أُعلن في العاصمة الاردنية مساء امس، عن وفاة القائد التاريخي الدكتور جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في مركز الملك حسين الطبي بالأردن عن عمر يناهز (82 عاماً)، بعد مسيرة طويلة من النضال الوطني وخدمة القضية الفلسطينية. وكان حبش يعاني من المرض منذ سنوات عدة واختار الاردن مقراً له، وهو البلد الذي تنتمي اليه زوجته. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير قبعة، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إن ترتيبات جنازة حبش ستعلن اليوم (الأحد) في عمان، موضحاً أنها ستجرى على الأرجح يوم غد الاثنين في العاصمة الأردنية. واحتشد عشرات من أنصاره في المستشفى لتقديم العزاء لزوجته هيلدا وابنتيه. وقالت هيلدا حبش ل "رويترز" إنهم سيحملون راية حبش والأمة العربية التي كان يعتز بها، وقالت إن حبش كان يؤمن دائماً بأن "فلسطين" ستتحرر. وقالت إن حبش الذي دخل المستشفى قبل خمسة ايام كان يتابع الأحداث في الاراضي الفلسطينية، وأنه تأثر جداً لمحنة سكان غزة الذين يعيشون تحت حصار اسرائيلي، وقالت إنه عاش لشعبه ومات لشعبه. وقد نعى الرئيس محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم القائد حبش . وجاء في بيان صادر عن الرئاسة: برحيل القائد التاريخي الدكتور جورج حبش مؤسّس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب خسر الشعب الفلسطيني واحداً من كبار المناضلين وجيل المؤسسّين الطليعيين للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذين بعثوا فلسطين من تحت رماد النكبة الأولى، وأنقذوا شعباً مشرّداً ولاجئاً من مؤامرة التغييب والتذويب، وأعادوه الى خارطة شعوب المنطقة كشعب مناضل من أجل حقّه في الحرية والاستقلال. لقد كرّس الدكتور جورج حبش حياته ونضاله، وبذل عمره كاملاً من مطالع شبابه وحتى الرمق الأخير من حياته الزاخرة بالعطاء والنضال في سبيل فلسطين ومن أجل شعبها، وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة في الحريّة والاستقلال. إنّ خسارتنا وخسارة شعبنا بغيابه في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها قضيّتنا فادحة وفجيعتنا بفقدانه لا تعوَّض، فقد كان واحداً من سواري الوحدة الوطنية العالية، ومدافعاً لا تلين له قناة عن منظمة التحرير الفلسطينية، ممثّل شعبنا الشرعي والوحيد، فلم ينحرف بصره، ولم تضل بصيرته يوماً عندما كانت الأخطار والخطوب تحدق بشعبنا وبوحدته وبمؤسساته الشرعية من أيّة جهة كانت، فقد كان يُحسِن الإصغاء إلى صواب قلبه، وإلهام عقله وفطرته الوطنية الفلسطينية الصادقة والأصيلة. رحل القائد الكبير في هذه اللحظات البالغة الدقّة والخطورة من تاريخ شعبنا، رفيق درب القائد الرمز ياسرعرفات ورفاقه أبو جهاد وأبو إياد وغيرهم الكثيرون من قادة شعبنا ومناضليه الذين حملوا على عاتقهم عبء عقود من النضال والحروب والمعارك وهم في طريقهم إلى فلسطين. إنّ القائد الكبير جورج حبش الذي حمل في عنقه حلم قيام فلسطين، كان في ذات الوقت ومن عين المكان مناضلاً وقائداً قومياً عربياً، لا يراها إلاّ في ارتباطها بالامتداد العربي وانتمائها وشعبها إلى الفضاء القومي الرحب. إنّ فلسطين التي تودِّع القائد جورج حبش اليوم، يُمثِّل خسارةً فادحةً لا تُعوَّض لشعبنا ولأمتنا العربية، انه واحد من أبرز القادة الذين اضطلعوا بدور تاريخي في الحركة الوطنية الفلسطينية والحركة القومية العربية، فقد كان من ذلك الصنف من الرجال والقادة الذين يثيرون حسد الجبال، رحل الدكتور جورج حبش ولم يغب لأنه أحد أسماء فلسطين. كما نعى مجلس الوزراء برئاسة د.