شهدت البلاد التونسية يوم أمس، شبه فيضانات عمت عديد الجهات والمحافظات إثر نزول كميات كبيرة ومكثفة من الأمطار هي الأقوى منذ دخول فصل الخريف قبل بضعة أسابيع.. وكانت هذه الأمطار مصحوبة برياح ورعود إلى جانب حبات من "الثلج" التي سرعان ما انقطعت.. وتسببت مياه الأمطار في تكوين ضباب كثيف، رافق الأمطار التي استمر نزولها لأكثر من ساعتين من الزمن من دون انقطاع.. وغمرت مياه الأمطار أغلب الشوارع والأحياء السكنية في مناطق عديدة من البلاد، مما تسبب في عطل كبير في حركة المرور التي توقفت كليا في طرقات عديدة وتقاطعات مختلفة، فيما اقتحمت المياه، عديد البيوت والمساكن متسببة في إغراقها وتحويلها إلى شبه مسابح، وشملت هذه الوضعية الكثير من الأحياء السكنية، سواء بالعاصمة أو بالمناطق الشعبية المتاخمة للعاصمة.. واضطرت وسائل النقل إلى التوقف عن العمل لفترة تجاوزت الساعتين، بسبب المياه الكثيفة التي غمرت الطرقات والسكك الحديدية، الأمر الذي جعل مئات المواطنين يتمركزون في محطات الحافلات والمترو الخفيف والقطارات الرابطة بين الضواحي وتلك التي تتجه نحو المناطق الداخلية للبلاد... وبخلاف الوضعية التي عرفتها البلاد في أعقاب الأمطار التي تهاطلت على البلاد قبل أسبوعين تقريبا، لم يستطع المواطنون "التصرف" لاختراق ما يشبه الأودية الجرارة التي كونتها مياه الأمطار، والتي قارب علوها المتر من المليمترات، بحيث غطت الطرقات ولم يعد بإمكان المرء التمييز بين الطريق العادي وسكة الميترو أو القطار أو الأرصفة.. على صعيد آخر، كانت عديد وسائل النقل الخاصة والعمومية، عرضة إلى عطل فني بعد أن تسللت الأمطار إلى محركاتها، ما أدى إلى توقفها لساعات طويلة وسط أودية المياه.. وشوهد عديد المواطنين وهم يشمرون عن ملابسهم، في محاولة لقطع الطريق مشيا على الأقدام، أما البعض الآخر، فقد اضطر إلى الانتظار إلى غاية تقلص كميات المياه.. وعلى الرغم من أن معظم المحلات التجارية كانت مغلقة بسبب عطلة عيد الفطر، فإن ذلك لم يمنع تعرض بعض المحلات إلى أضرار مادية، بسبب المياه التي اخترقت محلاتهم وبعثرت أغراضهم وممتلكاتهم وبضائعهم، خصوصا محلات بيع لعب الأطفال، بالإضافة إلى المصورين الذين أتلفت الأمطار والمياه أمتعتهم وأمثلتهم النموذجية لالتقاط صور للأطفال في الساحات العمومية الموزعة هنا وهناك على طول البلاد.. الجدير بالذكر، أن عدة مباريات رياضية في كرة القدم، توقفت بعد مرور نحو عشرين دقيقة على بدايتها، بسبب المياه التي لا تسمح بإجراء مباراة كرة القدم، باستثناء بعض المباريات المحدودة.