تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«علوش» العيد: بين ثلاثية الانتاج - السوق - المستهلك (2/2)
نشر في الشروق يوم 18 - 11 - 2009

المتوفرات تفوق الحاجيات ... و النقاط المنظمة ملاذ المستهلك
نواصل اليوم نشر الجزء الثاني من الندوة التي نظمتها «الشروق» حول «علوش» العيد بين ثلاثية الانتاج - السوق - المستهلك حيث حاولنا وضع الاصبع على الداء من خلال طرح أسئلتنا التي هي في النهاية أسئلة المواطن ومنها كيف يمكن شراء أضحية دون المساس من هيبة الميزانية؟
ما هي القواعد الصحية التي يجب اتباعها أثناء استهلاك اللحوم؟ وأي دور للمراقبة الاقتصادية في تهدئة الأسعار والحد من احتكار «القشارة»؟
المتدخلون أجابوا عن هذه الاسئلة وغيرها شاكرين «الشروق» على هذه البادرة الطيبة التي تهدف الى انارة الرأي العام المنشغل حاليا ب «العلوش» أولا وثانيا وثالثا ... وفي ما يلي تفاصيل الجزء الثاني للندوة.
اعداد عبد السلام الزبيدي ونزيهة بوسعيدي صور طارق سلتان
السيد أيوب الأصرم (كاتب عام جامعة تربية الماشية): السلوك الاستهلاكي للتونسي والذبح العشوائي للخرفان الصغيرة وراء ضياع آلاف أطنان اللحم
ما يمكن تأكيده في مجال قطاع تربية الماشية من حيث الانتاج هو أن عدد النعاج أي الأم قد تقلّص في بعض الجهات من ذلك أننا شكلنا لجنة وقمنا في جولة بين ڤفصة وسيدي بوزيد غير أننا «لم نر نعجة تمشي مع ابنها» وهو ما يعني أن النشاط الاساسي السائد هو التسمين.
ومن الطبيعي أن يتأثر حجم القطيع عندما يكون التركيز على التسمين وليس على النعجة، وعندما يزدهر هذا النشاط القائم على شراء الخرفان في الربيع وتسمينها بالاعلاف باهظة الثمن فإن الكلفة سترتفع دون أدنى شك.
قادرون على تلبية حاجيات السوق
أما في ما يتعلق بالاحصائيات الدقيقة فهي مرتبطة بالترقيم، في حين أن هذه التقنية أو الآلية مايزال أمامها الكثير من الجهد والعمل حتى تُعمّم وتعطينا فكرة واضحة ومدققة عن القطيع. لكن المتابع للسوق يلاحظ بكل يسر أنه خلال شهر أكتوبر كان النقص سيّد الموقف في مختلف الاسواق لسببين أساسيين أولهما أن المربي والوسيط يحتفظان بما لديهما من خرفان للعيد، وثانيهما عدم إدخال «العلوش» من الجزائر نظرا لأن سعر البيع ب 18 دينارا أي أن سعر البيع هناك أرفع من السعر المتداول عندنا...
لكن علينا التأكيد على أنه بالامكان تلبية حاجيات السوق اعتمادا على ما هو متوفر في بلادنا من أغنام من شتى الانواع سواء نوع تيبار (سوداء) وهي بنسبة 2،5 بالمائة والغربي 35 بالمائة والنجدي باللّية علما وأن الكثير من المناطق في الجمهورية تحبذ استهلاك النجدي.
(مع الملاحظ أن الشيخ أحمد الغربي أكد خلال الندوة أنه لا صحة من الناحية الدينية لما يتداوله البعض من أنه لا تجوز الاضحية بالخروف الاسود (تيبار) كما أنه لا صحة لكراهة الاضحية بنفس النوعية، موضحا أن البعض يتمسك بعادات ويحاول أن ينسبها الى الدّين في حين أن الدين بريء منها).