سلام فياض وفاة المناضل والقائد الوطني د. حبش. وقال: لقد شكل د. حبش علامة بارزة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني واستعادة الهوية الوطنية الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وقضى حياته مدافعاً عن حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال واعتبر نموذجاً للمناضل الذي جسد قواعد الوحدة حتى في اطار التباين والاختلاف". واعتبرت الجبهة الشعبية رحيل الفقيد "خسارة كبيرة" ليست للجبهة فقط وانما للشعب الفلسطيني برمته. وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة النائب خالدة جرار " في تاريخه النضالي كان حكيماً ومثل الضمير الحي للشعب الفلسطيني، وللأسف أنه توفي قبل ان يحقق آماله في إقامة الدولة الفلسطينية". وقالت جرار إن الحكيم وخلال فترة علاجه الاخير ردد أكثر من مرة امام زواره "حافظوا على الوحدة، وكانت هذه آخر عباراته". وعرف عن الفقيد حبش، الذي استقال من الأمانة العامة للجبهة الشعبية في اواسط العام 2000 بسبب المرض، الحكمة السياسية في كثير من المنعطفات السياسية التي مرت بها الثورة الفلسطينية، حتى اطلق عليه لقب (الحكيم). وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم الذي عرف الفقيد عن قرب "الثورة الفلسطينية تفقد برحيل جورج حبش قائداً مؤسساً وركيزة من ركائزها، وكانت له مساهمات غنية في فكر الثورة الفلسطينية وممارساتها على كل الصعد، ودور هام في قيادتها". واضاف عبد الكريم "رحيله في هذا الظرف هو خسارة كبرى لشعبنا وثورتنا، وخصوصا اننا بحاجة الى رؤيته الثاقبة ودوره الوحدوي المشهود له والذي حظي باحترام جميع القوى والفعاليات الوطنية". وقال عبد الكريم "أنا على ثقة بان الفراغ الذي تركه الراحل الكبير، سيحتاج الى جهد جماعي من القادة والمناضلين لردمه". "فتح" تنعى القائد الوطني ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الدكتورحبش. وتقدّم فهمي الزعارير المتحدّث باسم الحركة، باسم كوادر وقيادات وأعضاء الحركة، وقطاعاتها الجماهيرية والنقابية والشبابية، بخالص التعازي لرحيل القائد الوطني د.حبش، الذي كان حكيماً للثورة الفلسطينية، يحرص على وحدتها ويدرك حجم التحديات والأنواء التي تواجهها، فلم يستكن ولم يهن ولم يقبل لفلسطين الهوان. وأضاف الزعارير: إنّ حركة فتح تفتقد وشعبنا العربي الفلسطيني وكل مناضلي وأحرار الأمة والعالم، هذا الرجل الكبير والقائد العظيم، في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تواجه قضيتنا الوطنية، حيث شكّل على الدوام صمّام أمان في كل مراحل العمل الوطني، وعزّز العمق القومي العربي والدولي الأممي لصالح القضيّة الفلسطينية، وتحقيق تطلُّعات شعبه في الحريّة والعودة والاستقلال، مناضلاً صلباً وقائداً ثورياً شجاعاً. وقال: إنّ شعبنا لن ينسى لهذا القائد مآثره ومناقبه ودروه الوطني، حيث حرص على تعزيز الثورة ومواصلة دربها لتحقيق الأهداف التي قضى من أجلها القادة والشهداء. وعاهدت "فتح" القائد حبش وكل القيادات ومناضلي الثورة الفلسطينية أنّها لن تحيد عما اختطّته دماؤهم من حقوق وآمال وأهداف وطنية وقومية. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني إن القائد جورج حبش كان أحد أهم القيادات التاريخية للشعب الفلسطيني، وعرف عنه انه مهما اختلفت معه او اتفقت فانه ينال احترامك. واضاف "لقد كرس هذا القائد حياته كلها لحياته الوطنية، وفي هذا الزمن اثبت هذا القائد الوطني المسيحي مقدار اتساع الحركة الوطنية المبني على عقد المواطنة والانتماء للقضية الوطنية التي تجمع المسلمين والمسيحيين". وقال الحوراني "رحل القائد حبش لكنه سيبقى مثالاً تاريخياً يطرح الاسئلة على كل الازمنة الفلسطينية". الجبهة الديمقراطية تنعى القائد حبش ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بكافة هيئاتها القيادية والقاعدية في الوطن والشتات، فقيد الشعب الفلسطيني الفقيد الكبير الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد الرموز الكبيرة والخالدة لنضال الشعب الفلسطيني وثورته. وأشادت الجبهة الديمقراطية في بيان لها، بمناقب الشهيد الكبير جورج حبش الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة، وواكب أصعب المراحل في حياة هذا الشعب، مشاركاً في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها وشعبها، وكان له دور بارز في اضطلاع المقاومة الفلسطينية المسلحة وفصائلها الثورية بالمسؤولية المباشرة السياسية والعملية عن مصير الشعب وقضيته. واعتبرت الجبهة أن رحيل القائد الكبير جورج حبش خسارة لشعبنا وحركته الوطنية ولعموم حركات التحرر العربية