عاد فريق برنامج سوبر ستار الغنائي أحد أشهر برامج تلفزيون الواقع في العالم العربي ليحط الرحال من جديد في تونس لاختيار متسابقين. ومع عودة الفريق عادت أحلام الاف الشبان التونسيين طمعا في تحقيق نجومية وشهرة رغم ذكرى مؤلمة يحتفظ بها التونسيون بسبب مثل هذه البرامج. وفي أول شهر مايو أيار الماضي قتل سبعة اشخاص وجرح عشرات في تدافع اثناء حفل ستار اكاديمي اللبناني في مسرح بمدينة صفاقس وخلف الحادث موجة من الحزن ووصفته الصحف أنذاك بالمأساة. وأرجع منتقدون الحادثة الى انتشار ثقافة الاغاني الهابطة التي تروج لها بعض الفضائيات بغرض تحقيق ارباح طائلة. لكن يبدو أن أحلام الشبان التونسيين وطموحاتهم ليس لها حد ولم توقفها حادثة مقتل أشخاص في حفل غنائي حيث اتضح ذلك جليا من خلال اقبال الاف الشبان على اختبارات يجريها برنامج سوبر ستار الغنائي في تونس طيلة الاسبوع الحالي. وتدفق الشبان على مقر الاختبارات طمعا في فرصة قد تحقق امالهم الواسعة بالمشاركة في هذا البرنامج التلفزيوني الذي أصبح يثير طموحات عدد كبير من شبان العالم العربي. ينتقي منظمو البرنامج التلفزيوني الذي يبث على قناة المستقبل الفضائية اللبنانية في المرحلة النهائية عددا محدودا من الوجوه والاصوات المتميزة. تقول ليلى وهي شابة عمرها 33 عاما وقد بدا عليها التوتر في انتظار دورها امام لجنة الاختبارات "اخترت اغنيتين لوردة الجزائرية وأرجو أن أوفق في اداء مقاطع منهما.. سيكون امرا جيدا لي ولعائلتي لو نجحت في اقتطاع بطاقة للمرحلة الختامية". ويترأس لجنة الاختبارات الموسيقي اللبناني المعروف الياس الرحباني. فتاة اخرى كانت منفعلة هي سوسن القربي التي حسم أمر مشاركتها بعد ان رفضتها لجنة الاختبارات. وقالت سوسن التي تشارك للعام الثالث على التوالي في هذا البرنامج "في كل مرة لاتقبل مشاركتي.. ان النجاح في هذا البرنامج اصبح تحديا شخصيا بالنسبة لي". وأنعش فوز مروان علي المتسابق التونسي بجائزة افضل مغن في البرنامج العام الماضي امال مواطنيه في اقتفاء أثره. وتجمع المشاركون الحالمون بالاضواء بقاعات داخل الفندق مرددين ضمن مجموعات صغيرة اغاني وانزوى اخرون لوحدهم يغنون بينما فضل البعض الصمت والتركيز في انتظار مجيء دورهم. في البرنامج تعيش مجموعة من المغنين الشبان من مختلف انحاء العالم العربي معا في منزل واحد ويتم تصوير مجريات حياتهم يوميا في الوقت الذي يتنافسون فيه للحصول على عقود لتسجيل اغانيهم وجائزة مالية مهمة. وسيزور فريق البرنامج لاول مرة هذا العام العراق لاختيار مشاركين منه. وفسر عالم الاجتماع التونسي مهدي مبروك اندفاع الشبان وراء هذه البرامج لاعتقادهم بانه احد مسالك النجاح الاجتماعي والمادي النادرة في المجتمعات العربية. من طارق عمارة