رغم ان الجيش التركي لم يقدم حتى يوم امس اي حصيلة للغارات التي شنها فجر الاحد، فلا شك في اتساع نطاق الهجوم الذي شنه على بعد تسعين كلم في العمق العراقي مستخدما مقاتلات عدة من طراز 'اف 16'. وعلق الجنرال التركي المتقاعد سيف الدين سيمن لصحيفة الصباح 'انها المرة الاولى التي تطلق فيها تركيا عملية جوية ليلا في اراضي العدو'. واعتبر ان الجيش اراد عبر ذلك القصف القول ان 'ليس هناك هدف لا يمكن للطائرات التركية ان تدمره' في العراق. وبدأ الجيش التركي، وهو ثاني جيش من حيث العديد بين اعضاء حلف الاطلسي بعد الولاياتالمتحدة، منذ اكتوبر يعرض قوته في مواجهة حزب العمال الذي لديه 3500 عنصر في الجبال العراقية بعد الهجمات الدامية التي شنها على الجنود الاتراك عند الحدود. وافادت وسائل الاعلام التركية ان المقر العام للمتمردين في قنديل قرب الحدود دمر بكامله. وتكهنت الصحف التركية امس حول مصير القائد العسكري في الكردستاني في العراق مراد كارايلان ومساعده بهروز اردال اللذين كانا في ذلك الموقع عند وقوع الهجمات. وافاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان مائة طن من القنابل القيت على مواقع المتمردين التي حددت بفضل معلومات قدمتها الولاياتالمتحدة. واعتبر العديد من المعلقين ان العمليات التركية ستستمر بفضل آلية اقامها الاتراك والاميركيون اثر لقاء مطلع نوفمبر بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والرئيس جورج بوش. وكانت انقرة قامت في الاول من ديسمبر بأول عملية محدودة في الاراضي العراقية. واكد الصحافي روسن شاكر لصحيفة الوطن ان الاتراك والاميركيين 'بدأوا القضاء على الكردستاني في العراق'، معتبرا انه تم تجاوز التوتر بين انقرةوواشنطن حول 'عدوهما المشترك'. واوضح ان واشنطن التي تدعم اكراد العراق تعارض توغلا كثيفا للقوات التركية في شمال العراق، لكن الغارات التركية تثبت انها لا تمانع شن غارات محدودة. وفي ما يخص العلاقات التركية - العراقية، رأى دبلوماسي تركي رفض كشف هويته ان استدعاء سفير تركيا في بغداد للمطالبة بالكف عن القصف هو 'شكلي محض'. واضاف ان 'تركيا اعلنت مرارا انها ستضرب الارهابيين في العراق'، معربا عن ارتياحه لاتخاذ اكراد العراق اجراءات ضد حزب العمال على اراضيهم. 18/12/2007