بعد أكثر من خمسة عشر عامًا من الإغلاق، يستعد المسبح البلدي بطبربة لاستعادة نشاطه. فقد أعلن منذر السماعيلي، المنسق الجهوي لمشاريع التنمية المندمجة لدى المفوضية العامة للتنمية الجهوية، أن أشغال إعادة تأهيل هذه المنشأة الرمزية من ولاية منوبة ستنطلق رسميًا نهاية شهر جوان 2025. مشروع يُبعث من جديد بعد فشل عرضي طلب عروض قُدّر المشروع في بدايته بمبلغ 1.8 مليون دينار، لكنه شهد ارتفاعًا كبيرًا في التكلفة ليصل إلى 4.1 ملايين دينار، وذلك بسبب التأخيرات وإعادة التقييم المالي. و بعد فشل عرضي طلب عروض متتاليين، تم اللجوء إلى آلية التفاوض المباشر، وفقًا لأحكام الفصل 49 من الأمر عدد 1039 لسنة 2014 المنظم للصفقات العمومية. و قد صادقت اللجنة الجهوية للمراقبة على إسناد الصفقة في نهاية شهر ماي، إثر تعبئة 2.2 مليون دينار إضافية لتغطية التكاليف. منشأة استراتيجية لمدينة طبربة افتُتح المسبح سنة 1989 وتم غلقه منذ 2010 و يُعدّ الفضاء الرياضي و الترفيهي الوحيد في المنطقة. و يضم المسبح حوضين (واحد للكبار و آخر للصغار)، فضاءً ترفيهيًا و قاعة عروض بسعة 1200 مقعد. و يُنظر إلى إعادة فتحه كرافعة اجتماعية و اقتصادية هامّة لأهالي المدينة. و قد لعبت تعبئة السلطات المحلية و على رأسها ولاية منوبة ، بلدية طبربة و المصالح الفنية الجهوية، دورًا حاسمًا في إعادة إطلاق المشروع. كما تم تجاوز العقبات الإدارية و المالية التي عطّلت إنجازه لأكثر من عشر سنوات. انتظارات محلية قوية لا يُمثل هذا المشروع مجرّد عملية إعادة تهيئة خرسانية أو ميزانية، بل يرمز إلى عودة ديناميكية محلية طال انتظارها. و يترقّب سكان طبربة بفارغ الصبر إعادة فتح هذا الفضاء الذي من المنتظر أن يُعيد إحياء الأنشطة الرياضية و التربوية و الثقافية خاصة لفائدة الشباب. و من خلال هذا المشروع، تؤكد ولاية منوبة التزامها بتجسيد مشاريع التنمية المندمجة، بما يتماشى مع أولويات وزارة الاقتصاد و التخطيط. كما أن المسبح المُجدّد قد يُشكّل وجهة لاحتضان التظاهرات الرياضية و يساهم في إنعاش الأنشطة التجارية المحلية بما يُعزّز من حركية النسيج الحضري. و من المرتقب أن يُعاد فتح المسبح في الأشهر القادمة، شرط احترام آجال الإنجاز. و هي خطوة ملموسة تُجسّد عودة طبربة إلى مسار تنميتها المحلية.