مع اقتراب موعد عيد الإضحى المبارك، يتهافت التونسيون للإطلاع على الأضاحي المعروضة والتعرّف على الأسعار، علّه يجد ضالته. في زيارتنا لنقطة البيع بالميزان في الوردية، لاحظنا أنّ الإقبال كان ضعيفا نسبيا، فلا تزاحم ولا إكتضاظ، فمن قدم ليلقي نظرة على الخرفان يمكنه، ومن كانت غايته الشراء، تنقّل بسهولة ونمكّن من الإختيار بسلاسة. آراء المواطنين اختلفت بين من يعتبر الأسعار مقبولة نسبيا خاصة وأنّها مقنّنة من قبل الدولة و البيع بالميزان يسمح للحريف بالإختيار وفق ميزانيته، وهناك أيضا من إعتبر الأسعار مرتفعة جدا وتفوق قدرة تحمّل المواطن البسيط، خاصة في ضلّ الضغوطات المادية التّي يعيشها،وأرجعوا ذلك إلى أنّ الخرفان ذات الحجم المتوسّط الذّي يعتبر سعرها مقبولا نسبيا غير متوفّرة. وبخصوص اختيارهم لنقطة البيع بالميزان برّر الحرفاء ذلك، بأنّهم يمكنهم إقتناء الأضاحي وفقا لمعايير مضبوطة، خاصة وأنّها مراقبة من قبل الدولة، وهذا ما يضمن سلامتها من بعض الأمراض. غير بعيد عن هذه النقطة للبيع بالميزان، زرنا “رحبة” للأغنام، أين وجدنا أضعاف البضاعة المتوفّرة في المكان الأوّل، فكلّ الأنواع والأحجام وحتّى الألوان متوفّرة، منذ ولوجنا لهذا المكان الرحب،استقبلنا الباعة بإبتسامة ممزوجة ببعض من التعب نتيجة حرارة الطقس، كلّ يرغب في بيع بضاعته ويتغزّل بخرفانه. تحدّثنا مع الفلاحين الذّين أكّدوا توّفر البضاعة وبكميات كبيرة، إلاّ أنّ إقبال المواطنبن يُعتبر ضعيفا نتيجة إرتفاع أسعار الأضاحي والذي سببه الإرتفاع المشّط في أسعار العلف، محمّلين الحكومة المسؤولية في ذلك، كما أفادوا أيضا بأنّ الأسعار في “الرحبة” تُعتبر منخفضة مقارنة بغيرها في نقاط البيع بالميزان. أمّا المواطنون الذّين اختاروا أن يبحثوا عن ضالتهم من الأضاحي في الرحبة، فقد شدّدوا على أنّ العرض متوفّر وبكثرة غير أنّ الأسعار مرتفعة كثيرا وتفوق المقدرة الشرائية للمواطن التونسي البسيط. هذا والتقينا ناجي الضيف أحد ممثلي مندوبية الفلاحة بتونس، وقد أكّد أنّهم يعملون على مراقبة صحّة الأغنام، ولم يلاحظوا وجود أمراض متفشية في صفوف الأضاحي المعروضة للبيع. وكان يُرافقه حسن الحيدري وهو طبيب بيطري، وقد أفاد أنّ وزارة الفلاحة توفّر تلاقيحا مجانية للأغنام في مختلف الجهات ضدّ جملة من الأمراض الحيوانية قبل موعد عيد الإضحى بعدّة أشهر. وبخصوص الوضعية الصحيّة للأضاحي، قال الطبيب البيطري أنّه من غير الممكن أنّ تتم عملية المراقبة بنسبة مائة بالمائة بإعتبار أنّ تنقل الحيوانات لا يخضع للتأطير، باستثناء الأضاحي التّي تُباع بالميزان.