والعالمية، مؤكدة في الوقت نفسه أن الإرث الغني الذي تركه حكيم الثورة وخاصة في انحيازه المطلق لمصالح شعبنا وفي الحرص على العمل الوحدوي، وتغليب التناقض مع الاحتلال على كل ما عداه من تناقضات وخلافات ثانوية، سيبقى نبراسا يرشد الأجيال تلو الأجيال من المناضلين نحو أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال. المبادرة الوطنية كما نعى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي وكوادر وأعضاء المبادرة الدكتور حبش. وأكدت المبادرة في بيان لها، أن رحيل المناضل الوطني حبش هو خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وحركات التحرر العربية والعالمية. أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية كما نعى الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، ومنسق القوى الوطنية والإسلامية، المناضل حبش. وقال د.أبو يوسف في اتصال هاتفي مع "وفا"، برحيل المناضل الكبير والقائد التاريخي جورج حبش (حكيم الثورة)، نفتقد قائداً بارزاً نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف المعقدة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا في ظل حالة الانقسام واستمرار الانقلاب في قطاع غزة، وتصعيد العدوان الإسرائيلي. وأوضح أن حبش كان يتغلب دائماً على المصالح الفئوية، وينحاز للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وحافظ على علاقة وطيدة مع الجميع، وجسد الحد الأدنى من اللقاء مع مختلف الفصائل الفلسطينية. قيادة لجان المقاومة الشعبية كما نعت القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية في فلسطين الدكتور حبش، وتقدمت قيادة لجان المقاومة من الرفاق في الجبهة الشعبية بالتعزية الخالصة بفقيد الوطن الكبير، والذي ساهم في محطات نضال الشعب الفلسطيني، والذي استحق لقب حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي وعطاء كفاحي بطولي، فكان العاشق لفلسطين الأرض والهوية والتي رافقته في حله وترحاله. واعتبرت قيادة لجان المقاومة بان حكيم الثورة في حياته شكل نموذجاً وطنياً يرسم لوحة رائعة لوحدة الوطن والشعب في مواجهة المحتل الصهيوني، وكيف أن مسيرة النضال تتسع لكل أبناء شعبنا المخلصين، حيث أن الفقيد لم يكن طارئاً على مسيرة نضال الشعب، بل كان من أهم المكونات السياسية والنضالية و شارك في صنع القرار الفلسطيني في مراحل مختلفة ودافع عنه. وقالت قيادة اللجان إننا في هذه المناسبة والتي نودع فيها هذا القائد الوطني الكبير ندعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على إعادة لم شمل الشعب الفلسطيني، على أساس واضح من الحفاظ على ثوابت شعبنا والتمسك بخيار المقاومة، والتي قضى من أجلها القادة العظام أمثال الشهيد الرئيس ياسر عرفات والشهيد الشيخ أحمد ياسين والشهيد القائد فتحي الشقاقي والشهيد القائد الشيخ جمال أبو سمهدانة وكل قادة شعبنا المقاوم. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة من جهته، أصدر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بياناً باسم الجبهة، ينعى فيه القائد حبش وقدم تعازيه إلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والشعب الفلسطيني عموماً. وقال البيان، إن فقيدنا الحكيم المؤسس التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو أحد المؤسسين البارزين للحركة الوطنية الفلسطينية بعد النكبة، ولمنظمة التحرير الفلسطينية، ونذكر دائماً العلاقة المميزة التي ربطت بين الحكيم والجبهة الشعبية، بالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. إن الحكيم كان فلسطينياً بامتياز، عاش ملامح الوطن بكل جوارحه وعاشت ملامح الوطن في ثنايا جسده وذاكرته وعقله. إن الشعب الفلسطيني سيذكر الحكيم دوما كصاحب قلب كبير ومناضل صلب من أجل الحقوق الثابتة وللشعب الفلسطيني، وكشخصية وطنية متحيزة لوحدة الشعب الفلسطيني متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية على أسس ثوابت الحق الفلسطيني، وكوطني يساري متحيز للفكر التقدمي. إن رحيل جورج حبش خسارة فادحة للشعب الفلسطيني عموماً ولكل أنصار الحرية