ما يجري في ساحات الحرب بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة وجنوب لبنان يدعو للدهشة والريبة. في تلك المناطق التي عانت شعوبها من أهوال تفوق كل تصور، شهد الجنوب اللبناني اعتداءات بشعة تمثلت في إلقاء القنابل الفوسفورية الحارقة، وهو عمل إجرامي رهيب وغير مسبوق. إن الوقوف ضد هذه الجرائم واجب على كل أصحاب الضمير وكل من لا يزال يؤمن بحقوق الإنسان. هل أصبح قانون الغاب هو المسيطر في عصرنا هذا؟ الأرواح التي تزهقها العصابات الصهيونية بطرق وحشية ويومية تستهدف المواطنين العزل، وكأن أرواحهم مباحة للقتل دون أن تتحرك الدول العربية والإسلامية ومنظماتها الحقوقية، ولو حتى لإصدار بيانات تنديد. يبدو أن الصمت في هذا الزمن يجعل المرء أشبه بالشيطان الأخرس. أين المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان؟ كيف يمكنها أن تصمت أمام هذه الجرائم، والتي تشمل استهداف المدنيين وإلقاءهم من فوق المباني وقتلهم بطرق عنصرية وحشية في فلسطينولبنان؟ القنابل الفوسفورية ليست سوى أحدث فصول هذا الكابوس. أما عشرات الآلاف من الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض، أو الجرحى الذين لا يجدون العلاج بعد تدمير المستشفيات، فهل هذا كله لا يعد إرهاباً دولياً؟ لقد أصبح العالم بأسره شريكاً في هذه الجرائم بصمته وتفرجه. وهذه الأوضاع لا تولد إلا المزيد من العنف، عنف قد يتفشى ويصبح إرهاباً عالمياً. الشرق الأوسط يقف على فوهة بركان، والعالم مهدد بحروب شاملة ما دام الإجرام الدولي ضد الفلسطينيينواللبنانيين يجري وكأنه أمر طبيعي ومشروع. كفى شعارات جوفاء، تلك التي نسمعها من المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية. لم يبق منها سوى الاجتماعات والتصريحات التي لا تجلب أي نتائج ملموسة على أرض الواقع. حسبنا الله ونعم الوكيل.