في خطوة تعكس تعميق التعاون العسكري بين أنقرة ومقديشو، كشفت مصادر مطلعة أن تركيا ستقوم بتزويد البحرية الصومالية بمروحيات قتالية من طراز T129 أتاك، وذلك في إطار اتفاقية دفاعية استراتيجية وقعتها أنقرة مع الحكومة الصومالية في فيفري 2025 وتمتد لمدة عشر سنوات. ووفقًا لما نقلته وكالة "بلومبرغ" عن مصدر مقرب من الملف، فإن المروحيات التركية ستُستخدم في العمليات ضد "عناصر حركة الشباب الصومالية"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تنشط في عدة مناطق من جنوب ووسط البلاد. مروحيات هجومية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب المروحيات التي سيتم تسليمها هي من طراز T129 ATAK، وهي مروحية هجومية متقدمة طورتها الصناعات الجوية التركية (Turkish Aerospace Industries)، وتتميز بقدرتها على تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب والاستطلاع والقتال ضد أهداف متحركة وثابتة، مما يجعلها سلاحًا فعالًا في مواجهة الجماعات المسلحة ذات الطابع غير النظامي. يأتي هذا التسليح في وقت تواجه فيه القوات الصومالية تحديات كبيرة في استعادة السيطرة على مناطق نفوذ حركة الشباب، رغم الدعم الدولي والإقليمي المستمر. اتفاقية دفاعية واسعة المدى وكانت تركياوالصومال قد وقعتا في فيفري الماضي اتفاقًا دفاعيًا مدته عشر سنوات، ينص على تدريب وتسليح القوات المسلحة الصومالية، وبناء قدراتها العملياتية واللوجستية، في إطار شراكة استراتيجية طويلة الأمد. وتُعد هذه الاتفاقية جزءًا من نهج تركي موسع لتعزيز نفوذها في شرق إفريقيا، من خلال المساعدات العسكرية والاستثمارات الاقتصادية والتعاون الأمني. تعاون اقتصادي في قطاع الطاقة بالتوازي مع الاتفاق العسكري، وقعت أنقرة ومقديشو أيضًا اتفاقًا في مارس 2025 للتنقيب عن النفط وإنتاجه، يسمح ل مؤسسة البترول التركية (TPAO) بالعمل على الأراضي الصومالية. ويفتح هذا التعاون المجال أمام تركيا للوصول إلى موارد الطاقة في القرن الإفريقي، بينما تستفيد الصومال من الخبرة التركية والدعم التقني والمؤسساتي في هذا القطاع الحساس. استراتيجية تركية لتوسيع النفوذ في إفريقيا تعكس هذه الاتفاقيات المتعددة رغبة تركية واضحة في ترسيخ وجودها العسكري والاقتصادي في إفريقيا، ولا سيما في المناطق ذات الموقع الاستراتيجي مثل الصومال، التي تشرف على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أن هذا الانخراط يأتي في سياق تنافسي إقليمي ودولي، حيث تسعى قوى مثل الإمارات، وقطر، والولايات المتحدة إلى تعزيز حضورها في المنطقة.