أشرف عبد الرحيم الزوارى وزير النقل ودومينيك بوسرو كاتب الدولة الفرنسى لدى وزير النقل والتجهيز والسياحة والبحر يوم الجمعة على جلسة عمل خصصت لبحث آفاق مزيد تطوير التعاون بين تونس وفرنسا فى قطاع النقل وذلك بحضور وفدى البلدين. وبحث الطرفان إمكانية إرساء شراكة تونسية فرنسية فى مجال صناعة الطيران يتم بمقتضاها تصنيع بعض مكونات طائرات مجمع ارباص فى تونس فضلا عن إرساء شراكة فنية تتعلق بتطوير أنشطة الصيانة بين وحدة الصيانة التابعة للخطوط التونسية ومثيلتها التابعة للخطوط الفرنسية. وكان اللقاء مناسبة قدم خلالها الوفد التونسى المشاريع الكبرى فى قطاع النقل التى تضمنها المخطط الحادى عشر للتنمية على غرار مطار الوسط الشرقى بالنفيضة والميناء بالمياه العميقة ومناطق الأنشطة اللوجستية. وقد أبدى الوفد الفرنسى اهتمامه بهذه المشاريع واعتبرها عاملا مشجعا لاستقطاب المستثمرين الفرنسيين ومجالا لفتح آفاق أوسع للشراكة بين البلدين. وتم النظر فى دراسة تتعلق ببعث مركز تكوين فى المجال البحرى والمينائى بمساهمة من القطاعين العام والخاص فى البلدين باعتبار الحاجيات المتزايدة لفرنسا من هذه الاختصاصات والقدرات العالية التى تتمتع بها تونس من حيث الكفاءة والخبرة فى هذا المجال. وكان اللقاء مناسبة تم خلالها التوقيع بالأحرف الأولى على بروتوكول مالى إضافى بين تونس وفرنسا لتمويل عملية اقتناء شركة النقل بتونس لتسع عربات مترو إضافية من نوع "سيتاديس" من شركة "الستوم" الفرنسية. وقد وقعت الشركتان مذكرة تفاهم تنظم شروط تصنيع وتسلم تلك العربات. كما تم إمضاء اتفاقية تعاون بين شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة وشركة الشبكة الحديدية بفرنسا للاستفادة من إحاطة فنية فى مجال تقييم الدراسات وتقديم الاستشارة لتنفيذ مشروع الشبكة الحديدية السريعة بإقليم تونس الكبرى. وقد نوه الوزيران بالعلاقات الممتازة التى تجمع بين تونس وفرنسا فى جميع المجالات لاسيما النقل معربين عن الرغبة المشتركة لحكومتيهما فى إعطاء مزيد من الدفع للعلاقات الثنائية. وابرز السيد عبد الرحيم الزوارى الخيارات الاستراتيجية لقطاع النقل فى تونس مشيرا الى أنها ترتكز على رؤية مغاربية ومتوسطية شاملة ترنو الى إرساء نقل متعدد الوسائط وطرقات سيارة بحرية. وأشاد السيد دومينيك بيسرو بالسياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن على معبرا عن سعادته بتزامن زيارته مع احتفالات تونس بالذكرى العشرين للتحول التى تشهد حضورا واسعا لممثلين فرنسيين من أعلى مستوى. وأوضح كاتب الدولة الفرنسى أهمية المشاريع الكبرى التى تستعد تونس لانجازها فى توطيد العلاقات بين البلدين من جهة وبين بلدان المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط من جهة أخرى مبرزا فى هذا الإطار أن السياسة المتوسطية لفرنسا فى إطار الاتحاد المتوسطى ترتكز بالأساس على مشاريع هامة تهم مجالات النقل وتشمل بلدان المغرب العربى وخاصة تونس . هذا وقد أدى الضيف الفرنسى زيارات استطلاع لكل من المركز التونسى لتدريب الطيارين حيث عاين التطور التكنولوجى ومستوى الخدمات العالية التى تؤمنها المؤسسة التى تشارك فى رأس مالها شركات فرنسية كما زار مستودع محطة الأرتال بتونس البحرية.