شهد أول مؤتمر للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي انعقد يوم الأحد 13 يناير، تنافسا قويا بين أربع قوائم سعى أصحابها للفوز بالمقاعد التسعة للهيئة التنفيذية للنقابة والتي جاءت على أنقاض جمعية الصحفيين التونسيين الذي قرر الصحفيون التونسيون حلها وإدماجها في النقابة الجديدة، والتي لها صلاحيات التفاوض على الأجور وقضايا أخرى. وبلغ عدد المرشحين 33 مرشحا، بمن فيهم سبع نساء، توزعوا على القوائم الأربعة. وهي البديل النقابي التي فازت بأغلبية المقاعد، أما القائمة الثانية المهنية المستقلة والثالثة مهنية نقابية والرابعة قائمة العمل النقابي الفاعل. وفازت ثلاث نساء في الانتخابات، اثنتان منهن من قائمة الأغلبية الأولى من مؤسسة كوثر وهي نجيبة الحمروني والثانية سكينة عبد الصمد من مؤسسة التلفزيون الحكومي أما الثالثة وهي سميرة الغنوشي فتشتغل في صحيفة التجمع الدستوري الديمقراطي. وهيمن الجانب الاقتصادي والاجتماعي على البرامج الانتخابية لكافة القوائم. وجاءت المطالبة بالارتقاء بالأداء المهني وتوسيع مجال الحريات في مرتبة متأخرة من تدخلات الصحفيين . وهذا ما دعا الصحفي زياد كريشان إلى طرح مخاوفه من تنازل الصحفيين عن مطالبهم المعنوية على حساب المطالب المادية. كريشان قال إن المرحلة القادمة تحتاج إلى قيادة شجاعة لمواجهة الوضع " أما من يشعر بأنه ليس قادرا على الحفاظ على المهنة عليه أن ينسحب من السباق " وحذر كريشان من التفريط "في الدفاع عن حقوقنا المعنوية التي يأتي على رأسها حق التعبير" مشيرا إلى أن انتهاك هذا الحق مهما بدا بسيطا فإنه انتهاك للمهنة. وأشارت نجيبة الحمروني عضوة الهيئة الجديدة للنقابة إلى ما اعتبرته وضعية هشة للصحافيات التونسيات مشيرة إلى أن 85 بالمائة من الصحافيات العاملات في القطاع الصحفي هن ضحايا لمختلف أنواع التمييز رغم "أن القوانين المنظمة لقطاع الشغل في تونس لا يوجد فيها أي تمييز". الحمروني طالبت بتضمين ميثاق شرف الصحفيين التونسيين بندا يشدد على المساواة بين الجنسين. من جهتها طالبت الصحفية تبر النعيمي بالصرامة في تطبيق القانون على الإعلاميين الذين يُخلّون بأخلاقيات المهنة لأنه حسب اعتقادها "أصبح كل شيء للبيع". وشهد المؤتمر وعودا كثيرة تراوحت بين المطالبة بمضاعفة الأجور والسيارة والمسكن. وهذا ما حذا بإحدى القائمات المنافسة من التحذير من الوعود التي لا تنفذ مشيرة إلى أن "العمل النقابي ليس شعارات لا تنفذ أو وعودا معسولة لا تحقق بل هو عمل دائم وفعل نافذ وإنجاز متواصل". جيم أبو ملحة رئيس الفدرالية الدولية للصحافيين قال لمغاربية "إن ما حصل اليوم هو شيء مهم من الناحية القانونية ولكن تطوير هذه النقابة هو رهن إرادة القيادة الجديدة وطريقة عملها لأن الأمر يختلف بين الجمعية والنقابة فهم مطالبون وبكل سرعة أن يضعوا خطة عمل إستراتيجية متطورة جدا للاستجابة لما طرحه الصحفيون خلال المؤتمر". وقبيل انطلاق أشغال المؤتمر، أعلن فوزي بوزيان آخر رئيس لجمعية الصحفيين المنحلة أنه بإمكان الصحفيين التونسيين الدخول إلى موقع الفدرالية الدولية للصحفيين دون معوقات. وكان جيم بوملحة اشتكى قبل يوم واحد خلال كلمة ألقاها على الصحفيين التونسيين من حجب موقع الفدرالية بتونس . وأمام القيادة الجديدة موعد هام خلال الأسابيع القليلة القادمة وهو موعد المفاوضات حول أجور الصحفيين للفترة الممتدة على السنوات الثلاث القادمة وهي تجربة يخوضونها لأول مرة بعد أن كانت النقابة العامة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل تخوضها باسمهم.