وردا على سؤال حول النوعية المتوفرة أكثر من غيرها من حيث العمر خلال عيد الاضحى أوضح أن «البركوس» سيكون الاكثر عددا ذلك أن موسم الولادات انطلق في شهر سبتمبر وتواصل في أكتوبر ونوفمبر. وحتى يتعرف المستهلك أو القارئ على دورة الانتاج نشير الى أن البركوس الموجود حاليا في السوق مولود خلال السنة الفارطة، عادة ما يبقى عند الفلاح مدة 6 أشهر ثم تبدأ عملية التسمين في الربيع (أفريل) على مدى 6 أشهر ليكون الخروف جاهزا للعيد.
وينبغي على المستهلك أن يكون على علم بأن تغيير مواعيد الولادة حتى تتناسب مع ذروة موسم الاستهلاك أي عيد الاضحى له كلفة باهظة على الفلاح الذي سيخسر دورة أو سنة ولادة علاوة على أن العملية ليست مرتبطة بالسلالة وموعد الولادة فقط وإنما مرتبطة كذلك بعوامل مناخية وبفترة توفر «الحشيش»...
واسمحوا لي بالتأكيد في هذا السياق بأن السلوك الاستهلاكي للتونسي متسبب بنسبة كبيرة في «نقص اللحم» فكلنا على علم بأن الخرفان الصغيرة تُذبح لتلبية طلبات المستهلك وليس برغبة من الفلاح، وبعملية بسيطة يمكننا أن نتعرف على حجم أطنان اللحوم الضائعة عند احتساب الفرق بين الوزن المفترض للخروف عند الذبح بعد التسمين وبين وزنه كما يقع ذبحه حاليا لتلبية رغبات المستهلك والجزار... إنها كميات كبرى من اللحم المهدور.
ومن المعلوم أن هذا الوضع ينعكس على كلفة الانتاج وعلى هامش الربح، وهذه مناسبة للدعوة بإلحاح لتطبيق القوانين المتعلقة بمنع ذبح الخرفان الصغيرة بكل حزم وصرامة.
أما في ما يتعلق بعلوش العيد، فيمكن القول إن مزيد تنظيم الاسواق من شأنه أن يضفي عليها مزيدا من الشفافية والوضوح في التعامل، كما أن توفير آلات وزن في كل الاسواق سيُمكّن المستهلكين من وسيلة للتقييم الصحيح للاضحية ذلك أن البيع والشراء بالتراضي قد يجعل المستهلك ضحية لسوء اختياره أو لعدم معرفته في حين أن وزن الاضحية بغض النظر عن التسعيرة المرجعية أو عن طريق هذه التسعيرة سيمكّن المستهلك من وسيلة هامة للتقييم.
وبهذه المناسبة أريد التأكيد بأن الصالون الدولي للفلاحة سيعرض بالفعل حوالي 1000 خروف للبيع لكن ليس ب 200 دينار كما أشيع، فهذا السعر لا يمكن التعامل به لأنه لا صلة بالتكلفة الحقيقية للانتاج.
كما أنني أريد اغتنام هذه الفرصة لتوجيه رسالة شكر لمن ساهم في إيصال علوش العيد هذا العام للمستهلك بالرغم من الصعوبات الكبرى التي اعترضت المهنيين (الفلاحون)، مع الاخذ بعين الاعتبار أن علوش هذا العيد اعتمد بشكل أساسي على الاعلاف ذات الاسعار الباهظة ذلك أنه (أي العلوش) مولود خلال الموسم الفارط وعملية «التعليف» انطلقت منذ مارس. فتحية شكر للفلاح الذي ناضل واجتهد حتى لا يترك المستهلك بلا عيد (أي دون علوش العيد) وهذا دليل على وطنيته، مع الاخذ بعين الاعتبار بأن تكلفة كيلو البركوس في حدود تكلفة السعر المرجعي للبيع بالكيلو وذلك حسب دراسات تم إعدادها بطريقة علمية وبمشاركة كل الاطراف ذات الصلة.
السيد فتحي الفضيلي: مدير عام المراقبة الاقتصادية: محاصرة «القشّارة» وتنظيم كل الأسواق
انطلقت الاستعدادات لعيد الاضحى بإصدار منشور بتاريخ 10 أكتوبر 2009 إلى المصالح الجهوية للتجارة لمتابعة أسواق الدواب وجمع المعلومات المتعلقة بواقع العرض والتصدي للمضاربات والممارسات الاحتكارية ومنع الأطراف المتدخلة في مسالك التوزيع دون صفة قانونية.
