تبدو المنافسة حادة بين المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما اثر الانتخابات التي جرت الثلاثاء في حوالى نصف الولايات الاميركية بينما سجل الجمهوري جون ماكين تقدما على منافسيه في هذا الاقتراع. وفازت هيلاري كلينتون في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك الاساسيتين على خصمها اوباما. لكن المنافسة بين المرشحين لن تنتهي الثلاثاء اذ ان ايا منهما لم ينجح في التقدم بفارق كبير على خصمه. وستستأنف الحملة في الايام المقبلة تمهيدا للاقتراع التالي الذي سيجرى في ولايتي اوهايو وتكساس في الرابع من آذار/مارس. وعبرت هيلاري كلينتون عن سعادتها بالفوز في عدد من الولايات الاساسية لكنها قالت ان اختيار مرشح الحزب الديموقراطي للاقتراع الرئاسي المقبل لم يحسم بعد. كما هنأت خصمها على فوزه ايضا. وقالت كلينتون لمؤيديها في نيويورك "اريد ان احيي السناتور اوباما للانتصارات التي حققها وانتظر بفارغ الصبر مواصلة حملتنا ومناقشاتنا". وفازت هيلاري كلينتون في ثلاث ولايات اساسية في الشمال الشرقي (نيويورك ونيوجرزي وماساتشوستس) وكذلك في كاليفورنيا بينما فاز اوباما خصوصا في ولايته ايلينوي (شمال) وولايتين في الجنوب (جورجيا والاباما) وفي كونكتيكت وميسوري. وقالت وسائل الاعلام الاميركية ان كلينتون فازت في المجموع في ثماني ولايات واوباما في 13 ولاية. وتنافس المرشحان الديموقراطيان في 22 ولاية تشكل كاليفورنيا ونيويورك "الجائزة الكبرى" بينها في هذا الموعد الانتخابي الذي لا سابق له على صعيد حجم التعبئة ويفترض ان ينتهي بتحديد عدد المندوبين لكل من المرشحين للمؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي سيختار رسميا في آب/اغسطس مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية. ويشكل فوز هيلاري كلينتون في ماساتشوستس نكسة لاوباما الذي يلقى دعم حاكم هذه الولاية واثنين من ممثليها في مجلس الشيوخ جون كيري وادوارد كينيدي. في المقابل يشكل فوز اوباما في كونكتيكت نكسة للسناتورة عن نيويورك. والمنافسة بين المرشحين حادة جدا في ولاية ميسوري (وسط) حيث لم تعلن نتائج بعد ثلاث ساعات من انتهاء التصويت. وفي هذه الولاية يوزع المندوبون على المرشحين حسب النتائج التي يحققها كل منهما بينما يرتدي عدد الولايات التي يحقق فيها المرشح انتصارا اهمية رمزية. وفي المعسكر الجمهوري فاز جون ماكين في نيويورك ونيوجرزي وايلينوي وكونكتيكت وكاليفورنيا وديلاور واوكلاهوما وولايته اريزونا. اما خصمه الرئيسي ميت رومني فقد فاز في ماساتشوستس ويوتا وداكوتا الشمالية ومينيسوتا. من جهته صمد مايك هاكابي امام خصميه وفاز في اركنسو والاباما وفرجينيا الغربية وجورجيا. وكان ماكين فاز في نيوهامشير وكاليفورنيا الجنوبية وفلوريدا. وفي معظم الحالات تمنح اصوات المندوبين الجمهوريين باكملها تقريبا للمرشح الفائز في الولاية. ويمكن ان تصبح هيلاري كلينتون (60 عاما) اول سيدة تتولى الرئاسة في الولاياتالمتحدة بينما قد يصبح باراك اوباما (46 عاما) اول رئيس اسود لهذا البلد. واذا فاز جون ماكين (71 عاما) فانه سيكون الرئيس الاكبر سنا عند توليه مهامه وسيكون ميت رومني (60 عاما) اول رئيس ينتمي الى طائفة المورمون. ويفترض ان يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة احد هؤلاء الاربعة. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية تشير استطلاعات الرأي الى تقدم طفيف لماكين على هيلاري كلينتون وتقدم طفيف لاوباما اذا تنافس مع السناتور الجمهوري. وليفوز بترشيح حزبه يجب ان يحصل المرشح الديموقراطي على اصوات 2025 مندوبا على الاقل من اصل 4049 (بينهم 796 من المندوبين "الكبار" الاحرار في تصويتهم) سيحضرون المؤتمر. وسيتم اليوم تحديد 2084 مندوبا (بينهم 392 مندوبا كبيرا). اما في المعسكر الجمهوري فيجب ان يحصل المرشح على اصوات 1191 مندوبا من اصل 2380 (بينهم 576 مندوبا كبيرا) في المؤتمر الوطني للحزب مطلع ايلول/سبتمبر في مينيسوتا. وسيتم تعيين 1081 مندوبا (بينهم 133 من المندوبين الكبار) اثر انتخابات "الثلاثاء الكبير".