قام ناشطون فلسطينيون الجمعة بفتح ثغرات جديدة في الجدار الحدودي بين قطاع غزة ومصر وعلى الفور تدفق العشرات عبرها فيما كانت قوات الامن المصرية تحاول استعادة السيطرة على الحدود التي عبر منها مئات الالاف من الفلسطنييين منذ الاربعاء. واستقل ناشطون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي جرافة واحدثوا بواسطتها ثغرتين في الجدار تفصل بينهما عشرات من الامتار. وافاد مراسل لفرانس برس في منطقة رفح الحدودية ان رجال الشرطة المصريين الموجودين على الحدود لم يتدخلوا. وتدفق على الفور عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يرددون هتافات تاييد لحركة حماس ودخل بعضهم سيرا على الاقدام واستقل اخرون سيارات او عربات تجرها حمير. وتم تدمير اجزاء جديدة من الجدار بين مصر وقطاع غزة فيما كانت قوات الشرطة المصرية تحاول استعادة السيطرة على الحدود تمهيدا لاغلاقها بعد ان دخل مئات الالاف من الفلسطينيين الى الاراضي المصرية منذ ان فجر مسلحون فلسطينيون ليل الثلاثاء/ الاربعاء اجزاء من هذا الجدار الاسمنتي المرتفع او المبني من الواح معدنية. ويخضع سكان قطاع غزة منذ 17 كانون الثاني/يناير الجاري لحصار اسرائيلي ادى الى نقص في الوقود وفي المواد الغذائية والادوية. واعلنت الشرطة المصرية منذ صباح الجمعة عبر مكبرات الصوت في مدينتي رفح والعريش المجاورة انها ستغلق الحدود اعتبارا من الساعة 15,00 (13,00 ت غ). وغداة مطالبة الولاياتالمتحدة للحكومة المصرية باستعادة السيطرة على حدودها مع غزة خلال ايام اعلن اجهزة الامن انها اغلقت الجمعة بوابة صلاح الدين امام الفلسطينيين القادمين من القطاع وهي الممر الرئيسي الذي يعبرون منه الى الاراضي المصرية. غير ان مراسلا لوكالة فرانس برس في رفح لاحظ ان فلسطينيين كانوا يواصلون الدخول الى مصر عبر هذه البوابة ولكن اعدادا اكبر بكثير منهم كانوا يعبرون في الاتجاه المعاكس عائدين الى غزة بعد ان تزودوا باحتياجاتها المعيشية او قاموا بزيارة عائلاتهم. وكان اغلب العائدين يحملون اكياسا وصناديق من الورق المقوى مملوءة بمواد غذائية كما كان بعضهم يحمل اجهزة تلفزيون وثلاجات وصفائح وقود بعد ان باتوا محرومين منها بسبب الحصار التام الذي تفرضه اسرائيل عليهم. وافاد الشهود ان صدامات وقعت صباح الجمعة في بعض المناطق الحدودية بين الفلسطينيين وقوات الامن المصرية التي استخدمت خراطيم المياه وهراوات كهربائية لصدهم. ووصلت الى المنطقة الحدودية شاحنات مصرية تحمل اسلاكا شائكة لشد الثغرات التي تم فتحها في خط الحدود باستخدام المتفجرات ليل الثلاثاء/الاربعاء. وقالت مصادر في الاجهزة الامنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ان مصر ستشدد تدريجيا اجراءاتها الامنية تمهيدا لغلق الحدود تماما امام الفلسطينيين خلال الساعات المقبلة. وفي اطار هذه الاجراءات اقام الامن المصري عددا من الحواجز عند مدخل مدينة العريش التي تبعد 45 كلم عن رفح لمنع الفلسطينيين من دخولها. وافادت مراسلة لفرانس برس ان الشرطة المصرية منعت شاحنات تحمل مساعدات انسانية وبضائع كانت في طريقها من القاهرة الى العريش من الدخول الى هذه المدينة. واكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ان 700 الف فلسطيني دخلوا الاراضي المصرية من قطاع غزة منذ ان فجر مسلحون فلسطينيون الجدار الاسمنتي والسياج الحديدي بين مصر وقطاع غزة للتزود باحتياجاتهم المعيشية بعد ان فرضت اسرائيليا حصارا كاملا على القطاع في 17 كانون الثاني/يناير الجاري. وتاتي الاجراءات المصرية غداة تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي طالبت فيها الحكومة المصرية باعادة فرض سيطرتها على الحدود مع قطاع غزة. وقالت رايس الخميس "ادرك انه وضع صعب بالنسبة اليهم لكنها حدود دولية ومن الضروري حمايتها واعتقد ان المصريين يدركون ذلك". واضافت رايس ان "المشكلة ناجمة قبل كل شيء عن مسألة الامن التي تسببت فيها حماس في غزة ورفضهم وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل وانا واثقة انهم يستطيعون ذلك اذا ارادوا". واغلق معبر رفح منذ منتصف حزيران/يونيو اثر رحيل المراقبين الاوروبيين منه بعد سيطرة حماس على القطاع. والتزمت مصر باغلاق المعبر المنفذ الوحيد لاهالي غزة على العالم الخارجي مؤكدة ان فتحه انتهاك لاتفاقية تشغيله المبرمة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والاتحاد الاوروبي. غير ان الرئيس المصري حسني مبارك اكد مجددا في تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط الجمعة انه "سمح للفلسطينيين بالدخول لشراء حاجياتهم من داخل رفح وسيناء شريطة الا يحمل اي منهم سلاحا او ذخيرة". واكد ان "اقتحام المعبر وتدفق الفلسطينيين هو نتيجة مباشرة للحصار وإجراءات العقاب الجماعى الاسرائيلية وإنني اتمنى حل هذه المشكلة فورا وفك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني لأن مصر لا يمكنها ان تسمح ابدا بتجويع الشعب الفلسطيني". وسياسيا اكد الرئيس المصري ان بلاده على استعداد لاستئناف وساطتها بين حركتي فتح وحماس لتسوية الخلافات التي "لا تضعف الموقف الفلسطيني فحسب بل تضعف المفاوض العربي الذي يسعى من اجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية بالاتفاق مع الاطراف الدولية". وقال "ان مصر التى سبق ان ارسلت وفدا امنيا ظل يتابع الاوضاع على الساحة الفلسطينية مستعدة دوما للقيام بدورها لتضميد الجراح بين الاشقاء الفلسطينيين ضمانا لوحدتهم وحفاظا على قضيتهم". وفي القاهرة قال ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصر نبيل شعث لوكالة فرانس برس ان القيادة الفلسطينية "تدرس" عرض الرئيس مبارك وسوف ترد عليه خلال الساعات المقبلة.