دشن عشرات الشباب المسلم في العاصمة الهولندية حملة تبرع بالدم لسد جزء من احتياجات المجتمع، في لمحة تعبير عن اندماجهم. وهذه الحملة هي أول مشروع تنموي يطلقه برنامج "صناع الحياة" للداعية المصري عمرو خالد، الذي تم تدشين نسخة جديدة منه في هولندا هذا الأسبوع. وفي تصريحات ل"" الثلاثاء 13-6-2006 قال خليل آية بلال مدير مكتب "صناع الحياة" بهولندا: "وجدنا مع تدشين النسخة الهولندية من صناع الحياة الأحد 11-6-2006 إقبالا من عشرات الشباب والشابات، وخاصة مع الإعلان عن مشروع التبرع بالدم". وأوضح بلال، وهو هولندي من أصول مغربية: "قررنا افتتاح عملنا بحملة للتبرع بالدم بعد أن كشفت أخت عاملة في البنك الهولندي للتبرع بالدم أن البلاد تفتقر إلى نوع معين من الدم غالبا ما يملكه القادمون من دول شمال أفريقيا". وتابع: "من هنا قررنا أن يمثل مكتبنا إضافة نوعية للمجتمع الهولندي لكوننا أحد عناصره"، مؤكدا أن مئات الشباب "تحمسوا للفكرة، وبدءوا في تنفيذها انطلاقا من حبهم لدينهم، وقناعتهم بأن لهم دورا يجب أن يكون إيجابيا في المجتمع الذي يقيمون فيه". وفي السياق ذاته، تضمن اللقاء الأول لبرنامج "صناع الحياة" الأحد محاضرة ألقاها البروفسور "ب. هايجنس" الأخصائي في تحاليل الدم من جامعة "أمستردام الحرة". وتناول في حديثة دواعي التبرع بالدم، ومدى احتياج المجتمع إليه، إضافة إلى فوائد ذلك بالنسبة للشخص المتبرع. وبجانب حملة التبرع بالدم، قال مدير مكتب "صناع الحياة" بأمستردام: إن اللقاء الأول للمكتب مع الشباب الهولندي المسلم شهد إقامة ورشات عمل حول الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الدين، وأهمية الالتزام الأخلاقي في الحفاظ على الصورة الإيجابية للأقلية المسلمة في البلاد. وأوصى لقاء "صناع الحياة"، الذي دام يوما كاملاً، بضرورة إنشاء بنك للمتطوعين بهدف توفير خبراء وأخصائيين ونشطاء في جميع المجالات للاستعانة بهم على تسيير مهام خدمة المجتمع الهولندي وتنميته. وعن قال بلال: "إن مشروعنا يطور فاعلية المسلم ليستفيد به المسلم وغير المسلم، فوجود مليون مسلم بهولندا ليس بالأمر الهين؛ ففيهم العالم والطبيب والأخصائي والمهندس والصحفي ورجل الأعمال والعامل؛ وهو ما يجعلنا نعطي أولوية للاستفادة من هذا التنوع لإيجاد تواصل بين الأقلية المسلمة وبقية مكونات المجتمع". وقرأ بلال على الحضور في اللقاء الأول كلمة لصاحب فكرة برنامج "صناع الحياة"، طالب فيها الداعية عمرو خالد الشباب المسلم في هولندا بألا يكون أقلية منحسرة ومنغلقة على نفسها، بل عليهم الانفتاح على المجتمع، وتقديم الإسلام في صورته الصحيحة، لتغيير الصورة السلبية التي تروجها بعض وسائل الإعلام الغربية. وعن دور مكتب صناع الحياة في هولندا قال مديره: "انطلقنا من خلال مشروع عمرو خالد العالمي في صناع الحياة، ومن هنا فإننا نخطط لمشاريع تنموية تتناسب مع خصوصية وطبيعة المجتمع الهولندي". ومن المشاريع المقترحة إقامة دورات حول كيفية البحث عن عمل، وإنشاء المشاريع الخاصة المربحة. النساء أكثر إقبالا وعن الفئة المستهدفة قال مدير مكتب "صناع الحياة" بهولندا: "من ناحية المبدأ ليس هناك تحديد لعمر ولا لفئة ولا لدين محدد، فعملنا لصالح كافة فئات المجتمع". غير أنه أشار إلى أن الشابات والسيدات بادرن بالمشاركة بصورة كبيرة في النشاط الخيري التطوعي؛ حيث مثلن 65% من حضور اللقاء الأول للمكتب. ويعيش في هولندا حوالي مليون مسلم من بين إجمالي عدد السكان البالغ نحو 16 مليونا ونصف المليون نسمة. وينحدر 80% من الأقلية المسلمة من أصول تركية ومغربية، أما ال 20% الباقية فلهم أصول قومية وعرقية وطائفية مختلفة. وتهدف فكرة برنامج "صناع الحياة"، الذي بدأت قناة "اقرأ" الفضائية إذاعة أولى حلقاته في فبراير 2004، إلى بث روح الأمل في نفوس الشباب المسلم، وشغل أوقاتهم من خلال إشراكهم في مشاريع تنموية يقترحونها.