أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الخميس 25 أكتوبر 2007 أحكاما قاسية جدا بالسجن على ثلاثة طلبة إذ حكم على كل واحد منهم ب 15 سنة سجنا و خطية مالية مقدارها 15 ألف دينار مع إخضاعهم للمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام . و قد تمت محاكمة عامر علية و عبد الحميد الغربي و علي الشاوش طبقا لقانون 10 ديسمبر 2005 المتعلق ب " مكافحة الإرهاب " و صدرت الأحكام في الجلسة التي ترأسها القاضي التوهامي الحافي في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة 26 أكتوبر 2007 كانت مجموعة من أعوان البوليس السياسي تترصد غرف المبيت الجامعي للفتيات بالعمران الأعلى بتونس العاصمة و بعد أن تأكدوا من هدوء الجو و إخلاد الطالبات إلى النوم تسللوا في حدود الساعة الواحدة فجرا إلى داخل المبيت و قاموا بخطف الطالبة جيهان بنت فتحي الدالي و اقتيادها إلى جهة مجهولة ... و للعلم فإن الطالبة جيهان - وهي محجبة - من أنجب طلبة المهعد الوطني للعلوم الفلاحية وهي تدرس بالسنة الثانية علوم البحار و قريبة السجين السياسي عبد الباسط الدالي قام البوليس السياسي خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2007 بترحيل ثلاثة طلبة إلى موطنهم الأصلي اليمن في ظروف غامضة و تكتم شديد ... و يدرس ثلاثتهم بكلية الطب بالمنستير حيث يزاول أحدهم دراسته بالسنة الرابعة أما الآخران فلم يعد يفصلهما عن التخرج سوى أشهر قليلة و لئن لم تتضح إلى حد الآن أسباب الطرد بصفة جلية إلا أن بعض المصادر الطلابية تشير إلى أنه تم حجز العديد من الكتب و المراجع الدينية لدى الطلبة المذكورين وهو ما قد يشير إلى وجود شبهة ما حول انتمائهم السلفي أو أن تسفيرهم يأتي ك " إجراء وقائي " بسبب التزامهم الديني وهو للعلم أمر طبيعي و عادي جدا في كل البلدان العربية مشرقها و مغربها ما عدا تونس حيث أن مجرد الإقتراب من المسجد يعتبر اقتراب من منطقة الخطر أما إذا تعدى الأمر إلى النقاش في المسائل الدينية و تلك التي ترتبط بواقع الأمة الإسلامية و التحديات و الأخطار التي تحدق بها ففي هذه الحال تصبح التهمة ثابتة و " قانون مكافحة الإرهاب بالمرصاد " و " كل طالب متهم حتى تثبت براءته من الإلتزام بالإسلام " ..... على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي الحبيب نويرة أحد مؤسسي جمعية صوت الطالب الزيتوني يتحدث عن نشأتها و نضالاتها : في لقاء الذاكرة الوطنية الذي انتظم صبيحة يوم السبت 27 أكتوبر 2007 بمؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمي للبحث العلمي و المعلومات أدلى السفير السابق الحبيب نويرة - 82 سنة - ( شقيق الوزير الأسبق الهادي نويرة ) بشهادته أمام جمع من المؤرخين و المثقفين و الجامعيين حول أحداث مهمة من تاريخ الحركة الوطنية عاش أطوارها عن قرب ... و قد " تحدث الحبيب نويرة عن تكوين صوت الطالب و قال إنه في إحدى الإجتماعات مع زملائه عزموا على تكوين لجنة صوت الطالب التي أعدت مطلبا لإصلاح التعليم الزيتوني ... و تتكون هذه اللجنة من العديد من العناصر على غرار عمر شاشية و عبد الرحمان الهيلة و عبد العزيز العكرمي و أحمد قاسم و منصف السخيري و