رفضت منظمة الأمن والتعاون في اوروبا دعوات عربية لتغيير مكان عقد ندوة تبدا اليوم وتستمر يومين حول (عدم التسامح والتمييز العنصري) في تل ابيب وتمسكت بعقدها هناك. وقالت مصادر في المنظمة من مقرها هنا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان اسبانيا التي ترأس المجلس الوزاري للمنظمة هذا العام ردت على طلب الجامعة العربية الذي أرسلته الشهر الماضي الى الرئاسة الاسبانية للمنظمة بالقول انها لا تستطيع تغيير مكان انعقاد الندوة ال13 للمنظمة متذرعة بضيق الوقت وصعوبة ايجاد مكان بديل من تل ابيب. وكانت الجامعة العربية قد أبلغت الرئاسة الاسبانية للمنظمة بأن الظروف الراهنة في الشرق الأوسط وعدم تحقيق تقدم في مفاوضات السلام واستمرار اسرائيل في احتلال أراض عربية بالقوة وممارسة أبشع أنواع التمييز العنصري ضد الفلسطينيين وبناء الجدار العنصري الفاصل وتوسيع الاستيطان تثير التساؤلات حول جدوى عقد مثل هذه الندوة التي تركز على مكافحة العنصرية وعدم التسامح في اسرائيل بالذات. ولايعرف بعد على أي مستوى ستشارك الدول ال56 الأعضاء في المنظمة في هذه الندوة وما اذا كانت اي دولة عربية ستشارك بعد ان اعتذرت الجامعة العربية التي تتمتع بصفة مراقب عن الحضور. يذكر ان 11 دولة متوسطية تشارك بصفة مراقب في أعمال منظمة الامن والتعاون في أوروبا من بينها خمس دول عربية هي تونس والجزائر والمغرب والأردن ومصر اضافة الى الأمانة العامة للجامعة العربية. وستكرس أعمال هذه الندوة التي ستستمر يومين لبحث قضايا التميز العنصري وعدم التسامح والعمل على تشجيع الاحترام والتفاهم المتبادلين انطلاقا من الالتزام بالمقررات التي تبنتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ذات العلاقة بنشر مبادىء التسامح من خلال الوسائل والطرق التي وضعتها المنظمة والكفيلة بتحقيق مبدأ احترام تعدد الثقافات والأديان وتسهيل الحوار رغم الاختلاف والتعددية. كما ستركز على محاربة التمييز الذي تتعرض له المرأة وقضية اللاجئين اضافة الى ابراز الدور الفعال الذي تلعبه المرأة ووسائل الاعلام في التوعية بخطورة انتشار عدم التسامح. وكانت منظمة التعاون والأمن الأوروبي قد عينت في العام 2005 ثلاثة مفوضين مختصين بقضايا مكافحة العداء للاسلام والسامية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب بدلا من تعيين مفوض واحد فقط لمعاداة السامية في أوروبا وعقدت في العامين الماضيين أربعة مؤتمرات دولية في برلين وباريس وبروكسل وقرطبة تركزت على بحث سبل التصدي لأعمال العنف الموجهة ضد الأجانب والمسلمين واليهود. يذكر أن أهداف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تتركز على ضمان تحقيق الأمن في أوروبا من خلال التحذير المبكر من وقوع النزاعات والسيطرة على الأزمات والاشراف على عمليات وقف اطلاق النار واعادة الاعمار والتأهيل بعد الحروب ودعم الاصلاحات الديمقراطية والاشراف على الانتخابات العامة وحماية حقوق الانسان والبيئة. وتتخذ منظمة الأمن والتعاون في اوروبا فيينا مقرا لها ولديها مكاتب ومؤسسات في جنيف وكوبنهاغن ولاهاي وبراغ ووارسو يعمل فيها حوالي أربعة آلاف موظف. (النهاية) ع م ق / ا ع م كونا181149 جمت ديس 07
