شهد المركب الجامعي بتونس أيام الثلاثاء 2 و الإربعاء 3 و الخميس 4 أكتوبر 2007 أحداث عنف خطيرة جدا وقع فيها استعمال مختلف أنواع العصي و السكاكين و الخناجر و السلاسل و القطع الحديدية و قد تضرر من جرائها العديد من الطلبة المنتمين إلى أحد الشقين المتنافسين في قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس حيث تم نقل بلال الجلاصي مغميا عليه ( يوم الإربعاء ) إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة و أسعف عضو الهيئة الإدارية المنتصر بالله العياري بنقله ( يوم الخميس ) إلى مستشفى الحبيب ثامر و كان هذا الأخير قد أصيب بواسطة قضيب حديدي مما تسبب له في جرح بعمق 3 صنتيمترات .... من ناحية أخرى تعرض كل من شهاب القنفالي و انس الهذيلي إلى التعنيف الشديد وتم وضع سكين على رقبة هذا الأخير بعد أن أشبع ضربا في الطريق العام .... و يتردد أن هذه الهجمات يقف وراءها بعض أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس من بينهم شاكر العواضي الذي أعلن " أن لديه قائمة إسمية بالطلبة المطلوب تصفيتهم و توعد بملاحقتهم حتى في بيوتهم إذا لزم الأمر إن لم يتخلوا عن عضويتهم في اتحاد الطلبة " تم يوم الإربعاء 19 سبتمبر 2007 اعتقال الطالب ياسين الجلاصي المرسم بالسنة الثانية بمعهد الصحافة و علوم الأخبار و قد وقع اختطافه في الطريق العام بالقرب من منزله ببن عروس و تم اقتياده إلى جهة مجهولة ... و بعده بيوم واحد اعتقل الطالب عبد السلام العريض - سنة رابعة بكلية العلوم بقابس - أثناء مشاركته في اجتماع عام بالكلية .... و تهدف السلطة من خلال هذه الممارسات القمعية إلى ترهيب الطلبة المناضلين و المسيسين و إثنائهم عن ممارسة أي نشاط سياسي من ناحية أخرى تم في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2007 اعتقال سمير النجار - 30 سنة - وهو متخرج من كلية الشريعة و أصول الدين و قد حصلت عملية الإعتقال بمدينة بنزرت .... على إثر الإعلان عن مقدار زكاة الفطر لهذه السنة الهجرية اقترح بعض الطلبة علىأنه من المفيد و من المستحسن تقديم جزء منها على الأقل للطلبة الفقراء و المحتاجين حتى يتمكنوا من مواجهة بعض مصاريف الدراسة و كذلك إخراجها إلى حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل و المنحدرين من عائلات معوزة خاصة ان الآلاف منهم يعانون البطالة منذ سنوات طويلة ... و تجدر الملاحظة إلى أن القيمة الجملية لزكاة الفطر لهذا العام- إذا احتسبنا أن هناك عشرة ملايين ساكن في تونس - تتجاوز العشرة مليارات من المليمات تمراليوم الثلاثاء 9 أكتوبر الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد التلميذ محمد فتحي الزريبي رحمه الله و أسكنه فراديس جناته و كان قد تم إعدامه شنقا بالسجن المدني بتونس فجر يوم الإثنين 9 أ كتوبر 2007 بتهمة باطلة وهي حرق مقر لجنة تنسيق التجمع الدستوري بباب سويقة في سياق الحملة الشرسة التي استهدفت حركة النهضة و أتت عل الأخضر و اليابس و عاشت خلالها البلاد أياما حالكة كلها رعب و قمع و تنكيل .... على إثر قيام الطالبة حبيبة التليلي - وهي مناضلة صلب الإتحاد العام لطلبة تونس - بالإحتجاج على أعوان البوليس الذين منعوا الطالبات المحجبات من دخول المعهد و إصرارها على مساندة زميلاتها عمد مدير المعهد إلى أستدعاء الطالبة المذكورة إلى مكتبه و كم كانت صدمتها كبيرة عندما وجدت أمامها رئيس مركز البوليس و لسان حالها يقول هل نحن في مؤسسة جامعية أم أمنية و كال لها المدير بحضور كاتب عام المعهد العديد من التهم و لم يكتف بذلك بل هددها بالسجن إن هي أصرت عل مواقفها وواصلت تحدي الإدارة .... بأسلوب عفا عنه الزمن و