يُعد مصطلح "الخوف الألماني" من المصطلحات الشائعة في الأوساط الغربية، ويعكس المخاوف التي تسيطر على المجتمع الألماني في فترات مختلفة. وفي الوقت الراهن، تحتل الهجمات السيبرانية موقع الصدارة بين مصادر القلق لدى الألمان، وفقًا لدراسة أجرتها جمعية "بيتكوم" بمناسبة مؤتمر الأمن السيبراني في مدينة ميونيخ. تصاعد القلق من التهديدات السيبرانية تشير الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من الألمان يرون أن التهديدات الإلكترونية تزداد بوتيرة مقلقة، حيث شهدت البلاد ارتفاعًا في الهجمات التي تستهدف العيادات والبنية التحتية الحيوية، وكان من أبرز هذه الهجمات ما تعرض له مؤتمر الأساقفة الألمان. ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها الجمعية، يرى 70% من المشاركين أن خطر الهجمات السيبرانية مرتفع للغاية، في حين يعتقد 61% أن ألمانيا غير مستعدة لمواجهة "حرب سيبرانية"، ويشعر 64% بعدم جاهزية البلاد للتعامل مع مثل هذا السيناريو. مصدر التهديدات: روسيا والصين في الصدارة عند الحديث عن الجهات التي تشكل تهديدًا إلكترونيًا لألمانيا، فإن روسيا والصين تأتيان في مقدمة الدول المتهمة، وفقًا لرأي المشاركين في الاستطلاع. ومع ذلك، أشار ثلث المستطلعين إلى أن الولاياتالمتحدة تمثل تهديدًا كبيرًا أيضًا. أما على المستوى الشخصي، فإن 37% من الألمان يخشون أن تطال هذه التهديدات حياتهم وأسرهم، بينما يرى 70% أن الخطر الأكبر يقع على أمن ألمانيا كدولة. البنية التحتية تحت التهديد ترى غالبية المشاركين أن الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية تشكل خطرًا أكبر من تلك التي تستهدف المؤسسات العسكرية، حيث عبَّر 63% عن قلقهم من تأثير هذه الهجمات على الخدمات الأساسية والحياة اليومية. دعوات لتعزيز الأمن السيبراني من جانبه، أكد رالف وينترغيرست، مدير جمعية "بيتكوم"، أن ألمانيا تتعرض لهجمات إلكترونية بشكل يومي، مشيرًا إلى أن الجهات الفاعلة غالبًا ما تكون غير معروفة تمامًا. وحذّر من تفاقم الوضع الأمني إذا لم تُتخذ إجراءات صارمة لتعزيز الحماية في الفضاء الرقمي. وأظهرت بيانات الجمعية أن اثنين فقط من أصل 30 مشروعًا أمنيًا ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني قد تم تنفيذهما بالكامل، بينما لا يزال 19 مشروعًا قيد التنفيذ. وفي هذا السياق، انتقد وينترغيرست بطء تنفيذ هذه الاستراتيجية، مؤكدًا أن "الاستراتيجيات الطموحة لا فائدة منها إذا بقيت مجرد حبر على ورق". ودعا إلى جعل تعزيز الأمن السيبراني أولوية قصوى في سياسات الأمن والدفاع المستقبلية للحكومة الألمانية.