ليس مبالغة أن أقول إن العديد من أبناء صفاقس، وخاصة جماهير النادي الصفاقسي الذين يتجاوز عددهم المليون محب، والذين يشاركون بحماس في دعم ناديهم ماديًا ومعنويًا..يطالبون بإنشاء مدينة رياضية تليق بمكانة صفاقس كثاني أكبر مدينة اقتصادية ومالية في البلاد. البعض الآن يكتفي بمطالبة السلطات العليا بإنشاء ملعب لكرة القدم يعد جزءًا من هذه المدينة الرياضية، حلم تحقق بعد ثلاثة عقود من الانتظار، رغم الوعود غير المتحققة التي كانت ملفوفة بضبابية شديدة. منذ بداية السنة الجارية، تم تثبيت لافتة في ملعب الطيب المهيري، الملعب الوحيد المخصص لإقامة المباريات الرسمية في المدينة، وهو يعود إلى عهد الاستعمار وأعيدت تسميته في أوائل الستينيات باسم الزعيم الوطني الطيب المهيري، أحد كبار المناضلين من جزيرة جربة. اللافتة تقول: "في صفاقس ستاد جديد حق موش مزية"، وهي رسالة إلى المسؤولين من أهل العقد والقرار أن المشروع مازال معلقًا رغم تتالي ما يقارب العشرة وزراء شباب و رياضة! . ورغم اقتراحات توسيع ملعب الطيب المهيري، الذي يستوعب حاليًا 7000 متفرج فقط، رفضت السلطات هذه الاقتراحات مرارًا وتكرارًا. متى سيتم تطوير استراتيجية شاملة لتعزيز الرياضة، مع وضع خطة لإنجاز ملاعب في جميع الولايات؟ يجب أن ينتهي الجدل وأن نتخطى الخطابات السياسية المرحلية لحل الملفات الرياضية بكل هدوء ووضوح وشفافية، استنادًا إلى معايير منطقية وعلمية. كفانا من تضليل الرأي العام بإعلانات عن مشاريع رياضية تتبخر تصريحات المسؤولين في الإدارات المركزية والجهوية والمحلية بمجرد الإعلان عنها.