بلغة خشبية متحجرة و نبرة متعالية تهجم أمين عام منظمة طلبة التجمع عبد العالم الزواري على الطلبة الإسلاميين مهددا غياهم و متوعدا بالقضاء عليهم و داعيا في نفس الوقت الإتحاد العام لطلبة تونس إلى التحالف مع الدساترة للقضاء على الإسلاميين بالجامعة و قال في حوار مع جريدة الإعلان ( العدد 1755 الثلاثاء 9 أكتوبر 2007 ) : " ... سنركز أنشطتنا داخل المبيتات الجامعية و التي تؤمها نسبة كبيرة من الطلبة الذين سنواصل استقطابهم و حمايتهم من الوقوع في براثن التيارات المنحرفة و الإنسياق وراء الأفكار الهدامة كما سنسعى إلى عقد ندوات تكوينية للقضاء على كل مظاهر التطرف و التعصب داخل الفضاء الجامعي و خارجه و هذه فرصة متجددة لأدعو من خلالها الإتحاد العام لطلبة تونس بشتى أطرافه و مكوناته للوقوف معنا جنبا إلى جنب من أجل التصدي لهذا التطرف الهدام و المحافظة على مكاسب الجامعة التونسية " و ها نحن في انتظار رد و موقف قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس من هذه الدعوة الصريحة للتحالف قصد مواجهة ليس فقط الطلبة الإسلاميين و لكن كل من يتبنى فكرا إسلاميا و يلتزم بشعائر الدين الحنيف و سنرى هل أن القوم يعتبرون من أحداث الماضي القريب و البعيد ..... السنة الدراسية الجديدة : بدأ مسلسل الإعتداءات على الأساتذة .... تلميذة تعتدي على أستاذتها في القسم ... لم يمض سوى أسبوعان على انطلاق السنة الدراسية حتى أخذت الأخبار تتواتر عن اعتداءات تعرض لها العديد من المربين و من ذلك ما حصل في معهد " البشير النبهاني " بمدينة حمام الأنف يوم الجمعة 28 سبتمبر 2007 حيث أنه أثناء إلقاء أستاذة اللغة الإيطالية ( ن. ح ) البالغة من العمر 38 سنة لدرسها على تلامذة الباكالوريا عمدت إحدى التلميذات و كانت جالسة في آخر القاعة إلى التشويش فما كان من الأستاذة إلا أن قامت بتنبيهها و دعتها إلى التزام الهدوء حتى تواصل الدرس و لكن التلميذة لم ترعو و واصلت التشويش فنبهتها من جديد و لكن ما راع التلاميذ إلا و زميلتهم تقوم من مقعدها دون استئذان و تتوجه مباشرة إلى الأستاذة حيث سددت لها صفعة قوية على خدها الأيسر و قامت بركلها على مستوى بطنها ثم مسكتها من كتفيها و أخذت تهزها هزا على الحائط مما أحدث لها كدمات على مستوى الكتف و الرأس ... و لولا تدخل التلاميذ لإنقاذ أستاذتهم من براثن التلميذة الصعلوكة لحصل مالا يحمد عقباه و على إثر هذا الإعتداء المشين تقدمت الأستاذة بقضية مطالبة بتتبع " التلميذة " طبعا ما دام التلاميذ لا يتلقون القيم الأخلاقية في المؤسسات التربوية و لا يعرفون معنى احترام من هو أكبر منهم سنا فضلا عن أن يكون مدرسهم و لم يحفظوا لشوقي قصيدته التي يقول فيها : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا فإن الإهانات و الإعتداءات التي يتلقاها المربون ستتواصل و الأمر لم يعد مقتصرا على حالات شاذة كما يدعي بعض المسؤولين بل أصبح ظاهرة و يكفي أن تمر أمام المعاهد العمومية و الخاصة لتكتشف مستوى الإنحطاط الأخلاقي و السلوكي و القيمي لدى فئة ليست بالقليلة من التلاميذ و في الختام : " في الواقع ، عند الإستعمار معلومات عنا ، أكثر بكثير مما عندنا عنه . إنه يكيف بكل بساطة موسيقاه وفقا لانفعالاتنا، و لعقدنا ، و لنفسيتنا . إنه يعرف مثلا أننا تجاهه لا نفعل ، و إنما ننفعل . وهو عندما يكون دخل مرحلة التفكير في مشاكل الغد ، في الحفر الموحلة ، التي يريد ان يوقعنا فيها ، نكون نحن لا نزال نفكر في مشاكل الأمس ، في التخلص من الحفر الموحلة التي أوقعنا فيها فعلا ." " من أجل التغيير " - مالك بن نبي - المصدر : نشرية طلبة تونس- www.tunisie-talaba.net السنة الثانية: