قال وزير الدولة المستشار لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عبد العزيز بن ضياء إن ما ورد حول تدنيس القرآن يدخل في باب الشائعة. وأضاف بن ضياء في منبر حواري نظمه الحزب الحاكم بتونس العاصمة أمس أن إطلاق مثل هذه الشائعات يأتي لتحريك العواطف، وأن الشائعات وباء تصاب به الشعوب مؤكدا أن إطلاق مثل هذه الشائعات في تونس يعد عيبا كبيرا لأن تونس بلد مسلم يقدس فيه الدين وأن الإسلام دين تفتح. وجاء موقف وزير الدولة ضمن سلسلة من الردود والمواقف التي عجت بها الصحف التونسية، منذ صدور بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الأسبوع الماضي الذي أشار إلى تدنيس القرآن وتعذيب السجناء بسجن برج الرومي بمدينة بنزرت شمال العاصمة. وقد أثار البيان ضجة واسعة في الداخل والخارج ودفع الحكومة إلى الاستنفار، فسارعت إلى نفي ما ورد في البيان واعتقلت رئيس فرع بنزرت للرابطة علي بن سالم واتهمته بترويج أخبار زائفة، كما جندت عددا كبيرا من الأقلام المقربة منها لتناول قضية تدنيس القرآن من جوانب عدة. ولم تخل الحملة الحكومية من تشهير بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فوصفتها بأنها تغازل مشاعر التكفيريين مع إفراد صفحات واسعة من الصحف التونسية لإبراز إنجازات الحكومة في المجال الديني. وفي نفس السياق شن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى جلول الجريبي الذي شغل منصب وزير الشؤون الدينية سابقا هجوما عنيفا على من أسماها الحركات الإقصائية. واعتبر في مقال صحفي نشر اليوم بإحدى الصحف التونسية تحت عنوان (لا يستوي الظل والعود أعوج) "أن أدعياءها بارعون في اختلاق الأكاذيب وابتداع الأراجيف والتخفي وراء الشائعات والدعايات والمزايدة على الضمير الشعبي بحثا بكل الطرق عن المناصرين ولو كانوا من زمرة الشياطين". ردود حقوقية وإسلامية وفي مقابل الموقف الرسمي شددت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على ضرورة إجراء تحقيق نزيه ومستقل بخصوص التجاوزات التي أشارت إليها، والمتعلقة بتدنيس القرآن وتعذيب المعتقلين بسجن برج الرومي في بنزرت شمال العاصمة تونس. وأدانت الرابطة في بيان لها "الحملات الصحفية التي تستهدف الإساءة إليها وإلى قياداتها ومغالطة الرأي العام بافتعال الأقاويل وتزوير الحقائق وإثارة القراء ضدها". ولم يصدر حتى الآن موقف رسمي يشير إلى التحقيق مع مدير السجن عماد العجمي الذي ورد اسمه في القضية، كما لم يتم الاستماع مجددا إلى السجين أيمن الدريري الذي أثار القضية واتهم مدير السجن بالاعتداء عليه. وأوردت مصادر حقوقية أن الدريري يتعرض إلى التعذيب والضغوط من جديد قصد إجباره على الإمضاء على وثيقة يجهل مضمونها، مضيفة أن عائلته أصبحت تخشى على مصير ابنها. وكانت شخصيات إسلامية تونسية تقيم بالخارج وقريبة من حركة النهضة المحظورة روجت عريضة عالمية تطالب فيها الرئيس بن علي بالاعتذار للمسلمين عما سموه الجريمة البشعة المقترفة في حق القرآن، وبإقالة مدير سجن برج الرومي والأعوان الذين يثبت تورطهم في هذه العملية. كما تضمنت العريضة نداء إلى علماء المسلمين لتخصيص يوم عالمي للاحتجاج الشعبي على تدنيس المصحف الشريف. وعلى امتداد الأيام الماضية تعددت شهادات السجناء السياسيين السابقين من حركة النهضة على مواقع تونسية بشبكة الإنترنت، يروون فيها أحداثا متفرقة عاشوها بسجون تونسية مختلفة على امتداد ال15 سنة الماضية تبرز جميعها تعرض القرآن الكريم إلى الإهانة والتدنيس من قبل عدد من أعوان السجون في محاولة منهم للمس بالمشاعر الدينية للسجناء الإسلاميين. ____________