أشاد البنك الدولي في تقريره الصادر نهاية الأسبوع الفارط بعنوان "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" بما تبذله دول مجلس التعاون الخليجي من جهود لتمكين المرأة من دخول سوق العمل عن طريق تنفيذ إصلاحات تشمل اساسا، منع التمييز في الانتدابات والحصول على التمويلات والنفاذ الى القطاعات التقنية التي يهيمن عليها الذكور في العادة. وعلى هامش احتفال الأممالمتحدة باليوم الدولي للمرأة الذي ركز هذه السنة على موضوع إشراك الجميع رقمياً ومع استمرار البنك الدولي في دعم الادماج الاقتصادي للمرأة، نوهت المؤسسة المالية الدولية بشكل خاص بعمل ثلاث نساء من دول مجلس التعاون الخليجي تمكَّنن من تحقيق النجاح بدخولهن مجال العمل في القطاع الرقمي وتعلق الامر أولا بياسمين آل شرف التي تشغل منصب مدير وحدة التكنولوجيا المالية والابتكار في مصرف البحرين المركزي وهي التي قادت في سنة 2017 عملية إنشاء وحدة التكنولوجيا المالية والابتكار في المصرف وهي المبادرة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قصص نجاح عالمية ونوه البنك الدولي كذلك بسارة وصل الله الثبيتي، وهي طالبة دكتوراه تقوم بإعداد مكتبة للحمض النووي لاستخدامها في دراسة عن تطوير نظام ذكاء اصطناعي يمكنه الكشف عن الجينات التي تحفز نمو الأورام. وتُجري سارة أبحاثها باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطوير أساليب قائمة على التعلُّم الآلي لعلوم الحياة المختلفة، مثل الطب، وعلى وجه الخصوص، العمل على التنبؤ بالجينات المرشحة المحفزة لأنواع مختلفة من السرطان. اما المرأة الثالثة التي أشاد البنك الدولي في المجال الرقمي فهي خولة حمّاد وهي المديرة التنفيذية لتطبيق "تكلَّم" (Takalam)، وهو تطبيق لعلم النفس على الإنترنت يتيح الحصول على حلول للصحة النفسية بصفة شخصية ومريحة وتتسم بالخصوصية. وقد أتتها فكرة تطبيق "تكلَّم" من تجربتها الشخصية عندما واجهت صعوبة في العثور على مثل هذه الخدمة. ومما جعل التطبيق الذي أطلقته ينجح حسب البنك الدولي هو الاهتمام الذي حظيت به الصحة النفسية في بداية جائحة كورونا حيث فقد أطلقت الحكومات والشركات مبادرات للتوعية، ووفرت سبلاً للمواطنين للتعامل مع الصعوبات النفسية الناجمة عن الجائحة وعمليات الإغلاق. ويتمثل هدف خولة في منصة "تكلَّم" لتصبح تطبيقاً على الهاتف المحمول للصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها بغرض تغيير طريقة تقديم العلاج النفسي وإطلاق نظام فحص شامل مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتيح الحصول على نتائج أسرع وأكثر دقة في تشخيص أعراض الاكتئاب أو القلق. تونس في مرتبة متدنية في الوضعية الاقتصادية للمرأة يذكر ان تونس حلت في المرتبة 152 من بين 190 دولة ضمن تقرير البنك العالمي حول "المرأة وانشطة الاعمال والقانون 2023′′ الذي يقيس مدى المساواة بين الرجال والنساء في النفاذ الى سوق العمل وريادة الاعمال من منظور قانوني بعد ان تحصلت على 64,4 نقطة من ضمن 100 نقطة في المؤشر العام للتقرير. وقد تقدمت العديد من الدول الافريقية والعربية على تونس، في هذا الترتيب، كالكوت ديفوار والغابون والزيمبابوي وجنوب افريقيا وراوندا وغيرها وكذلك عدد من الدول العربية كالإمارات (82,5) والمغرب (75,6) والسعودية (71,3) ودجيبوتي (71,3) والبحرين (68,1). وبشكل عام لا تخفي أرقام ومعطيات عدة تقارير دولية ضعف مشاركة المرأة التونسية في الدورة الاقتصادية بسبب ارتفاع بطالتها وتشغيلها بشكل مكثف في القطاع غير المهيكل، اذ لا تتجاوز نسبة المرأة من القوى النشيطة وفقا لمعطيات أصدرتها منظمة التعاون التنمية الاقتصادية مطلع ديسمبر الفارط .526 بالمائة مقابل 20 بالمائة في الوظيفة العمومية. ولاحظت المنظمة ان نسبة مشاركة النساء الحاصلات على شهادات في القطاع المهيكل ترتفع الى 50 بالمائة في حين تصل هذه النسبة الى 70 بالمائة بالنسبة للذكور.