تجددت الاشتباكات حول القصر الرئاسي في العاصمة التشادية نجامينا الذي قال المتمردون إنهم يحاصرونه، فيما لا تزال الأنباء متضاربة حول مصير الرئيس إدريس ديبي الذي رفض عرضا فرنسيا لمساعدته على مغادرة البلاد. وأفاد مراسل الجزيرة في العاصمة التشادية فضل عبد الرزاق أن مواجهات مسلحة اندلعت صباح اليوم في نجامينا بعد فترة هدوء سادت أثناء الليل حيث قال المتمردون الذين وصلوا العاصمة أمس إنهم يحجمون عن اقتحام القصر الرئاسي ليمنحوا الرئيس ديبي فرصة مغادرته. وقد سمع دوي مدافع دبابات وكذلك إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة انطلاقا من وسط نجامينا حيث يقع القصر الرئاسي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر عسكرية أن مروحيات تابعة للجيش التشادي تمكنت من الإقلاع من قاعدة عسكرية تشادية في المطار حيث توجد أيضا القاعدة الفرنسية لعملية "إبيرفييه" (الصقر) وهاجمت رتلا من المتمردين كانوا يحاولون التقدم في جنوب شرق العاصمة. وتعليقا على ذلك التطور قال الناطق باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله إن المتمردين لم يتوجهوا للاستيلاء على المطار من أجل عدم عرقلة حركة إجلاء الرعايا الأجانب ووجه اللوم للقوات الفرنسية قائلا إنها تسمح للمروحيات التشادية بالإقلاع ومهاجمة قواتهم. من جهة أخرى أقلعت طائرات ميراج فرنسية صباح اليوم وبدأت التحليق فوق نجامينا بينما لم تتحرك أمس حين دخل المتمردون المدينة. وكانت فرنسا قد أكدت أن قواتها المرابطة في تشاد ستقف على الحياد في الصراع الحالي، فيما كان يعتقد أن تلك القوات المقدر قوامها بنحو ألف جندي ساعدت الرئيس ديبي في صد محاولة انقلابية سابقة عام 2006. مصير ديبي وقد تضاربت الأنباء حتى الآن حول مصير الرئيس ديبي. وقال مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية إن باريس عرضت منذ الجمعة على ديبي مغادرة تشاد إذا اعتبر أن حياته في خطر لكنه رفض ذلك. في ظل ذلك الغموض قال اثنان من أعضاء الحكومة إن الرئيس ديبي لا يزال داخل القصر. وأوضح وزير الدولة محمد علي عبد الله ناصر أن الرئيس ديبي يقود تحركات القوات النظامية من داخل القصر. وكان السفير التشادي في إثيوبيا قد أكد في وقت سابق أن الوضع تحت السيطرة وأن رئيس البلاد لا يزال في القصر. وكان متحدث باسم القوات الفرنسية هو العقيد تييري بيركارد قال إن القوات النظامية تصد المتمردين عن القصر الرئاسي، وإنها بصدد إخراجهم من العاصمة نجامينا. من جهتهم قال المتمردون في وقت سابق إنه لا يزالون يحاصرون القصر الرئاسي ونفوا ما أوردته وكالة الأنباء الليبية بأن الزعيم معمر القذافي توصل مع أحد قادتهم ويدعى محمد نوري إلى اتفاق لوقف النار مع القوات الحكومية. وأوضح المتحدث باسم المتمردين هنشي أوردجو أن الطرفين لم يتوصلا لأي اتفاق، مشيرا إلى أن هذا الاتصال يأتي ضمن سلسلة اتصالات مكثفة يجريها القذافي في إطار مهمة لجنة كلفها الاتحاد الأفريقي بالعمل على احتواء الأزمة الراهنة في تشاد. وكان الاتحاد الأفريقي كلف في ختام قمته السبت في أديس أبابا الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو والقذافي بمهمة "إيجاد حل تفاوضي للأزمة الراهنة" في تشاد. إجلاء الأجانب في غضون ذلك تواصلت اليوم عملية إجلاء الرعايا الأجانب حيث تم إجلاء موظفي السفارة الأميركية إلى القاعدة العسكرية الفرنسية على متن آليات على أمل مغادرة تشاد جوا إذا سمحت الظروف الأمنية. كما بدأت الصين إجلاء رعاياها من تشاد. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن حوالي 210 صينيين وتايوانيين اثنين سيتم إجلاؤهم إلى الكاميرون. وقد تم ليلة السبت إجلاء أول دفعة من الأجانب حيث نقل 75 مواطنا أجنبيا على متن طائرة إلى ليبرفيل في الغابون. وتعتزم هيئة الأركان بالجيش الفرنسي تنظيم عمليات إجلاء مئات الرعايا بعد أن وصلت أمس أربع طائرات عسكرية فرنسية إلى نجامينا. وكانت الأممالمتحدة قد بدأت أمس عملية إجلاء موظفيها من تشاد بعد المعارك التي حصلت، وأدت إلى دخول قوات المتمردين العاصمة نجامينا صباح السبت.