قامت قوّات البوليس السياسي المحاصرة لمقرّ المضربيْن عن الطعام الأستاذين محمد النوري و سليم بوخذير بالإعتداء بالضرب الشديد على نجل النوري مراد و معه المناضل لسعد الجوهري ، و قد خلّف الإعتداءإصابة بالغة على مستوى عينه و جرحا تحت العين بعد أن كسروا على وجهه نظّارته التي كان يرتديها . و قد وقع نقل مراد النوري إلى مستشفى شارنيكول حيث خضع للعلاج ، و منحه الطاقم الطبي هناك شهادة طبية في إصاباته التي خلفها له الإعتداء الأرعن . و كان أعوان البوليس إستهدفوا مراد النوري بالتعنيف سابقا و هدّدوه مرارا بضربه أمام مقرّ الإضراب و أسبوه سبابا و شتما و كانوا أيضا حاصروه أمام محلّ للفواكه الجافّة على مقربة من المكتب مهدّدين إيّاه بالويل و الثبور . من جهة أخرى ، مازال أنيس بوخذير شقيق المضرب الثاني عن الطعام السيد سليم بوخذير رهن الإعتقال بصفاقس ، و قد تبيّن أنه معتقل بمركز إيقاف بطريق قابس . و قد علّل أحد أعوان المركز لعائلة بوخذير و المحامي عندما حاولوا السؤال عن حاله ، بأنّ إيقافه تمّ بناء على حُكم قضائي غيابي في قضية حادث مرور قديمة هو طرف فيها حسب العون . و جرت العادة في تونس أن يقوم الصادر ضدّه حُكم غيابي لا علم له به فور إيقافه بتقديم إعتراض فوريّ إلى المحكمة حيث يُلزم أعوان الأمن على عرضه على القاضي ، فيُصدر القاضي قرارا بالإفراج عنه إلى حين النظر قضائيا من جديد في الدعوى . لكن و بما أن الأعوان إعتقلوا أنيس بوخذير مساء السبت و من المعلوم أنّ السبت مساء و الأحد المحكمة في إجازة ، فلن يكون مسموحا لأنيس أن يُعرض على أنظار القضاء لتقديم الإعتراض و بالتلي الإفراج إلاّ يوم الإثنين ، و بذلك يتّضح تعمّد البوليس إختيار إعتقاله مساء السبت لضمان التشفّي فيه 48 ساعة. و ما يؤكّد التعمّد هو أنّ الصادرة ضدّهم أحكام غيابيّة – هذا أصلا إذا سلّمنا بوجاهة حكاية الحكم القضائي الغيابي- يقع إيقافهم صدفة لا أن يتوجّه أعوان البوليس إلى مكان سكناه . و للتذكير ، فقد كان أعوان بالزي المدني حضروا على متن سيارات عديدة مساء السبت و إعتقلوا أنيس بوخذير بعد تعنيفه أمام السكّان . وبعد إعتقال أنيس بوخذير ، تم مساء أمس في ظروف من الترويع من قبل عدد كبير من البوليس ، إعتقال من أقارب السيد سليم بوخذير بمنطقة بوخذير بتعلّة "حملة أمنية" على المنطقة ، و كلّ واحد من الموقوفين تمّ توجيه تهمة له.