أعلن مساء أمس رئيس الحكومة المكّلف هشام المشيشي عن النتائج الاوّلية لمشاوراته مع مختلف الأطراف السّياسية و الاجتماعية حول تشكيل الحكومة و التي أفضت إلى التّوجه نحو تشكيل حكومة مستقلة عن كلّ الأحزاب متكوّنة أساسا من كفاءات اقتصادية وفق ما تتطلّبه المرحلة حسب تقدير المشيشي. و في تصريح لتونس الرّقمية أفاد اليوم النّائب و القيادي في حركة الشّعب هيكل المكي أنّ الحركة مبدئيا لن تمنح الثّقة لحكومة الكفاءات التي اختار هشام المشيشي التّوجه نحو تشكيلها. و قال المكي إنّ حركة الشّعب لا تتحمل فشل الأحزاب التي تحكم منذ 10 سنوات و التي لم تغيّر شيئا في وضع البلاد بل زادته تعكّرا و أثبتت فشلها، و توجّه المشيشي كردّ عن ذلك فيه ترذيل للأحزاب السّياسية و فيه تعميم لتحمّل الفشل. و شدّد محدثنا في نفس السّياق على أنّ حركة الشّعب مع حكومة سياسية و ذلك لأنّ الدّستور التونسي و نظام الحكم يقومان إلى حدّ الآن على الأحزاب ، و خاصة أنّ الحكومة يجب أن تنجح و لا يمكن لحكومة دون حزام سياسي برلماني أن تبقى تحت رقابة البرلمان و هو ما سيصعّب عملها. و أضاف المكي أنّه مع بداية الخريف ستشهد البلاد أزمة اقتصادية و اجتماعية خانقة، و سيكون على حكومة المشيشي أن تتحمّلها لوحدها دون سند حزبي أو برلماني، وفق قوله. و اعتبر المكي انّه من الشّجاعة إن كانت الحكومة التي سيشكّلها المشيشي، حكومة سياسية دون الطّرف المعطّل و الذّي فشل طيلة السّنوات الفارطة في إدارة الشأن العام، في إشارة لحركة النّهضة. و عن شروط حركة الشّعب لمنح الثّقة للحكومة القادمة أكّد المكي أنّه بالإضافة إلى البرنامج الذّي ستقدّمه من الضّروري ان تكون حكومة سياسية،و ليس من الضّروري أن تكون مكوّنة من الأحزاب الأولى في الانتخابات التشريعيّة، معتبرا أنّ حركة النّهضة حتى و إن احتلت المرتبة الاولى فليست الحزب الفائز إذا أنّها لم تتمكن من نيل التفويض الشّعبي الذّي يمكّنها من الحكم بأريحيّة. و في ختام تصريحه أكّد المكي أنّ حركة الشّعب ستصدر موقفا نهائيا نهاية هذا الاسبوع خلال اجتماع مكتبها السّياسي، داعيا رئيس الحكومة المكلّف إلى مراجعة موقفه و البناء على 97 صوت في البرلمان و التي من الممكن ان تضاف لها أصوات أخرى و تضمن نجاح الحكومة القادمة.