وشرعت فرق المراقبة بداية من 14 أكتوبر الماضي في تشخيص واقع عرض الأضاحي من كميات الخرفان المتوفرة وعمرها وأوزانها.
واستطاعت تغطية 50 سوقا للدواب بمناطق الإنتاج (سيدي بوزيد جلمة الكاف الجديدة سيدي عمر بوحجلة والسبيخة الفحص ومنزل تميم) طيلة الفترة المتراوحة بين 14 أكتوبر و10 نوفمبر 2009.
تشخيص
وبعد الاطلاع على تقديرات مصالح الفلاحة والموارد المائية التي كشفت عن نقص في عدد الأضاحي بنسبة تراوحت بين 3٪ و4٪ مقارنة بسنة 2008 (770 ألف مقابل 800 ألف سنة 2008) سجلنا من خلال المتابعة بأسواق الدواب نقصا ببعض مناطق الشمال مقابل ارتفاع في الكميات بسيدي بوزيد حوالي 250 ألف هذه السنة مقابل 160 ألف سنة 2008.
ولاحظنا ضعفا في العرض طيلة شهر أكتوبر بأغلب أسواق الدواب حيث لم يتجاوز معدّل الكميات المعروضة بالسوق ألف رأس وبلغ أقصاها 1700 رأس بسوق جلمة.
واتجهت الكميات المعروضة خلال هذه الفترة إلى خرفان معدة للحاجيات اليومية للقصابين ولوحظ تطور تدريجي في العرض بداية من شهر نوفمبر 2009 ليبلغ معدّل الكميات بالسوق 2500 رأس وبلغ أقصاها عشرة الاف رأس تقريبا بسيدي بوزيد.
حركيّة ضعيفة
تمّ تسجيل حركية تجارية ضعيفة بأغلب أسواق الدواب نتيجة عزوف التجّار عن التزوّد بالجملة نظرا للارتفاع المسجل في الأسعار خلال شهر أكتوبر 2009 وإقبال صغار الفلاحين على البيع المباشر لفائدة المستهلك عبر الطرقات الرئيسية أو بأسواق الدواب التي ستكون مفتوحة بصفة مستمرة خلال الفترة القادمة.
ويعزى ضعف الحركية أيضا إلى انتظار كبار المربين انطلاق البيع بالفضاءات المعبّر عنها ب«الرحب» لترويج مخزوناتهم مباشرة بمناطق الاستهلاك (بإقليم تونس سوسة صفاقس ونابل).
ونتوقّع أن يحدث تطوّر تدريجي في مستوى العرض بأسواق الدواب بالتزامن مع فتح الفضاءات المعبّر عنها ب«الرحب» لتبلغ الكميات القصوى خلال الأسبوع الأخير قبل حلول العيد.
ونتوقّع أيضا تسجيل ارتفاع في الأسعار المعلنة من العارضين مع انطلاق البيع بهذه الفضاءات مقارنة بالسنة الماضية مع إمكانية تراجعها كلّما اقترب موعد العيد.
وقد يكثر الإقبال على نقاط البيع المنظمة أيضا في البداية مقابل تنامي الطلب تدريجيا على فضاءات بيع الأضاحي ممّا يساهم في عقلنة الأسعار، على أن تبلغ الشراءات ذروتها خلال الأسبوع الأخير قبل حلول عيد الاضحى.
إجراءات
ولتعديل التزويد وعقلنة الأسعار اتخذت وزارة التجارة عديد الإجراءات وتتمثل في فتح نقاط بيع منظمة بالميزان تابعة لشركة اللحوم بالوردية ومقرين والمجمع المهني المشترك للحوم والألبان بإقليم تونس وبعض الولايات.
وإقرار أسعار مرجعية للأضاحي في حدود 5900مي للكلغ الحي بالنسبة للخرفان ذات وزن أقل من 40 كلغ و5600 مليم للخرفان ذات وزن يفوق 40 كلغ.
وتمّ من جهة أخرى التنسيق مع المساحات الكبرى لفتح نقاط بيع الخرفان خلال الفترة القادمة بالتوازي مع انطلاق نقاط البيع المنظمة وتوفير كميات من لحوم الضأن المبردة وترويجها للعموم من طرف شركة اللحوم.
وستهتمّ فرق المراقبة خلال الأيام القادمة بمواصلة متابعة تطور الأسعار وتشخيص واقع العرض والطلب والتركيز خاصة على الفضاءات المعروفة ب«الرحب» بالنظر إلى المضاربات والممارسات الاحتكارية التي قد تبرز خلال الفترة القادمة.
ولتعزيز فرق المراقبة سيتمّ أيضا تركيز فرق مراقبة قارّة من أمن وتجارة بجميع الفضاءات قصد إقصاء الأطراف المتدخلة بمسالك التوزيع دون صفة قانونية (قشّارة) من القيام بعمليات البيع والشراء وإعادة البيع داخل السوق باعتماد التمشي التالي:
دعوتهم إلى الإمضاء على الالتزام بعدم الرجوع إلى ممارسات الغش.
تحرير محاضر بحث ضدهم من أجل عدم توفر الصفة القانونية لتعاطي النشاط التجاري أو القيام بممارسات تمسّ من السير العادي للسوق وآلية العرض والطلب.
إعلام المصالح الأمنية بأسماء هؤلاء المتدخلين قصد إقصائهم ومنعهم من ممارسة هذا النشاط داخل جميع الأسواق.
الاسعار المتداولة
تختلف الاسعار بين سوق واَخر حسب المناطق ونوعية الخرفان المعروضة حيث كان الاكثر تداولا على النحو التالي :
من 160 الى 250 دينارا بالنسبة للخرفان ذات وزن اقل من 40 كغ
من 220 دينارا الى 370 دينارا الرأس بالنسبة للأضاحي ذات أوزان تتراوح بين 40 كغ و70 كغ حيّا تقريبا مع تسجيل اسعار قصوى بلغت حدود 400 دينار الرأس في بعض الأسواق تهم اضاحي ذات اوزان تتجاوز 70 كغ حيّا وتتميز بجودة عالية.
وبالنسبة للخرفان ذات اوزان تتراوح بين 40 كغ و 70 كغ حيّا فان معدل الاسعار لم يتجاوز 5.5 دنانير «الكغ الحي» على مستوى اسواق الدواب بمناطق الانتاج.
ولوحظ تراجع الأسعار خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر بأغلب مناطق الانتاج بمعدل 20 الى 30 دينارا في الرأس مقارنة مع شهر اكتوبر الذي عرفت خلاله الاسعار ارتفاعا بمعدل 50 دينارا تقريبا مقارنة مع السنة الماضية.
الدكتورة منيرة المصمودي النابلي (متفقدة مركزية بوزارة الصحة العمومية): لا للإفراط في أكل اللحوم... وتحذير خاص للمصابين بالأمراض المزمنة
عيد الاضحى هو مناسبة لاستهلاك اللحوم الحمراء فحتى المواطن الذي لا يشتري أضحية يعوّضها بالكثير من اللحوم وهذا ما يدفعنا الى التحذير من عوامل الاختطار التي يمكن ان تحدث جرّاء الافراط في الاستهلاك.
وأود ان أشير قبل كل شيء الى ان التغذية المتوسطية بصورة عامة تغيرت حيث تم التخلي تدريجيا عن الخبز العربي وزيت الزيتون والتوجه نحو الانخراط في استهلاك السكريات والمواد الغذائية التي تتوفر على الكثير من الدهنيات والشحوم بسبب ربما التحولات الاجتماعية التي عرفتها بلادنا خلال السنوات الاخيرة وخروج المرأة للعمل ولكن الانعكاسات الصحية السلبية دفعت المختصين الى اطلاق صيحة فزع من ارتفاع نسبة المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين جرّاء الأكلات الحديثة.
وتأكد للجميع ان التغذية المثلى تكمن في الأكلات التقليدية التي ترتكز على الخضر وزيت الزيتون.
