تدفق سياحي جزائري قوي نحو جندوبة : أكثر من 95 ألف زائر خلال جوان 2025    ميناء المياه العميقة بالنفيضة قريبًا ضمن المشاريع الاستراتيجية لتسريع إنجازه    الكرة الطائرة – بطولة الصداقة: بعد الجزائر، تونس تفوز على ليبيا (فيديو)    كأس العالم للأندية: حسب إحصائيات Opta، المرشح الأبرز هو…    ارتفاع ترتفع درجات الحرارة يوم غد الاثنين: المعهد الوطني للرصد الجوي يوضح    ترامب يعلن حالة الطوارئ في مقاطعة بولاية تكساس بسبب الفيضانات    انطلاق مفاوضات "هدنة غزة" بين إسرائيل وحماس في قطر    مقترح قانون لتسوية وضعية المباني المخالفة لرخص البناء    تجميع 9.2 مليون قنطار من الحبوب    «ميركاتو» كرة اليد في النادي الإفريقي: 5 انتدابات ترفع سقف الطموحات    أخبار مستقبل سليمان .. اتفاق مع معز بن شريفية والفريق مُنفتح على التعامل مع كل الجمعيات    الباحث حسين الرحيلي: لم نخرج بعد من خطر الشح المائي    الليلة: الحرارة تتراوح بين 25 و34 درجة    إعطاء إشارة انطلاق البرنامج الوطني للأنشطة الصيفية والسياحة الشبابية 2025    الفنانة نبيلة عبيد تستغيث بوزير الثقافة المصري: 'أودي تاريخي فين؟'    وائل كفوري يثير الجدل بصورة من حفل زفافه ويعلن نشر فيديو الزواج قريبًا.. فما القصة؟!    شنية سرّ السخانة في جويلية.. بالرغم الي أحنا بعاد على الشمس؟    تاريخ الخيانات السياسية (7): ابن مُلجم و غدره بعلي بن أبي طالب    صحتك في الصيف: المشروبات الباردة والحلويّات: عادات غذائية صيفية «تُدمّر» الفمّ والأسنان !    صفاقس : إفتتاح الدورة الثانية للأيام التنشيطية الثقافية والرياضية بفضاء شاطئ القراقنة لتتواصل إلى يوم 25 جويلية    بنزرت: تحرير 40 مخالفة إثر حملة رقابية مشتركة بشاطئ كوكو بمعتمدية أوتيك    "ائتلاف صمود" يواصل مشاوراته حول مبادرة "العقد السياسي الجديد": نحو توافق مدني واسع يعيد التوازن السياسي    هام/ وزارة السياحة: خطّ أخضر للتشكّيات..    كرة السلة – البطولة العربية سيدات : تونس تتغلب على الأردن وتلتقي مصر في النهائي (فيديو)    بطريقة هوليودية: يسرق محل مجوهرات ويستولي على ذهب بقيمة تتجاوز 400 ألف دينار..وهذه التفاصيل..    فاجعة تهز هذه الجهة/ بفارق ساعتين: وفاة زوجين في نفس اليوم..!    تونس – الطقس: استمرار العواصف الرعدية على الجهة الغربية من البلاد    وزارة الثقافة تنعى فقيد الأسرة الثقافية فتحي بن مسعود العجمي    سفينة بريطانية تتعرض لهجوم صاروخي قبالة سواحل اليمن    ممثلو وزارة المالية يدعون في جلسة استماع صلب لجنة الفلاحة الى الحفاظ على ديوان الاراضي الدولية الفلاحية بدل تصفيته    انطلاق موسم جني الطماطم الفصلية بولاية سيدي بوزيد    الفنان غازي العيادي يعود إلى المهرجانات بسهرة "حبيت زماني"    بن عروس: "تمتع بالصيف وخلي البحر نظيف" عنوان تظاهرة بيئية متعددة الفقرات على شاطئ حمام الشط    كاس العالم للاندية: مدرب بايرن ميونيخ غاضب بسبب إصابة لاعبه موسيالا    الفلبين: فيضانات تجبر أكثر من 2000 شخص على ترك منازلهم    الصباح ولا العشية؟ أفضل وقت للعومان    181 ألف شاب ينتفعون ببرنامج صيفي جديد لمكافحة الإدمان    كيفاش تتصرف كي تشوف دخان أو نار في الغابة؟ خطوات بسيطة تنقذ بلادنا    هاو الخطر وقت تعوم في عزّ القايلة..التفاصيل    في موجة الحرّ: الماء أحسن من المشروبات المثلّجة    وقتاش تعطي الماء للرضيع من غير ما تضره؟    يوم 8 جويلية: جلسة عامة للنظر في مشروع قانون يتعلّق بغلق ميزانية الدولة لسنة 2021    إحداث لجنة وطنية لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي    عاجل/ للمطالبة بفتح المفاوضات الإجتماعية : إقرار مبدأ الإضراب الجهوي في القطاع الخاص بهذه الولاية..    قائمة الفرق الأكثر أرباحًا في مونديال الأندية 2025 ... بعد انتهاء الدور ربع النهائي – أرقام قياسية ومكافآت ضخمة    انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين    البكالوريا دورة المراقبة: هذا موعد انطلاق التسجيل عبر الإرساليات القصيرة..    ابن الملكة كاميلا ينفي صحة مفاهيم مغلوطة عن والدته    عادل إمام يتوسط عائلته في صورة نادرة بعد غياب طويل بمناسبة عقد قران حفيده    وزارة الفلاحة تضع أرقاما للتبليغ الفوري عن الحرائق    نوردو ... رحلة فنان لم يفقد البوصلة    تطبيقة جديدة لتسهيل التصريح بالعملة: الإدارة العامة للديوانة تطلق خدمة رقمية موجهة للتونسيين بالخارج    اليوم الأحد: الدخول مجاني إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية    تاريخ الخيانات السياسية (6) .. أبو لؤلؤة المجوسي يقتل الفاروق    بالمرصاد : لنعوّض رجم الشيطان برجم خونة الوطن    نادي ليفربول يقرر دفع المبلغ المتبقي من عقد جوتا لعائلته    تذكير بقدرة الله على نصرة المظلومين: ما قصة يوم عاشوراء ولماذا يصومه المسلمون ؟!..    الفرجاني يلتقي فريقا من منظمة الصحة العالمية في ختام مهمته في تقييم نظم تنظيم الأدوية واللقاحات بتونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار شامل مع ريم المورالي الأمينة العامة لحركة الاستقلال التونسي: “حكومة الشاهد أوصلت تونس إلى مستويات كارثية.. وحزبه الجديد انقلاب ناعم وخدمة لمشروع التمكين الإخواني”
نشر في تونس الرقمية يوم 05 - 04 - 2019

عُرفت السيدة ريم المورالي الأمينة العامة لحركة الاستقلال التونسي بسعيها في مناسبات عديدة لتقديم وجهات نظرها بخصوص عديد المسائل التي تهم الشأن العام في بلادنا..
تشخيصها للوضع عادة ما يكون مستندا إلى الأرقام والاحصائيات ممّا يسمح بتوضيح الرؤية لدى كل من يتابعها أو يقرأ كتاباتها …
وبنفس متمرّد تنتقد ريم المورالي هفوات كل من حملهم القدر ليكونوا في السلطة مهما علا شأنهم، فتجدها تكشف مخططاتهم وتفضح مغالطاتهم وتتفنّن في تعرية عجزهم وفشلهم في حسن إدارة دواليب الدولة وخدمة الوطن والمواطن..
وفي هذا السياق كان لنا هذا الحوار الشامل مع ريم المورالي:
* ما تقييمك لأداء حكومة الشاهد ؟
يتهمنا البعض إما عن جهل أو عن سوء نية، أننا متحاملون على السيد يوسف الشاهد وحكومته، وأننا نشكك دوما في نجاحاته وإنجازاته، ولأننا موضوعيون ومواقفنا هي تعبير عن الحالة التي يعيشها الوطن وتنبع من رحم الواقع الذي تعيشه تونس، وعنوان لرؤية وطنية خالصة ديدنها الواجب والولاء لتونس لا غير، فإن الأرقام كفيلة بتحديد طبيعة فترة الشاهد وحجم وهوية النتائج، وهي غيض من فيض:
بلغت نسبة الدين العام في سنة 2018 71.7% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 70% سنة 2017 و 61.9% سنة 2016
-عجز خيالي للميزان التجاري بنسق صاروخي منذ توليه السلطة، في حدود 19 ملياراً و49 مليون دينار (6.34 مليارات دولار) عام 2018، مقابل 15 ملياراً و590 مليون دينار (5.19 مليارات دولار) سنة 2017، و12 ملياراً و600 مليون دينار (4.02 مليارات دولار) عام 2016.
