على غير العادة عاش مهرجان قرطاج الدولي شيخ المهرجانات في سهرة أمس الأول خيبة فنية وجماهيرية طرحت أكثر من استفهام لدى المئات من المتفرجين الذين واكبوا حفلا للهواة بامتياز أمنها المصريان «ابو» صاحب ثلاث دقات! وياسمين علي التي عرفت بإصدار أغانيها على الفايس بوك! تونس الشروق: في مسرح يتسع الى أكثر من 12 ألف متفرج بعض المئات فقط حضروا مساء أمس الأول لمواكبة حفل الفنان المصري محمد أبو العينين المعروف باسم «أبو « والفنانة الإسكندرانية ياسمين علي . ويندرج هذا الحفل في اطار الدورة ال54 من مهرجان قرطاج الدولي. وهي السهرة الثالثة في المهرجان والأقل جمهورا بعد الافتتاح وسهرة الكوميدي المغربي جمال دبوز... سهرة استثنائية كما وصفها مقدم الحفل وهي بالفعل استثنائية لا كما بدا لمنشطها وانما الاستثناء في عدد الجمهور الذي حضر بأعداد ضئيلة جدا. إذ لم يتجاوز بعض المئات... مدارج شبه فارغة فحتى الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس الأول كان التوافد على المسرح الروماني ضعيفا جدا وبقي الإقبال على حاله حتى انطلاق الحفل ... هذا الفراغ لم يكن مفاجئا بالنسبة للبعض ممن قدموا للمواكبة. فالجمهور التونسي يعرف جيدا القامات الفنية التي يتدافع من أجلها على المسرح. ويتكبد عناء الانتظار والطوابير الطويلة حتى يستمتع بليلة فنية راقية كما عوده هذا المهرجان في بعض سهرات الدورات السابقة. لكن أن تبرمج هيئة الدورة الحالية للمهرجان فنانين هم من درجة رابعة وخامسة في بلدانهم ونكرات على المستوى العربي فهذا ما يطرح أكثر من استفهام ، من يقف وراء هؤلاء وما الفائدة من جلبهم والمهرجان سيتكبد خسارة من بعدهم خاصة أنهم يتقاضون أجورهم بالدولار ؟! فهذه الفنانة المعروفة باسم ياسمين علي هي في الأصل ممثلة ظهرت في تونس في برنامج تليفزيوني. ثم بثت لها أغنية وحيدة «نقابل ناس « في بعض الإذاعات الخاصة ثم فجأة تتحول الى مهرجان قرطاج ومن المضحكات المبكيات أن دليل المهرجان يعرف هذه الفنانة على أنها «لم تجد منفذا الى الوسط الفني فنشرت فيديوهاتها على حسابها الشخصي على الفايس بوك...» ومن الفايس بوك وجدت منفذا الى مهرجان قرطاج الدولي ! ليتحول هذا المهرجان الى فضاء مواهب بامتياز...! ياسمين علي على ركح قرطاج «بصفر» إنتاج الجزء الأول من الحفل الذي امتد على مدى الساعة والنصف كان من نصيب الفنانة الصاعدة كما يصفها البعض. وقد أطلت على جمهورها بفستان طويل أحمر اللون تطل منه قطعة قماش سوداء تغطي جزءا من الصدر والظهر.. فستان خال من أي ذوق بعيدا عن أي نوع من الأناقة والجمال وهو ما اعتبره البعض استهتارا بالمهرجان وبجمهوره. فما هو معروف أن الفنانات في مثل هذه المهرجانات الكبرى يلتجئن الى أكبر المصممين للظهور في أبهى حلة تقديرا للمسرح ولجمهورهن . وباعتبار أنها لا تملك رصيدا فنيا غنت ياسمين علي لاسمهان «ليالي الأنس في فينا» ولمحمد عبد الوهاب «يا مسافر وحدك» ولداليدا «حلوة يا بلدي» و«في يوم وليلة» و«لولا الملامة» و«آنا مالي بالأحزان»، وللهادي الجويني «تحت الياسمين في الليلة» ولصابر الرباعي «برشة يا مدلل» ولذكرى محمد... ياسمين علي أثبتت أنها تملك إمكانيات صوتية كبيرة. لكن غياب إنتاج خاص بها أفشل حفلها ليلة أمس الأول على مسرح قرطاج... صاحب الدقات يغني أمام العشرات الجزء الثاني من السهرة كان من نصيب الفنان آبو الذي لا يختلف عن زميلته فهو يصنف أيضا من الهواة. عرف بأغنية واحدة «ثلاث دقات» ليجد نفسه على مسرح قرطاج الأثري لكن أمام مدارج شبه فارغة. فالبعض من الجمهور الذي واكب وصلة الفنانة ياسمين علي بارح عدد كبير منه بمجرد مغادرتها المسرح. ولم يبق لصاحب «الدقات « سوى العشرات منهم ولم يظهر هذا الفنان أي اجتهاد أو حضور على ركح قرطاج فبدا كأنه في إحدى الكباريهات يتمايل يمنة ويسرة وقدم بعض الاغاني قال إنها من إنتاجه الخاص كلمة ولحنا وهي «اكسيجين» و«بحب الحب» و«أهواك» أغان لا يعرفها أحد وإمكانيات صوتية ضعيفة جدا وحضور «ركيك»... ليسدل الستار على سهرة ابو وياسمين علي تاركة وراءها استفهامات وخيبة فنية وجماهيرية تتحمل مسؤوليتها ادارة المهرجان ...