وأدعو الى الابتعاد عن استهلاك اللحوم الحمراء لأكثر من مرة في اليوم ولكن اذا كان الشخص غير مصاب بأي مرض فإنه بالامكان استهلاك ما قدره 250غ من اللحوم بين الفطور والعشاء.
وأحذّر من الاخطاء الشائعة بأن لحم العلّوش نعني به فقط «الهبرة» بل على العكس فهو كذلك القلب والكبدة والعصبان بحيث تنسحب الكمية المشار اليها سابقا على كل هذه الانواع.
ويعتقد كثيرون خطأ أن الشحم الذي يوجد في لحم «العلوش» هو ذلك الظاهر فقط للعيان بل يوجد ايضا بين طينات «الهبرة» ولا يمكن التفطن له.
وبخصوص المصابين بالأمراض المزمنة كمرض القلب او ارتفاع ضغط الدم فهؤلاء يجب ان تكون نسبة استهلاكهم «للعلوش» قليلة جدا بمقدار قطعة صغيرة فقط في اليوم وذلك لعدم حرمانه من اللحم مع التخفيض قدر الامكان في كمية الملح تجنّبا لارتفاع ضغط الدم سيما وأننا نعرف أن عديد العائلات تضع يوم العيد الملح والفلفل الاسود وزيت الزيتون فلا يقدر الجسم المريض علىمقاومة جميع هذه الأشياء.
قاعدة صحية
وننصح بقاعدة 30/5/صفر ويعني 30 دقيقة مشيا يوميا بسرعة حتى يتعرّق الجسم و5 يعني خمسة أنواع في اليوم من الخضر والغلال وصفر يعني لا سيجارة في اليوم وبذلك يصبح الجسم سليما معافى من جميع الأمراض.
ويجب ان ننتبه كذلك يوم العيد الى تغذية الاطفال لأن الآباء ينشغلون عادة بذبح الاضحية فيتأخّر الموعد ويتأخر موعد إفطارهم ولذلك يجب منحهم فطور الصّباح بصفة عادية، ويوم العيد يمكن لصاحب الأضحية ان يواجه اشكالات صحية بتوفر أشياء غريبة في جسم «العلّوش» كالدمامل أو الكيس المائي وهنا لابد من الاشارة الى أنه سيتم توفير رقم أخضر مجاني كالعادة للإجابة عن جميع التساؤلات كما يمكنهم الاتصال بمجموعة من البياطرة من القطاع الخاص وسوف تصدر بالصحف قائمة اسميه متضمنة أرقام هواتفهم وذلك قصد الاجابة عن جميع الاستفسارات ويمكن لمن يرغب في التأكد من صحة الاضحية عندما يواجهه اشكال ما حملها الى معهد التغذية للتثبت والقيام بالتحاليل اللازمة.
وعموما في حال التأكد من اصابة الاضحية بالكيس المائي سواء في الكبد او الرّئة فيجب ان يلقي بالاثنين بعد تغليتهما بالماء على الاقل لمدة 15 دقيقة تجنّبا لاستهلاكهما من قبل الكلب الذي يختزن الجرثومة ويضعها لاحقا في فضلاته على الأعشاب فتنتقل من كائن الى آخر.
وأشير في الختام الى ضرورة «تحجيج» اللحم وتقسيمه في اليوم الموالي مع توزيعه الى كميات حسب الرغبة واستغلالها تباعا مع المحافظة على عدم تعرّضها للجراثيم.
السيد محسن الخبثاني (نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك): لا للتداين بسبب «علّوش» العيد
تتابع منظمة الدفاع عن المستهلك جميع تطوّرات بورصة «العلوش» وذلك بعد مساهمتها في استطلاع الوضع العام والوقوف عند حجم المتوفّرات الموجودة والحرص على الضغط على السعر المرجعي ليتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن خلال الاجتماعات التحضيرية.
وتبيّن من مصالح وزارة الفلاحة ان المتوفّرات من الأضاحي تراجعت هذه السنة بنسب تتراوح بين 4 و5٪ وأنا شخصيا لا أرى ان هذا النقص في الأضاحي سوف «يقيم الدنيا ويعقدها» ولا يثير أية مخاوف اعتبارا لما بلغنا من المكاتب الجهوية للمنظمة من ملاحظات تفيد ان الاضاحي موجودة ومتوفّرة حتى على قارعة الطرقات.