-تواصل إرتفاع نسبة التضخم لتتجاوز 7.5% نهاية سنة 2018 بعد أن كانت 6.4 % في موفى 2017 و 4.2 في موفى 2016 و 4.1 % في نهاية 2015
-تواصل تآكل سعر صرف الدينار التونسي ليفقد 32% منذ سنة 2017
– تواصل إرتفاع نسبة البطالة لتبلغ أعلى مستوياتها وتسجل لأوّل مرة 15.4 % و 35 % في أوساط حاملي الشهائد العليا
-تراجع حجم الاستثمار الخارجي إلى 50 %رغم كل المغالطات
– تآكل احتياطيات البلاد من العملة الصعبة لتصل إلى مستويات كارثيّة غير مسبوقة
– إدراج تونس في القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لغسيل الأموال و تمويل الإرهاب و هذا على عكس ما يروج له انعكاسات جد سلبية على مناخ الاعمال و على صورة تونس في الخارج و على واقع اقتصادها الحالي
– تواصل تراجع مستوى عيش التّونسي بنسبة 40 % في الأربع سنوات الأخيرة، وتقلص النفقات الغذائية بنسبة 26%
– مليون و700 ألف فقير في تونس، 60% من الأسر التّونسيّة مثقلة بالدّيون ، علما وان 50% من القروض موجهة الى الاستهلاك وذلك في غياب الادخار العائلي.
– بلغ عدد التونسيين الذين يعانون سوء التغذية 600 ألف أشخاصا في سنة 2018 أي ما يعادل 4.9 بالمائة من مجموع سكان تونس، حسب دراسة نشرها المعهد الوطني للاستهلاك.
– إفلاس الصناديق الإجتماعية وعجز الحكومة عن القيام بالإصلاحات اللّازمة والحفاظ على مستحقّات نحو 900 ألف متقاعد وتعمّد إخفاء الأسباب الحقيقيّة لتحقيق عجز قياسي بلغت قيمته 1.9 مليار دينار (791 مليون دولار)، وفق البيانات الرسمية، ويحتاج 41% من المتقاعدين التونسيين إلى المساعدات العائلية لتأمين نفقاتهم المعيشية.
– أزمة غير مسبوقة شهدها قطاع الدواء، نتيجة تآكل المخزون الإستراتيجي، بشكل وضع حياة آلاف المرضى في خطر، حاولت الحكومة التّعتيم عليها لكن تفاقم الوضع إلى أن أصبح يشغل الرأي العام في تونس ويُحرجها، إذ بلغ عجز الصيدليّة المركزية 800 مليون دينار تعهّد الشاهد بتوفير 500 مليون دينار حتى توفي بإلتزاماتها لكنه ظل حبرا على ورق كالعادة، ويؤكد أهل الإختصاص فقدان 300 نوع من الأدوية لجميع الأمراض حتى الخطيرة والمزمنة منها . ولعل فاجعة الوفاة الجماعية للرضع منذ أيام قليلة أحد أبرز العناوين لسجل إنجازات حكومات الشاهد
– ارتفاع مديونية المستشفيات والتي بلغت العام الماضي ما يعادل 500 مليون دينار (نحو 207 ملايين دولار)
– ارتفاع معدل الجريمة بنسبة 20.9 %، إذ تمّت إثارة 106 آلاف قضية خلال النصف الأول من سنة 2018 مقابل 88 ألف قضية خلال النصف الأول من سنة 2017، يذكر أنّ سنة 2017 سجّلت 107 ألف قضية مقابل 99 ألف قضية فقط عام 2016 ،كما شهدت جرائم القتل ارتفاعا بنسبة 46 % خلال السداسي الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017 ، أمّا جرائم العنف فقد ارتفعت أيضا بنسبة 12%،
– 3811 مهاجرا تونسيا غير نظامي وصلوا الى ايطاليا منذ بداية سنة 2018 والى حدود آخر شهر أوت المنقضي مقابل 1721 وصلوا في نفس الفترة من السنة الماضية، يذكر أن الذين وقع احباط عملية تجاوزهم انطلاقا من تونس بلغ 6369 الى غاية اوت 2018 مقابل 3178 خلال نفس الفترة من سنة 2017
– تواصل نزيف هجرة الأدمغة في تونس لتسجل سنة 2018 أعلى الأرقام ولتبلغ قرابة ال15 ألف كفاءة مختصة ممن غادروا البلاد.
تونس تحتل المرتبة ال 96 من بين 157 بلدا حسب مؤشر رأس المال البشري الذي يعتمده البنك الدولي لقياس نتائج رأس المال البشري المتعلقة بالإنتاجية مثل بقاء الطفل على قيد الحياة، وإعداد الأطفال مبكرا للنجاح، وتعلّم الطلاب، وصحة البالغين، وبحسب مؤشر رأس المال البشري فهي تحتل المرتبة 113 من حيث جودة التعليم خاصة وأن هناك 100 ألف تلميذ ينقطعون سنويا عن الدراسة.
والقائمة تطول لسرد نجاحات السيد رئيس الحكومة وفريقه الوزاري وحزامه السياسي ، وهي ليست بحاجة لخبراء ومحللين، بل بإمكان التونسي البسيط أن يعددها ليكشف عن حجم المعاناة ووطأتها عليه
* من المألوف في عالم السياسة أن الأحزاب هي من تؤسس الحكومات، إلا أن الأمر في تونس اختلف، حيث أسس الشاهد وبعض وزراء حكومته حزب تحيا تونس ؟ ماهو تعليقك على الطريقة التي نشأ بها هذا الحزب ؟ وكيف تستشرفين مستقبله ؟
هي تتويج لعملية إنقلابية ناعمة بأدوات “ديمقراطية هجينة”، عملية إنقلابية على خيارات الناخبين وتسخير لموارد ومؤسسات الدولة لخدمة أغراض فردية وفئوية، كتل برلمانية تتشكل و أخرى تختفي حسب طبيعة موازين القوى دوليا وإقليميا ، خدمة لمشروع التمكين الإخواني وتفكيك البنى التي قامت عليها وشكلتها دولة الإستقلال.
و هي عملية مصادرة للعملية الإنتخابية برمتها وتتويج لفشل ما أطلق عليه إصطلاحا بالإنتقال الديمقراطي وإفراغ العملية السياسية من حدودها الأخلاقية والقيمية الدنيا، ومصادرة لرمزية عبارة “تحيا تونس” التي تربت عليها أجيال وأجيال ، عملية سطو ناعمة على كتل وخيارات ناخبين وعلى موروث لغوي وحضاري مرتبط بالهوية والوطنية التونسية الصرفة.
مستقبل حزب الشاهد مرتبط بحسابات حركة النهضة ومدى قدرة راشد الغنوشي على المحافظة على هامش المناورة المتاح له محليا وإقليميا وحصيلة أسهم الشاهد وتوليفته الحزبية مع نهاية المضاربة التي يجريها المرشد في بورصة الأحزاب والمتسابقين للفوز بمناصب وغنائم السلطة. وهو أيضا مرتبط في مدى نجاح الشاهد في تقديم الترضيات والتنازلات لجميع الأطراف وخدمة أكثرمن مشروع لأطراف جعلت من تونس حلبة لصراعاتها هو بالنهاية حزب دمى متحركة تتدعمه اللوبيات ، عندما تنقطع خيوطه بالسلطة ومراكز القوى يسقط ويختفي ويصيبه الشلل
* حزب نداء تونس تشكّل من أجل الحد من تغوّل النهضة وبنى حملته الانتخابية على معاداتها، حسب رأيك هل يمكن لحزب نداء تونس التموقع من جديد ارتكازا على هذا الموقف الأولي خاصة بعد تحالفه مع حركة النهضة إثر الانتخابات؟
حزب نداء تونس فقد مصداقيته لدى غالبية الناخبين الذين راهنوا عليه وأعتبروه قادرا على إيقاف عملية الأخونة وإسقاط الدولة التونسية، وإفتقد للشخصية الرمزية والزعاماتية منذ إبتعاد رئيس الجمهورية وفق ما هو ملزم به دستوريا، لكن يبقى للحركة القدرة على إعادة التموقع في المشهد السياسي ولكن ليس بنفس الزخم والحجم في حال تم ترتيب البيت الداخلي والحسم نهائيا في طبيعة التحالفات والخيارات والتخلي عن طابع الشخصنة في تحديد المواقف وضبط التوجهات.
