صدمت الساحة المسرحية وعشنا زلزال في عالم التمثيل عندما وصلنا خبر التحاق بالرفيق الاعلى احد اهم واكبر القامات امبراطور الشاشة الممثل العبقري الفذ فتحي الهداوي في صمت الكبار وبشهامة الابطال ليبقى كبيرا كما ولد فنيا. عرفته عن قرب وجمعتني به مناسبات عديدة على امتداد اكثر من ثلاثة عقود كان احلى لقاء به واول سهرة جمعتنا في صفاقس في تسعينات القرن الماضي في سهرة عشاء ضيفنا فيها الصديق العزيز على قلبي رجل الثقافة والعلم والتمثيل الدكتور لسعد الجموسي بمنزله بصفاقس مباشرة بعد العرض الاول لشريط صفائح من ذهب بطولة فتحي الهداوي لخالي امبراطور الفن السينمائي المخرج النوري بوزيد . وكانت السهرة التاريخية الرائعة تحت اشراف رجل الاعمال الكبير زمنها مدعم الثقافة سي عبد السلام العفاس. وقد اكتشفت في فتحي الهداوي طيب الله ثراه الرجل الحكيم الرصين والذكي الهادئ المثقف المتميز بكاريزما منفردة لا تشبه احد وبصمت الكبار. وبقي هذا البطل على الدوام هكذا حتى عند اشرافه على ادارة مهرجان الحمامات في الفترة الممتدة بين 2011 الى 2013 متميزا بأخلاقه العالية وروحه المرحة ولا يسعني الا ان اقول للجميع من جمهوره العريض التونسي والعربي . وداعا ايها الغالي على قلوبنا وستبقى روحك ترفرف بيننا لا تغادرنا ولابد من تكريمه بإطلاق اسمه على مسرح أو شارع بمسقط راسه. كما صدمنا بعد يوم واحد من وفاة فتحي الهداوي الغالي المؤرخ الكبير ملك الثقافة والتراث وتثمين التاريخ التونسي والحضارة في بلادنا وفي محيط المتوسط المثقف الكبير فرج شوشان الذي لم يقدر احد على تقليد طروحاته وبرامجه المتميزة واختصاصه في التاريخ والحضارات التونسية والعربية والاسلامية وتلاقح الحضارات بأسلوب منفرد اكاديمي رغم انه عصامي التكوين. هو صاحب موهبة لا تتكرر مرة اخرى بروعة وابداع كبير عادت بي الذاكرة لجلسات عديدة مع صديقه القريب منه وجاره الاستاذ الكبير زعيم الاعلام والثقافة سي محمد عبد الكافي صديق العمر طيب الله ثراه الذي كان فرج شوشان يستشيره في عدة مواضيع برامجه ايام كان سي محمد عبد الكافي الغالي علينا مديرا عاما للتلفزة الوطنية زمنها. لا يسعني الا ان اتقدم بأحر التعازي القلبية الحارة لعائلتي الفقيدين العزيزين وندعو لهما بالرحمة والمغفرة وان يلحقهما بالفردوس الاعلى مع الأنبياء والصديقين وان يرزقنا جميعا جميل الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.