يبدو ان الاجيال القادمة فى تونس ستكون على موعد مع نقلة حضارية كبيرة بعد عشر سنوات تقريبا عندما يرون بأعينهم اكبر حدث رياضى فى تاريخ الوطن العربى وفى منطقة الشرق الاوسط وهو مشروع " باب المتوسط ". وعلى الرغم من ان الحدث حاليا يبدو بعيد المنال الا ان كل المؤشرات توكد تن تونس قادرة على تحقيق هذا الحلم العظيم ، والذى سوف يكون بارقة امل جديدة وفخر لكل مواطن عربى فى استضافة العديد من البطولات الكبرى . و كان الرئيس التونسى زين العابدين بن علي قد اعطى اشارة البدء فى انشاء أكبر مدينة رياضية على مستوى الوطن العربى والشرق الاوسط والمسمى "بباب المتوسط" وتتولى انجازه مجموعة استثمارية اماراتية بتكلفة خمسة مليارات دولار أمريكي. وقد حضر الرئيس التونسى الحفل الذى اقيم بمناسبة البدأ فى بناء المدينةالجديدة ، وأكد على أهمية اعداد المشروع بشكل جيد ضمانا لنجاحه وتنفيذه في أفضل حالة لانصهاره في إطار المنظومة الشاملة ليكون من اكبر المشاريع على مستوى العالم . و من المقرر ان يشمل المشروع والذى سيتكلف 14 مليار دولار ، إنشاء مجمعات سكنية وتجارية ومكاتب إدارية ، إضافة إلى المرافق والأماكن الترفيهية، وسيشمل ايضا إنشاء 26 مليون متر مربع من المنشآت على مدى 10 – 15 سنة، بما فيها 10 مُجمعات سياحية و50 ألف مسكن ووحدات فندقية من المستوى الراقي ومبان جامعية ومحال تجارية وخمسة أرصفة لاستقبال اليخوت وملعب جولف ومكاتب شركات كما سيوفر المشروع تسعة آلاف فرصة عمل سنوياً على مدى السنوات ال 15 عاما التي سيستغرقها إنجازه، وسيضم ايضا المشروع نواد لرياضات الصولجان والتنس والرياضة البحرية اضافة الى مجمعات سكنية وادارية وتجارية ومبان سياحية وترفيهية على مساحة تقدر ب 255 هكتارا ، كما ستشكل المساحات الخضراء نحو 60 بالمائة منها ، الى جانب 9 كليات رياضية و3 نواد للجولف ، إضافة إلى منشآت إدارية وتجارية وسياحية. كما سيتم ايضا إنشاء عشرة آلاف مسكن، وملعب يتسع ل20 ألف متفرج، إضافة إلى قاعة مغطاة متعددة الاستعمالات تتسع لخمسة آلاف متفرج، وهو ما يعني إنشاء مدينة رياضية ثانية في شمال العاصمة تونس رديفة لمدينة رادس الرياضية التي بنيت في الضاحية الجنوبية، لمناسبة استضافة تونس الألعاب المتوسطية في 2004 . ويهدف المشروع الكبير إلى جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية لتسريع معدل النمو وخفض معدل البطالة الذى بلغ 14.3 بالمائة وفقا للارقام الرسمية ، نظرا لانه سيشتمل على فنادق سياحية راقية وطرق مطلة على البحر بطول 14 كيلومترا ، وكل هذا سوف يتيح فرص كبيرة للعمل تصل الى تقريبا 140 الف فرصة . وقال محمد القرقاوى المدير التنفيذى للشركة الاماراتية ان العمل سوف يبدأ خلال بضعة اشهر فى اكبر مشروع استثمارى فى تاريخ تونس ، وأوضح أنه سيتم تنفيذه على مراحل يتم الانتهاء من أولها في غضون عامين، مشيرا الى مراحل المشروع ستستغرق قرابة عشر سنوات للانتهاء منها. واشار المدير التنفيذي للشركة الى ان المشروع الذى اطلق عليه اسم "باب المتوسط" سوف يقام على غرار الطابع المعمارى التونسى والجوانب الثقافية والاجتماعية لجعله منصهرا فى بيئته كما سيعتمد تكنولوجيا متطورة تجعل منشآته الاكثر حداثة فى العالم. وينبع المشروع المقترح من رؤية جديدة واستشرافية متطورة تجعل من الرياضة محورا أساسيا لعملية تطوير عمراني واسعة النطاق وفي أعلى مستويات الجودة هدفها الأسمى بعث مدينة عصرية متكاملة النشاطات ومتعددة المنافع يطيب فيها العيش والعمل وتحتل فيها البيئة السليمة والترفيه أعلى الدرجات. والمشروع المعني هو اقرب ما يكون عن الحلم ، من حيث كونه نسخة من مشاريع مماثلة يجري تطويرها من قبل مجموعة بوخاطر في عديد بلدان العالم لاسيما في دبي (التي أوشك فيها مشروع مدينة DUBAI SPORTS CITY على الإنتهاء). و الجدير بالذكر ان مدينة دبى الرياضية من اوائل المشاريع الاستثمارية في دبي لاند ، وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل انتهى الجزء الاول في عام 2006 ، وتكتمل مراحل المشروع في 2010 ، مساحة المشروع 4.65 كم مربع (50 مليون قدم مربع) ، وتبلغ تكلفته سبعة مليارات درهم اماراتي. وتتكون مدينة دبي الرياضية من أربعة لملاعب ذات المستوى العالمي والتي من المقرر أن تستضيف الأحداث الرياضية المثيرة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، لإعطاء المقيمين والزوار على حد سواء فرصة التمتع الكامل بالجدول على مدار السنة للفعاليات الرياضية.