* حسب بعض المحللين لا يمكن النجاح في الانتخابات القادمة دون التحالف مع حركة النهضة. هل تشاطرين هذا الرأي ؟
لو عكست لأصبت، لا يمكن لحركة النهضة أن تنجح وتستمر في السلطة وفي تنفيذ مشروعها الدخيل دون التحالف مع واجهات مما يعرف بالعائلة الحداثية أو الدستورية التجمعية وغيرها من التسميات.
حركة النهضة في ظل إنحسار رقعة إنتشار تنظيم الإخوان إقليميا وفشله في تنفيذ مخططات تقسيم المنطقة وتركيز بديل قروسطي للأنظمة التي نشأت من رحم حركات التحرر والكفاح ضد الإستعمار، اختارت التكيف مع الواقع بإيجاد غلاف ديمقراطي مزعوم تحت مسميات التوافق والتجربة الديمقراطية الناشئة والتعايش والديمقراطية التشاركية، يقيها تحمل المسؤولية والمحاسبة الدولية والإقليمية لما إقترفته داخليا وخارجيا.
حركة النهضة تخشى المساءلة خاصة مع تعدد الملفات وحجم الخراب الذي تورطت فيه منذ توليها السلطة، وهي بحاجة للتسويق لنفسها خارجيا كحركة معتدلة وديمقراطية تتعايش مع الآخر ضمن أطر المؤسسات و القوانين والدستور ولها قاعدة جماهيرية كبيرة لا يمكن إلغاؤها وهي ضمانة للإستقرار وصوت الإتزان والحكمة. وهو ما لا يمكن لها إنجازه إذا لم تجد أو بالأحرى لم توجد الحليف الحداثي
* حسب اخر استطلاعات الرأي تعتبر عيبر موسي منافسا سياسيا جديا في الانتخابات القادمة . كيف تفسرين هذه الشعبية وهل يمثل هذا الحزب خطرا على مكاسب الثورة؟
التجمعيون كانوا ولا يزالون رقما صعبا في المعادلة السياسية وهم الأكثر خبرة وتجربة ولهم عقود من الممارسة الميدانية والحضور الجغرافي والبشري، عملية الإقصاء والتشويه والترهيب التي تعرضوا لها من الطبيعي أن تثير فيهم الرغبة في التنظم والتشكل في إطار أحزاب وحركات تعبر عنهم وعن الضيم الذي لحق بهم، كما أن سنوات حكم الترويكا وتنكر النداء لناخبيه وتغول حركة النهضة وتزايد تهديداتها لكياني الدولة والمجتمع ، خلقت تطلعات معينية لدى طيف كبير من الناخبين تستجيب لخطابات شعبوية بعينها. تبقى عمليات سبر الآراء محل أخذ ورد وغير ذات مصداقية تقف وراءها سياسة ممنهجة لتشكيل وتوجيه الرأي العام والتسليم لا إراديا بأمر واقع حددته شركات سبر الآراء قد يفتقر بعضها للحد الأدنى من المؤهلات والحرفية.
يبقى من المفيد تحديد ماهية مكاسب الثورة التي أصبحت منذ زمن بعيد مثارا للسخرية والتندر لدى المواطن التونسي.
* حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، حزب التكتل، نداء تونس، وغيرها من الأحزاب .. تحالفت مع النهضة ثم تفككت وتراجعت شعبيتها كيف تستقرئين هذه المسألة ؟
هي أحزاب بنت دعاياتها الإنتخابية إما على رفض التحالف مع حركة النهضة أو معاداتها الصريحة، وإستقطبت بذلك جمهورا عريضا من الناخبين، لكنها سرعان ما تنكرت لوعودها وإرتمت في فلك الإخوان وقدمت التنازلات المخجلة والمهينة ، وهو ما عرضها لفقدان شعبيتها ثم تلاشيها.
الناخب عموما والتونسي خصوصا لا يغفر الخيانة وطبيعي أن يعاقب في أي محطة إنتخابية من تحيلوا عليه وسمسروا بصوته وخانوا ثقته في المحطة التي سبقتها.
