يتواصل بقسم الطّب الشّرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس العمل على تحديد هويات أصحاب الجثث المنتشلة في الليلة الفاصلة بين أمس الأحد و اليوم الإثنين من البحر بعد حادثة غرق مركب الهجرة غير الشرعية الأحد قبل الماضي وفق ما صرح به رئيس قسم الطب الشّرعي بالمستشفى سمير معتوق لوكالة تونس إفريقيا للأنياء. و توقّع معتوق أن تستكمل عملية تحديد الهويات بشكل محدّد و نهائي ثم الإفصاح عن نتيجتها لعائلات الهالكين أو على الأقل لجلّهم قبل نهاية هذا اليوم موضحا أنّه يجري التنسيق مع المخبر الوطني للشرطة العلمية بتونس العاصمة حتى تكون النتائج قطعيّة و لا يرقى إليها شكّ ، بحسب تعبيره. و أفاد بخصوص سؤال يتعلق بالمناطق التي ينتمي إليها المفقودون بأنّ بطاقات تعريف عثر عليها في ملابس عدد منهم تشير إلى منطقتي بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد وسبيطلة من ولاية القصرين على أن يتمّ تحديد المناطق بشكل نهائي بعد التعرف على هويات كل المفقودين. و أوضح سمير معتوق أنّ الفريق الطبي و شبه الطبي بالمستشفى عمل بشكل متواصل منذ السّاعة الثانية من فجر اليوم الاثنين إلى السّاعة السّابعة صباحا في عملية التشريح، مضيفا أنّ الأعمال الفنية الخاصة بالتثبت في الهويات تعتمد على الصور و البصمات و التحاليل الجينية سيما و أنّ الجثث عرفت تآكلا بفعل الزمن و مرور أسبوع كامل على غرقها في البحر، وفق تأكيده. و أشار رئيس قسم الطب الشّرعي إلى أنّ عمليّات تسلّم الجثث و التعهّد بها طبيا و قانونيا تمّت بالتنسيق التام مع كل من قاضي التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بصفاقس و الشرطة الفنية و جيش البحر و الحرس البحري. في المقابل تجمّع عدد كبير من أهالي المفقودين أمام مدخل قسم الأموات و قسم الطب الشّرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في حالة من الترقّب و الحزن الشديدين. وعبّر عدد من أهالي المفقودين عن استيائهم للظروف القاسية التي تعيشها عائلاتهم والتي اضطرت أبناءهم بحسب تقديرهم إلى اختيار الهجرة غير الشرعية كحلّ لما يعيشونه من تهميش وحرمان على الرغم من المخاطر التي تحف بها. يذكر أنّ هذه الدفعة من المفقودين الذين انتشل جثثهم فريق الغوص التابع للجيش الوطني البارحة هي الثانية بعد الدفعة الأولى التي وقع انتشالها مباشرة بعد حادث الاصطدام بين مركب الهجرة السرية و خافرة الجيش و التي بلغ عدد أفرادها 8 أشخاص تمّ تحديد هوياتهم و تسليمهم إلى أهاليهم، ليبلغ العدد الجملي للوفايات في الحادثة 19 متوفيا إلى حد الآن.