في إطار فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لصالون الابتكار والصناعات التقليدية، تفنن أكثر من 1500 حرفي وعارض في تقديم منتوجه لزائري قصر المعارض بالكرم، كلّ يحاول التسويق لبضاعته بطريقته الخاصة. وفي هذا السياق قال فوزي بن حليمة المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية في تصريح لتونس الرقمية، اليوم الجمعة 27 أفريل 2018، إنّ هذه الدورة من صالون الابتكار والصناعات التقليدية والتي تحمل شعار “35 سنة من الابتكار والتجديد، سجّلت حضور عارضين من مختلف جهات الجمهورية تقريبا”. وأضاف بن حليمة أنّه إلى جانب الفضاءات التجارية، حرص الديوان على تخصيص جملة من الفضاءات الأخرى التي من شأنها أن تساهم في دعم التشغيل وتحسين جودة المنتوج وتنويعه، على غرار فضاء الإبتكار الذي يشارك فيه أكثر من 300 حرفي هذه السنة في مجالات مختلفة من بينها التعليم، إلى جانب فضاء للمنتوجات التذكارية المستوحاة من المواقع الأثرية التونسية. وقد تمكّن قصر المعارض بالكرم من جمع حرفيون من ولايات مختلفة، فمحمد بشير العرفاوي شاب أصيل منطقة تستور من ولاية باجة، حرفي تعلّم من والده فن صناعة “الجبة التونسية”، واختار تطوير هذه الصناعة من خلال تقديم منتوج تقليدي على غرار ” البرنوس” و”القشبية” بطرق عصرية. أمّا سميرة المزوغي فاختصاصها هو الخيزُران والسعف، اعتادت تقديم بضاعتها في قصر المعارض بالكرم وفق ما يتناسب ومتطلبات حرفائها، وقد قالت سميرة أنّ أسعار المنتوجات التقليدية ترضي الجميع رغم غلاء أسعار الموّاد الأولية. “عم علي العكايشي”، حرفي متخصص في صناعة “الكليم” و”المرقوم” و”القطيفة”، هو من أوفياء هذا المعرض، حيث شارك في دوراته الخمس والثلاثين، وقد أكّد أنّ جميع منتوجاته هي صنع يدوي. أمّا في أحد أركان المعرض فلفت انتباهنا فضاء يُخيّل لكلّ من يراه للوهلة الأولى أنّه مخصص لمواد التجميل، وعند استفسارنا عن علاقة هذه الأخيرة مع الصناعات التقليدية أجابتنا المهندسة البيولوجية مروى بن علي، أنّ هذه الموّاد هي عبارة عن مشروع متكامل مختص في الإعتماد على المواد البيولوجية والطبيعية، على غرار “العطرشية والنسري”. هيثم حمدي، حرفي أصيل ولاية سوسة، هو مختص في “خشب الزيتون” الذي يحوّله إلى أدوات منزلية تُستعمل أساسا في المطبخ، ولعلّ هذا ما جعله من أكثر العارضين اقبالا خاصة في صفوف النساء. وقد أجمع كافة العارضين على أنّ المشاركة في صالون الابتكار والصناعات التقليدية تساهم في تسويق بضاعتهم من خلال مزيد التعريف بالصناعات التقليدية، كما تمكّنهم ايضا من استقطاب عدد أكبر من الحرفاء.