في العالم. الدكتور حبش في سطور ولد "حكيم الثورة" كما كان يلقب من قبل الاوساط المقربة منه، في مدينة اللد في فلسطين التاريخية عام 1926 من عائلة مسيحية ميسورة من طائفة الروم الأرثوذكس وانتقل في منتصف الاربعينات الى بيروت لدراسة الطب في الجامعة الاميركية. في ربيع العام 1948 عاد الى اللد في خضم المعارك بين العرب واليهود، وتطوع كطبيب لإسعاف الجرحى قبل ان يضطر مثل مئات الآلاف من مواطنيه الفلسطينيين الى النزوح خلال حرب 1948 مع قيام دولة اسرائيل. عاش نكبة عام 1948 عن كثب ونزح مع الآلاف من أبناء اللد والرملة في تموز تلاحقهم قوات منظمة الهاغانا الصهيونية التي عملت على افراغ هذه المنطقة من سكانها العرب. وروى حبش لاحقاً كيف ان مشهد النساء والاطفال وهم يتوجهون مشياً على الأقدام تحت الشمس الحارقة الى رام الله وبعضهم مات فعلاً على الطريق دفعه الى تكريس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية. في عام 1951 تخرج من الجامعة الاميركية في بيروت متخصصاً في طب الأطفال، فعمل في العاصمة الاردنية والمخيمات الفلسطينية، وفي العام 1952 اسس مع هاني الهندي وآخرين حركة القوميين العرب التي ما لبثت ان انشأت فروعاً لها في دول عربية عدة، قبل ان تعلن عن حل نفسها على وقع نكسة 1967. مارس الطب في الاردن حتى عام 1957، فر بعدها من عمان إلى العاصمة السورية دمشق التي انتقل منها إلى بيروت قبل ان يعود مجدداً الى عمان. في كانون الاول من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري (الشهيد أبو علي مصطفى) وآخرين وظل أميناً عاماً لها حتى العام 2000، حيث ترك موقعه طوعاً أو لمرضه ليخلفه فيه مصطفى الزبري، الذي اغتالته قوات الاحتلال في شهر آب من العام 2001، حينما قصفت مكتبه القريب من مقر المقاطعة برام الله بصاروخين، ومن ثم خلفه الامين العام الحالي، النائب احمد سعدات المعتقل لدى سلطات الاحتلال. اطلق حبش "المقاومة الشعبية المسلحة" معتبراً ان السلاح وحده قادر على استرداد الاراضي الفلسطينية. اقام علاقات وثيقة جداً مع الاتحاد السوفياتي الذي قدم له آلاف المنح الدراسية استفاد منها عدد كبير من كادرات الجبهة. شارك في المعارك العنيفة ضد النظام الاردني عام 1970 التي عرفت ب "ايلول الاسود". وكان وراء سياسة خطف الطائرات حين خطفت الجبهة في العام نفسه خمس طائرات مدنية غربية انزلتها في "مطار الثورة" في الاردن قبل تفجيرها من دون ركابها لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية. اضافة الى خطف الطائرات نفذت الجبهة الشعبية عمليات مختلفة مثل ضرب طائرات تابعة لشركة "العال" الاسرائيلية او مهاجمة سفارات اسرائيلية في العالم. واقامت الجبهة الشعبية اتصالات وثيقة بحركات ثورية عالمية مثل بدر ماينهوف في المانيا والجيش الاحمر في اليابان. من الاردن خرج حبش الى لبنان، حيث أقام الفلسطينيون "فتح لاند" في جنوب لبنان، حتى اطاح الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 الذي شمل نصف لبنان، بالمقاومة المسلحة الفلسطينية في هذا البلد واجبر حبش على اللجوء الى دمشق، في حين فضل عرفات المنفى في تونس. تولى الامانة العامة للجنة المركزية للجبهة من العام 1967 وحتى العام 2000، حيث تنحى عن هذا المنصب. رفض مسيرة اوسلو السلمية مع اسرائيل عام 1993، ورفض الانتقال الى الاراضي الفلسطينية بعد انتقال رفيقه في النضال ياسر عرفات الى رام اللهوغزة، وفضل البقاء في المنفى حتى وفاته في العاصمة الاردنية دون ان يرى اللد مسقط رأسه، لكنه كان يضع على حائط مكتبه في دمشق لوحة فيها حفنة من تراب بلدته. في عام 1961 تزوج ابنة عمه هيلدا حبش من القدس، وله ابنتان ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاثة أولاد، ولمى وهي مهندسة كيماوية. كان حبش يعرف عن نفسه بالقول "أنا ماركسي، يساري الثقافة، والتراث الإسلامي جزء أصيل من بنيتي الفكرية والنفسية، معني بالإسلام بقدر أية حركة سياسية إسلامية كما أن القومية العربية مكون أصيل من مكوناتي" مؤكداً "أنني في حالة انسجام مع قوميتي العربية ومسيحيتي وثقافتي الإسلامية وماركسيتي التقدمية".