* من بين مقومات قوة الدول في العالم، استقلالية قراراتها و سيادتها وهيبتها في الداخل والخارج، كيف تشخصين هذا الوضع في تونس ؟
بات من الواضح والجلي أن تونس فقدت الكثير من مقومات سيادتها واستقلالية قرارها منذ التغيير السريالي الذي كان بالأساس ضمن برنامج دولي لتفكيك بنى دول الإستقلال وإحلال حركات الإسلام السياسي مكانها وإطلاق العنان لديناميكية الفوضى الخلاقة وإحداث تغييرات جغرافية وسكانية وحضارية بأبعادها الثقافية والإقتصادية والإجتماعية والعقائدية.
ولاء الإخوان للجماعة وعدم إعترافهم بالوطن ككيان وهوية وتاريخ ، جعلت من تونس في فترة الترويكا في تبعية مطلقة لمحور بعينه وأعادت أنماطا تاريخية لهيمنة دول بعينها، وألقت بظلالها على الديبلوماسية والعلاقات الخارجية ، أمر لم يكن حكرا على الفرع المحلي وحده، بل إنساقت وراءه أطراف سياسية أخرى بحكم تحول البلاد لمسرح لصراعات المصالح والنفوذ بين الدول والمجموعات الجغرافية والإقتصادية الكبرى.
أصبحت الدولة رهينة مصالح وأهواء مجموعات وأشخاص في فترة ما، لدرجة أن المرشد بات مطلق الصلاحيات والسلطة رغم فقدانه للصفة الدستورية المؤهلة، وبات للسفراء سلطات تذكر بقناصل القرن التاسع عشرة والمقيمون العامون.
إرهاب متعدد الأوجه وجماعات مسلحة ومهربون وفاسدون تجرؤوا على الدولة ومؤسساتها ولولا إستبسال المؤسستين الأمنية والعسكرية في الدفاع عن الوطن وحرماته لحدث ما يتجاوز القدرةعلى التخيل، ومع ذلك فإن التقصير السياسي وتعدد الولاءات لدى التوليفات السياسوية والتراخي لدى صناع القرار طيلة الفترة الماضية من شأنه إرساء حالة من قبول الإرهاب والفساد وإمكانية التعايش معهما.
ثم إن إستمرار التدمير الممنهج للإقتصاد التونسي وإرتهان البلاد ومستقبلها لإرادات الدائينين تحت ضغط مديونية عملت الحكومات الديمقراطية على الرفع منها دوما من شأنه أن يعيق كل محاولات إسترجاع البعض من السيادة والقرار المستقل.
* بعض المحللين والسياسيين اعتبر أن تنظيم انتخابات نزيهة وذات مصداقية مشروط بغلق ملف اغتيال الشهيدين بالعيد والبراهمي و فك ملابسات الجهاز السري للنهضة، ما موقفك من هذا الموضوع ؟
إنها مسألة مبدئية و لا يمكن أن تجري إنتخابات تتوفر فيها الحدود الدنيا من النزاهة والشفافية والمصداقية والبلاد تحت خطر التلاشي والسقوط وفيها تنظيمات سرية وكيانات موازية مورطة في الإرهاب والإغتيالات وتملك إمكانيات غير محدودة العدد والعدة. ما هي الضمانة لنزاهة العملية الإنتخابية والدولة مخترقة وغير قادرة على تحديد طبيعة الأخطار والتهديدات؟
ما هو حجم الإختراقات وتغلغل التنظيم السري للنهضة في السلطة والدولة والمؤسسات؟ حركة رغم ممارستها المباشرة للسلطة طيلة ثماني سنوات ولا تزال تملك تنظيما سريا كشفت تحقيقات رسمية ومحاضر بحث عن وجوده، ومورطة إقليميا ودوليا في أكثر من ملف خطير لا يمكن أن تكون خصما سياسيا ولا شريكا في الحكم، نحن أمام صراع وجود بين شعب ودولة ووطن من جهة وجماعة باطنية وحلفائها من الإنتهازيين والمرتزقة من جهة أخرى
ستكون إنتخابات صورية ومحسومة النتائج،لأنها ستجري تحت تهديد جماعة وفاق إجرامي
* ارتفعت شعبية يوسف الشاهد بمجرد إطلاقه لحملة مكافحة الفساد والفاسدين، ماهو تقييمك لهذه الحملة ؟
شعبية مزعومة مثلها مثل حربه على الفساد، عمليات سبر الآراء لا تخضع لمعايير النزاهة والشفافية وأغلبها تأتي في سياق التعمية والدعاية الإنتخابية والإيحائية لشخص السيد رئيس الحكومة وتوليفته الحزبية كخيار الواقع والضرورة رغم فشله الذريع في إنجاز شئ يذكر غير إطلاق يد حركة النهضة لتفعل ما تريد بالدولة ومؤسساتها.
