أمام مدارج تكاد تكون فارغة إلّا من أصحاب الدّعوات و شارات الدّخول تقريبا، اعتلت مساء أمس الثّلاثاء، 17 جويلة 2018، الفنّانة المصرية ياسمين علي مسرح مهرجان قرطاج الدّولي في دورته 54 تلاها مباشرة الفنان المصري كذلك “أبو” في حفل مشترك. هذا الحضور الجماهيري الضّعيف جدا كان متوقعا إذ أنّ مسيرة الفنّانين المصريين لازالت في بدايتها فياسمين علي و التي اشتهرت بإعادة أغنية “نقابل ناس” للفنّان لؤي، عبر موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” ليس في رصيدها اليوم إلاّ أغنيتين إحداهما “جنيريك” مسلسل تمّ بثه في شهر رمضان “فاكر زمان” و الثانية “هاستني إية” وكلّ ما أدّته خلال حفلها بقرطاج البارحة “سطو” على عدد من أغاني كبار الفنانين على غرار أم كلثوم و الهادي الجويني و ذكرى محمد و صابر الرّباعي و ماجدة الرّومي.. ياسمين علي، لمن لا يعرفها وهم كثر، فنّانة بإمكانيات صوتيّة أوبرالية عالية إلا أن ذلك لا يعني أنّ كل ما تؤدّيه ستبدع فيه.. و نجاحها في آداء مقطع من أغنية لفنان آخر لا يعنى بالضرورة نجاحها في أداء أغاني طربيّة لكبار الفّنانين و هذا ما يمكن أن يكون قد تسبّب في ارتباكها الواضح على المسرح بالأمس في الجزء الأول للسهرة. أمّا الجزء الثاني من الحفل فقد أثثه صاحب أغنية ” 3 دقّات” وهو الآخر فنان صاعد، حاز شهرة واسعة بفضل هذه الأغنية إلاّ أنّ رصيده الفني لا يتيح له فرصة اعتلاء ركح مهرجان قرطاج الدّولي حسب عدد كبير من المتابعين للشأن الثّقافي و الذّين كانوا قد انتقدوا هذا الحفل تحديدا في البرمجة الحالية للمهرجان. مختلف هذه التفاصيل كانت قد طرحت سابقا على مدير الدّورة الحالية لمهرجان قرطاج مختار الرّصاع و كانت تونس الرّقمية قد طرحتها كذلك على وزير الشّؤون الثّقافية محمد زين العابدين الذّي شدّد على ضرورة إعطاء الفرصة للفنّانين الشّبان الصاعدين و كنا قد استفسرنا عن سبب اختيار فنّانين أجانب و ليسوا تونسيين و أكّد الوزير أنذاك أنّ الوزارة لا تتدخّل في البرمجة و تقتصر مهمّتها على المراقبة المالية. وبناءً على ما تقدّم قد يطرح البعض تساؤلا عن عدد التذاكر التي بيعت أمس لهذا الحفل ؟؟ و كذلك عن المبلغ المقدّم للثّنائي المصري الصاعد؟ * * * * * * * * * * * * * *