وبخصوص الرحب غير المنظمة التي تتكون عن طريق لزمة والبلديات خاصة بإقليم تونس الكبرى والولايات الكبرى فهي حاليا تشتغل ومتوفّرة ونسق العرض في تطوّر من يوم الى آخر ولاحظنا إقبالا عليها إلا ان الإشكال الوحيد يكمن في الشراءات التي لم تكن بالكيفية التي توقّعناها لاعتبارين اثنين: اولا ان الوقت مازال مبكّرا والتونسي أصبح لديه سلوك استهلاكي عقلاني باعتبار انه في فترة «تسخين بنادر» والشهرية لم يحن موعد صرفها وأسعار «العلوش» قريبة من ثمن «كاترال» وما تحاول المنظمة ترسيخه في المواطن عبر جميع مكاتبها الجهوية هو اتباع سلوك استهلاكي ذكي والدفاع الذاتي وذلك من خلال القيام بزيارات لعديد نقاط العرض والمقارنة بين الأضاحي الموجودة وأسعارها في انتظار انتصاب النقاط المنظمة خاصة بإقليم تونس الكبرى التي ستكون موجودة في أريانة وفي بن عروس وفي الوردية وفي منوبة التي ستوفّر الاضاحي بأسعار مرجعية تم الاتفاق حولها وهي 5600 للأضاحي التي يزيد وزنها عن 40 كلغ و5900 لتلك التي يساوي او يقلّ وزنها عن 40 كلغ ومن أهم مزايا الأسعار المرجعية ضمان شفافية التعامل التجاري حيث يمكن للمستهلك اختيار الوزن الذي يتماشى مع قدرته الشرائية.
بادرة جديدة
ونظرا لأهمية طريقة البيع بالميزان لفتت المنظمة انتباه وزارة التجارة لتبادر بتوفير آلات الوزن بفضاءات العرض غير المنظمة «كالرحبة والبطاحي» والساحات العمومية حتى يتسنى للمواطن الاختيار بين الشراء بطريقة النظر بالعين المجردة او عن طريق البيع بالميزان وهذا ينضوي تحت فكرة الدفاع الذاتي.
وسوف يتم تدعيم هذه الفكرة وتعميمها في السنوات المقبلة ان شاء الله لتتوفّر آلات الوزن بنقاط البيع المنظمة وغير المنظمة.
كلمة الختام
كمنظمة شغلها الشاغل الدفاع عن المستهلك نعوّل كثيرا على التعاون بين جميع الاطراف المتدخلة.
ولمسنا في الحقيقة تكاملا في مستوى تحديد الاجراءات وضبط التوجهات وأكبر دليل على ذلك ما قيل في هذه الندوة التي نشكر جريدة «الشروق» على تنظيمها.
ونتمنى ان تعمّ الفرحة جميع العائلات التونسية من خلال المزيد من التضامن والتآزر.
ونعتقد ان حالة الطقس والوضع المناخي سوف يكون مناسبا خلال هذه الفترة بما يمكّن من تنقل المربين من مناطق الانتاج الى المدن وخاصة تونس الكبرى.
وينتفع المواطن بطريقة البيع من المنتج الى المستهلك ويشتري الأضحية التي تتلاءم مع قدرته الشرائية.
ونؤكد على ان الأضحية ليست فرضا وبالتالي لا نريد ان تتسبب في التداين سواء عن طريق قروض من البنوك او الشراء بالتقسيط او غيرها لان ذلك له انعكاس سلبي فيما بعد على ميزانية العائلة.
والأجدر والأفضل التشاور بين أفراد العائلة وفي حال عدم القدرة على شراء «علوش حي» يمكن تعويضه باللحم مع شراء رأس ودوّارة وتكون الكلفة أقل بكثير مع تحقيق نفس الأهداف الغذائية لكن دون المساس من هيبة الميزانية.