الكل يعلم أن حكومة الشاهد جندت كل الوسائل والأساليب لبسط سيطرتها على قطاعات ومؤسسات إعلامية بعينها إما بالترغيب أو بالترهيب مستغلة بذلك موارد وأجهزة الدولة وعلاقاتها الخارجية، لعل أبرزها الهبة البريطانية محل بحث وتحقيقات مجلس العموم البريطاني والتي وظفت للدعاية لحكومة الشاهد وشخصه.
حربه المزعومة على الفساد ليست سوى عملية ذر للرماد على الأعين، حرب إنتقائية إستغلها لتصفية الخصوم وكسب ولاءات من لديهم شبهات الفساد ولكسب ود حركة النهضة عبر تبييضها وتنقية سجل حكم الترويكا وما يتبعه
لماذا صمت الشاهد و فريقه الحكومي طيلة هذه المدة عن تنامي و تغول الفساد و المفسدين خاصة و البعض منهم يقاسمون أطراف حكومته و حزامها السياسي الإنتماء و الولاء و القيادة و الشراكة و صناعة القرار؟
لماذا كانت حملته على الفساد إنتقائية إشهارية، تخبر بالمرحلية و تبشر بالأسماء قبل الإجراء؟
لماذا لم يبادر بمكافحة الفساد منذ اليوم الأول لتوليه و قد تهدد و توعد في خطاب الوقوف؟
لماذا لم يبدأ بالتحقيق في شبهات الفساد التي تحوم حول عديد الأسماء في حكومته من وزراء و مستشارين و كتاب دولة، ألم يكن من باب أولى و الأكثر جدية أن يعفيهم من مهامهم لدرء الشبهات و إضفاء مصداقية على سياساته؟؟؟
لماذا توقف الفساد في أجندته عند ما تضمنته تقارير لجنة المرحوم بن عمر من أسماء و معطيات، ماذا عن الفترة التي تلتها و قد شهدنا فسادا خارج السيطرة
و فاسدين يتباهون على رؤوس الأشهاد في الإعلام بفسادهم، و ثروات خيالية تكونت من العدم لدى احزاب و سياسيين و افراد عائلاتهم؟؟؟
بون شاسع بين الفانتازيا و بين الواقع، وفرق كبير بين بطولة تصنعها النتائج و الإنجازات و بين بطولات وهمية صيغت على عجلة لأبطال من ورق!!!
* هل سيشارك حزبكم حركة الاستقلال التونسي في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ؟
من البديهي أننا سنخوض غمار الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وفق برنامج عمل الحركة وأهدافها التي أنشأت من أجلها، لكن يجب الإنتباه لما أشرنا إليه سابقا في غياب ضمانات حقيقية لإجراء إنتخابات ديمقراطية حقيقية وحرة ونزيهة وشفافة، إن التسابق المحموم على الظفر بغنائم ما تبقى من السلطة تجعلهم مستعدين لجميع أنواع التسويات والصفقات على حساب إستحقاقات المرحلة الحرجة والكارثية التي تعيشها تونس اليوم وضد مصالح الوطن والشعب. وهو ما يتعارض مع أدبيات ومبادئ حركة الإستقلال التونسي، لقد كرسنا جهودنا كحزب وطني جمهوري لوضع برنامج إنقاذ إقتصادي وإجتماعي على المديين القصير والمتوسط لكي تسترجع تونس عنفوانها والمكانة التي تليق بها من جديد على قاعدة الإعتماد على الذات والولاء لتونس وحدها والإستعداد للتضحية من أجلها وفق ما يقتضيه شرف الإنتماء والواجب، وبالمناسبة نحيي جميع مناضلينا ومناضلاتنا وكل الوطنيين والوطنيات في كافة ربوع تونس من أجل وطن حر وشعب سيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.