حذّر رئيس منظّمة الصّحة العالمية أدهانوم غيبريسوس، من أن توقف تمويل الولاياتالمتحدة لمكافحة مرض الملاريا قد يودي بحياة حوالي 107 آلاف شخص في جميع أنحاء العالم خلال عام 2025. وقال غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف: "على مدى العقدين الماضيين، أصبحت الولاياتالمتحدة أكبر ممول ثنائي لمكافحة الملاريا، حيث ساعدت في الوقاية من 2.2 مليار حالة إصابة و12.7 مليون وفاة، وحسب التقديرات إذا استمرت بالانقطاع في التمويل، فقد نشهد هذا العام وحده 15 مليون حالة إصابة بالملاريا و107 آلاف حالة وفاة، مما قد يؤدي إلى إلغاء التقدم الذي تم إحرازه خلال 15 عاما". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت سابقا بأنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإن إفريقيا لا تزال الأكثر تضررا من هذه المرض الفتاك. ومنذ أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولاياتالمتحدة من منظمة الصحة العالمية في أول يوم له بعد العودة إلى منصبه، ساد جو من القلق في مقر الوكالة الأممية في جنيف. وتعتبر الولاياتالمتحدة أكبر مساهم في منظمة الصحة العالمية. ففي عام 2024، كانت حصتها من الميزانية تبلغ 18%. كما أن الولاياتالمتحدة نفسها ممثلة حاليا في مجلس الإدارة التنفيذي، الذي يضم 34 عضوا، ويعد أعلى هيئة اتخاذ قرارات في منظمة الصحة العالمية بين الاجتماعات العامة السنوية. ومن المقرر أن يدخل انسحاب الولاياتالمتحدة حيز التنفيذ في 22 جانفي 2026، ولكن الإدارة الجديدة في واشنطن وجهت مسؤوليها بوقف التعاون مع منظمة الصحة العالمية بشكل فوري. يشار إلى أن المساهمة الإجبارية لجميع الدول ال 194 الأعضاء في منظمة الصحة العالمية تعتمد على القوة الاقتصادية للدولة، وعندما حجب ترامب التمويل عن المنظمة خلال فترته الرئاسية الأولى، تدخلت ألمانيا لتصبح أكبر مساهم في فترة الميزانية 2020-2021. وعلى خلفية انسحاب الولاياتالمتحدة من المنظمة مؤخرا في بداية الفترة الرئاسية الجديدة لترامب أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها ستدعم منظمة الصحة العالمية في مهامها، مشيرة إلى أنه "أمر ضروري من أجل صحة البشرية جمعاء". ومن المعروف بالفعل أن الملاريا تسببها طفيليات من جنس المتصورة، وينتشر طفيلي المتصورة إلى البشر من خلال لدغات بعوض الأنوفيلة المصاب. وعندما تلدغ البعوضة المصابة بالعدوى، يدخل الطفيلي الدم إلى الكبد، حيث يتطور لأيام إلى أسابيع قبل أن يدخل الدم مرة أخرى. وعادة ما تترافق الإصابة بالملاريا مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة ومرض شبيه بالإنفلونزا. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب اليرقان والنوبات والغيبوبة والموت.