السيد: سيّد خليج: (مدير عام ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى): هناك فائض في «العلوش» ومحاصرة «القشّارة» ضرورية
تولّت مصالح وزارة الفلاحة القيام بعملية جرد وإحصاء المتوفّرات من الاضاحي في مستوى ورشات تسمين الخرفان والوقوف عند تركيبتها أي الكميات المتوفرة فيها من «علوش» و«بركوس».
ونؤكد أن المتوفرات تفوق بكثير نتائج الاحصاء فعلى سبيل المثال الاحصاء الذي قمنا به هذه السنة يُفضي الى وجود ما يفوق المليون أضحية داخل الورشات دون اعتبار الكميات الموجودة خارجها والتي يمكن أن تتراوح بين 100 و200 ألف أضحية.
ومن باب الاحتياط تتولى مصالح وزارة الفلاحة تحديد الاحصائيات وفقا لما هو موجود بالورشات مع إقصاء حجم الاستهلاك الذاتي العائلي لحوالي 300 ألف أضحية ومن هنا يأتي الرقم الذي يناهز 780 ألف أضحية موجودة.
وفي هذه الحالة يمكن القول بأن المتوفرات من الاضاحي تفوق الحاجيات وأنه لنا فائض في «العلوش» غير أن الوسطاء يمكن أن يكون لهم تأثير على مشهد السوق.
ويدرك المتأمل في تركيبة الاضاحي أنها تتوزع على ثلثين من «البركوس» وثلث من الخرفان التي يقلّ وزنها عن 40 كلغ.
وخرج ديوان تربية الماشية هذه السنة من دائرة الانتاج بقرار من الحكومة وتمت إعادة هيكلة الضيعات التي تنضوي تحت تصرّفه وتفويضها الى شركات أحياء.
ويوفر ديوان الاراضي الدولية قرابة ألفي أضحية أو أكثر والبقية توجد لدى المربين الخواص.
ذبح الإناث
غير صحيح أن الأمهات تعاني من نقص واضح والقطيع المنتج «للعلوش» من الاناث هو قطيع هام يفوق نسبيا الطاقة العلفية في تونس. حيث تم توفير تكملة من الاعلاف المركزة كالشعير وتوريد نسبة 30٪ من العليقة من الخارج.
وبصورة عامة لا يوجد لدينا هاجس الزيادة في قطيع الاغنام والماعز.
وتحسّبا لتغيّر مواعيد المواسم والأعياد فكّر ديوان تربية الماشية وعديد المربين في التأقلم مع هذا التغيّر من خلال إنتاج «العلوش» في الوقت المناسب.
ولكن طبيعيا وفنيا الاغنام الموجودة لدينا تقوم بعملية التزاوج خلال فصل الخريف باعتبار أن الفترة المناسبة للمراعي هي الربيع. واذا ما قمنا بالعكس فسوف تصبح كلفة «العلوش» أكبر باعتبار تزامن ولادته مع الصيف وتعويض المراعي بالمواد العلفية المركزة كالشعير وتتأثر بذلك تركيبة اللحم مقارنة بالذي رعى الاعشاب الخضراء.
وأقبلت بعض الضيعات على هذا البرنامج مع توفير طريقة معينة لإتمام الكلفة غير أن تبعاتها جعلت العديد منهم يتخلّون عنها ولا يكملون المشوار.
إشكاليات وحلول
إن الاشكالية الحقيقية التي يواجهها قطاع تربية الماشية حاليا هي الزيادة في حجم الذبائح حيث أن جزءا هاما منها يقع استنزافه في أوزان ضعيفة تتراوح بين 20 و25 كلغ وهذا في رأيي راجع لسلوكيات «الجزّارة» الذين يفضلون «العلوش» الصغير وأيضا سلوك المواطن التونسي الذي يتماهى مع هذه الفكرة.
ويكمن الحل في رأيي في تغيير عقلية التونسي ومراقبة مسالك التوزيع والذبح ومزيد تنظيمها ومراقبتها وتطبيق النصوص المنظمة لوزن الذبائح وذبح الانثى ولو تم تطبيق كل هذا فإن طاقة الانتاج ستفوق بكثير حاجيات البلاد.
ويجب من جهة أخرى تركيز مرصد لمتابعة تسويق المنتوج الفلاحي كالمسالخ والاسواق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.