عبد الكريم قمحة و الحبيب نويرة و غيرهم و لكن سرعان ما استولى عليها عبد الكريم قمحة ... كما تحدث عن العلاقة المتوترة بين صوت الطالب و الحزب الدستوري الأمر الذي دفع الحزب إلى تأسيس الكتلة الزيتونية ... وقال إن شهر ماي 1951 شهد تنظيم مظاهرة كبيرة حيث تخاصم الطلبة الزيتونيين مع الطلبة الدستوريين ... و كان الحبيب نويرة قد دعا وقتها إلى معالجة الخلاف و حل المشكل لأنه يرى أن هذا المشكل آخذ في التطور و اعتبره آنذاك مشكلا خطيرا ...( جريدة الصباح 28 أكتوبر 2007 ) ومما قاله الحبيب نويرة أنه كان يترأس اللجنة الإعلامية في جمعية صوت الطالب الزيتوني و أن الحركة الوطنية قامت على الزيتونيين و أن جامع الزيتونة كان متنفسا و ملجأ للدراسة حيث لم تكن هناك خيارات أخرى و" تحدث عن الأجواء الزيتونية فأكد أن الأساتذة طالبوا بتحسين ظروفهم و الرفع من مرتباتهم سنة 1944 ثم قاموا بمظاهرات صاخبة أثرت على الطلبة أيضا .. ثم تحدث عن تأسيس جمعية صوت الطالب الزيتوني التي نشطت كثيرا و أصبح لها إشعاع كبير و مواقف واضحة من الحكومة الموالية للإستعمار ... و صوت الطالب الزيتوني وجدت أيضا عراقيل عديدة من قبل الحزب الإشتراكي الدستوري الذي حاول استعمالها لفائدته ... هذه الجمعية كانت تدافع عن الطالب الزيتوني بكل الوسائل المتاحة لأنها ترى أن خريجي الزيتونة لا مستقبل لهم و انهم ذاهبون إلى البطالة رغم أن أغلبهم ينحدرون من عائلات ضعيفة و متوسطة و لاحت في الأفق خلافات عديدة بين تلامذة الزيتونة و بقية التلامذة المنتمين إلى المدارس مثل الصادقية و العلوية " ( جريدة الصريح الأحد 28 أكتوبر 2007 ) التعليم : مهنة الأشغال الشاقة : في ظرف لم يتجاوز الشهر منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية فقدت الأسرة التربوية اثنتين من مدرسيها قضتا عشرات السنوات في تعليم التلاميذ و تغذية عقولهم بالعلوم و المعارف فقد انتقلت إلى جوار ربها الأستاذة السيدة الفيتوحي بعد إصابتها بمرض خبيث في رأسها و كانت- رحمها الله - تدرس تلاميذ السنوات النهائية في اختصاص العلوم الطبيعية لسنوات طويلة كما كانت تساعد في مراقبة عملية إصلاح امتحان الباكالوريا في مركز رادس لسنوات عديدة وعرفت بحيويتها و نشاطها كما أصيبت زميلتها التي تدرس نفس الإختصاص بالمعهد الفني برادس السيدة البوزيري بنفس المرض الخبيث - عافنا و عافاكم الله - و في راسها أيضا و قد أجريت لها عملية جراحية و تتطلب وضعيتها الصحية - شفاها الله - نقلها إلى خارج البلاد لمواصلة التحاليل و العلاج و يلاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة تزايد عدد الأساتذة الذين يتعرضون إلى نوبات صحية حرجة و إلى أمراض خطيرة مثل ضغط الدم و داء السكري و الإنهيارات العصبية و الأزمات القلبية و السرطان و.... - عافى الله الجميع - و ذلك بسبب الظروف الصعبة و المرهقة و المدمرة للأعصاب التي تتم فيها عملية التدريس حيث لا تقوم الإدارة بواجبها في توفير الظروف المريحة للعمل و لا يحترم التلاميذ أساتذتهم ... و في مقابل كل ذلك لا ينال المربون و لو جزءا بسيطا مما يناله " الفنانون " و لاعبو كرة القدم من تكريم و تبجيل و امتيازات مادية و معنوية