اعتبر رئيس اتّحاد المصدّرين الإيراني، محمد لاهوتي، أن الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية تشكّل فرصة هامة بالنسبة إلى إيران من الناحية الاقتصادية. وأوضح لاهوتي أن قطر تستورد سنوياً من البلدان المحيطة بها أغذية بقيمة قرابة 5 مليارات دولار، فيما يمكن لإيران تلبية هذا الطلب. وأشار لاهوتي إلى أن قرار السعودية وبعض البلدان العربية الأخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، حول الأخيرة إلى ما يشبه جزيرة لها حدود بحرية مع إيران فقط، مضيفاً: “وفي هذه الظروف فإن قطر لا يمكنها تفعيل علاقاتها التجارية إلا عبر إيران، وهذا يخلق فرصة هامة جداً لإيران من الناحية الاقتصادية”. وأعرب المسؤول الإيراني عن اعتقاده أن قطر يمكن أن تصبح سوقاً بديلا لمنتجات عديدة تصدرها إيران للبلدان التي على خلاف معها. وفي سياق متصل، أكد مسؤول في شركة المطارات بإيران إن طهران سترحب بأي طلب تتقدم به قطر للسماح لخطوطها الجوية بعبور الأجواء الإيرانية، مشيرا إلى أن ذلك سيعود بالنفع المادي عليها، معتبرا أن عدد الرحلات التي ستمر فوق الأجواء الإيرانية ستزداد بنحو 200 رحلة إذا حولت الخطوط القطرية مسارها إلى أوروبا وأفريقيا عبر الأجواء الإيرانية. هذه الفرص الثمينة لإيران يرى محلّلون وخبراء في الشؤون الدولية أنها يمكن أن تكون محفوفة ببعض المخاطر، حيث أّن دعم قطر للإرهاب كان أحد أسباب القطيعة العربية لها، لذا فإن دعم إيران للدوحة سيجعل إيران أيضا موضع اتهام، “بمساندة بلد داعم للإرهاب”، وهو ما ترصده الولاياتالمتحدة والسعودية وإسرائيل بشكل جاد، وحسب تقارير إعلامية فإنّ الأزمة القطرية يمكن أن تكون مجرّد طعم مُلقى أمام إيران، وذريعة تسعى من خلالها واشنطن والرياض وتل أبيب إلى إثبات أن إيران بلد داعم للإرهاب عبر مساندتها لقطر. لذا حذر المراقبون طهران من الانحياز إلى قطر، ودعوا إلى الالتزام باستراتيجية خاصة والتعامل بحرص، واتباع سياسة “الحياد”، وشدد الإعلام الإيراني على تجنب طهران الدخول المباشر فى الأزمة، لكن فى نفس الوقت يمكن استغلال الفرص المواتية منها. واعتبر قاسم محبعلى دبلوماسى أسبق فى وزارة الخارجية الإيرانية أن دخول إيران على خط الأزمة بين قطر والسعودية ليس عقلانى، لأن تدخلها سيؤدى إلى حل القضايا الخلافية بين البلدين، وهو ما لا ترغب فيه طهران. كما حذّر سفير طهران الأسبق فى الأردن نصرت الله تاجيك من دخول بلاده على خط الأزمة لأن ذلك سيضيف مزيدا من التعقيدات على المعادلات السياسية، مشددا على عدم الوقوف إلى جانب قطر، قائلا “لا يجب أن نقف علنا إلى جانب قطر”.