تشهد تونس غدا السبت ويوم الاحد المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحافيين وسط تنافس حاذ بين قوائم مرشحة لقيادة المكتب التنفيذي. ويتصارع علي المقاعد التسعة للمكتب التنفيذي ما يقارب عن أربعين صحافيا تشكلوا في أربع قوائم منفصلة، من بينها قائمة تضم صحافيين مستقلين شعارهم الصحافة كرامة ومسؤولية . واعتبرت القائمة المهنية المستقلة المتكونة من الصحافيين خميس الخياطي وزياد الهاني ومحسن عبد الرحمن وراشد شعور وعبد الحق طرشوني، أن بعث النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين هو بمثابة إنجاز تاريخي . والتزم المرشحون المستقلون بالدفاع عن حقوق الصحافيين وكرامتهم، وعن استقلالية المهنة، وحرية الإعلام، بعيدا عن التبعية أو عدم المسؤولية . وطرح المرشحون برنامجا انتخابيا من أربعين نقطة تتمحور حول الدفاع عن القدرة الشرائية للصحافيين، وتوفير سكن لائق ل 300 صحافي، وفرض أجر قطاعي أدني لا يقل عن 950 دولارا أمريكيا شهريا، وحث الحكومة علي تخصيص مبلغ في حدود 3.5 ملايين دولار من ميزانية الدولة كمنح لفائدة الصحافيين، ودفع البرلمان نحو إصدار قانون موحد للمهنة الصحافية. كما تعهد المرشحون في صورة انتخابهم بتوسيع المكتب التنفيذي ليضم 11 عضوا، وبإنشاء مرصد للحريات الصحافية يراقب الانتهاكات الممارسة علي الصحافيين أثناء عملهم. أما بخصوص الجانب التشريعي والقانوني، فاقترح أعضاء القائمة المستقلة إدراج نص قانوني يكفل حصانة الصحافي، وفتح المجال الإعلامي، ورفع كل أشكال التضييقات، وإلغاء كل أشكال الرقابة علي المواقع الالكترونية وفتح المواقع المحجوبة. هذا إلي جانب حرصهم علي إلغاء القوانين الزجرية التي يتضمنها قانون الصحافة والتي تحد من حرية الإعلام التونسي، وذلك من خلال تنظيم ندوة وطنية حول الإعلام في هذا الصدد لطرح حلول بديلة. وقال الصحافي خميس الخياطي في تصريح خاص ل القدس العربي ان هذه المطالب قد تبدو مستحيلة ولكنها مدروسة ولنا حلول عملية . وشدد الخياطي، وهو ايضا ناقد فني وسينمائي، علي أهمية الحوار مع بقية الأطراف الاجتماعية ومع الجهات الحكومية من أجل فرض هذه المقترحات، وهو من شأنه أن يحقق جزء كبيرا من هذه المطالب علي حد تعبيره. وكان اجتماع عام للصحافيين انعقد يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر 2007، أقر حلّ جمعية الصحافيين التونسيين الناشطة منذ ما يناهز عن أربعين عاما، وتأسيس نقابة وطنية للصحافيين التونسيين مكانها. وقال الصحافي زياد الهاني ل القدس العربي ان الآليات القانونية لاشتغال النقابة تفوق تلك المتوفرة للجمعية . وأضاف ان برنامج الانتخابي لقائمته يعكس تطلعهم لإصلاح المهنة، ويبرهن علي استقلاليتهم . وفي الوقت نفسه، أثار تبني المرشحين الخمسة لشعار الاستقلالية تململا من طرف بقية المرشحين. و عن الادعاء باحتكار صفة الاستقلالية، قال الهاني نحن مستقلون فعلا وتاريخ نشاطنا في الجمعية يؤكد ذلك قطعيا ، مضيفا ان قرارنا كصحافيين مهنيين ينبع منا ولمصلحة الجمعية . ودافع زياد الهاني أيضا عن المكاسب التي حققها تيار المستقلين الناشط داخل الجمعية المنحلة علي غرار إصدار تقارير دورية تناولت الشأن الإعلامي بنبرة نقدية، والدفاع عن الصحافيين المطرودين من مقرات عملهم. وقال الخياطي من جهته هدفنا جميعا هو العمل علي أن يحتل الصحافي التونسي المكانة التي هو جدير بها، وتتبوأ مهنتنا مكانتها المستحقة كضمير للمجتمع ومرآة له . يشار أن منظمة مراسلون بلا حدود الدولية تصنف تونس في المرتبة 145 عالميا فيما يتعلق بحرية الصحافة. ويقبع الصحافي سليم بوخذير في السجن لمدة سنة واحدة بتهم تقول عنها هيئات حقوقية بأنها تلفيقية . ومن المنتظر ان تنظر محكمة تونسية اليوم الجمعة في الطعن الذي تقدم به دفاع بوخذير (39 سنة) الذي اوقف الشهر الماضي في جنوب البلاد بتهم تتعلق بالاساءة لضباط امن ورفض إظهار وثائق هويته عند الطلب منه. وتقول جمعيات حقوقية ان هذه الاتهامات ملفقة وانها عقاب لبوخذير علي استقلاليته ونشاطه الجمعوي المتعارض مع التوجه الرسمي.