالنا الكبير تجاه العراقيل الجمة التي ما انفكت تعترض هياكلنا النقابية المعنية وخاصة منذ الشروع في تطبيق بنود الاتفاق المتعلق بالنقل وحركة المديرين وأوضاع المساعدين البيداغوجيين والأساتذة المتعاقدين صنف «أ» وهي ممارسات تتضارب مع التشريعات المنظمة للعلاقات الشغلية ببلادنا وتشكل انتهاكا لمنهج الحوار الاجتماعي الذي يمثل دعامة أساسية لمسيرتنا التنموية وأحد خيارات تونس الحديثة. ان معظم الإدارات الجهوية للتعليم لا تزال ترفض التعاون والتحاور مع النقابات الجهوية حول تطبيق العديد من النقاط الواردة في محضر الاتفاق بتعلة أنها ملتزمة بتعليمات من الوزارة في حين أن هناك اتفاقا مسبقا بعقد اجتماعات بين النقابات الجهوية والادارات الجهوية للتعليم لمعالجة بعض الحالات وتسوية الإشكاليات القائمة والتي تهم بالخصوص النقاط التالية: تطبيق بنود الاتفاق المتعلق بالنقل الإنسانية وحركة المديرين والبحث عن حلول مرضية لبعض الحالات ورفع العديد من المظالم التي تسببت فيها حركة من جانب واحد. تسوية وضعية الأساتذة المتعاونين صنف «أ» الذين تم عزلهم دون تقديم مبررات مقنعة. نقلة العديد من المسؤولين النقابيين دون تفسير أو تبرير تصرّف لا يمكن فهمه إلا كعقاب لهم بسبب ممارسة حقهم النقابي ومشاركتهم في الاضراب وهو ما يتعارض مع مبادئ الحوار ومع التشريعات الوطنية والدولية وما قد يؤدي لتحجّر المواقف وافراغ النقابات الجهوية من العديد من اطاراتها. وكما لا يخفى عليكم فإن الحالات المشار اليها من شأنها ان تنال من مصداقية الحوار والتفاوض بين الوزارة والهياكل النقابية الممثلة لمدرسي الابتدائي والثانوي وتغذّي في نفس الوقت ردود فعل احتجاجية دفاعا عن حقوقها المشروعة ومطالب منخرطيها. ونظرا لصعوبة تأطير مثل هذه الردود، فإننا نتوجه اليكم بدعوة ملحة للتدخل من أجل تفعيل قنوات الحوار بين الاتحاد العام التونسي للشغل ونقاباته المعنية مع وزارة التربية والتكوين واتخاذ الإجراءات السريعة لوضع حدّ لكل الممارسات التي تنال من مكانة المنظمة الشغيلة ومن أخلاقيات التعامل النزيه بيننا وتؤدي الى غلق أبواب الاتصال والحوار على المستويين الجهوي والوطني بما ينمي مشاعر الإحباط ويفضي إلى ردود فعل تتعارض مع حرصنا الشديد على إرساء علاقات اجتماعية سليمة داخل مؤسساتنا التربوية . وتقبلوا السيد الوزير فائق عبارات التحية والاحترام. نقلا عن جريدة الشعب - عدد 29 سبتمبر 2007 http://www.echaab.info.tn/rubrique.asp?Rub_ID=765&Date=20070929